أصالة: فضل شاكر تجاوز الحدود المنطقية في إعلان موقفه السياسي

شخصيتها العنيدة وصراحتها الواضحة، جعلتا منها فنانة مختلفة عن سواها من الفنانات اللواتي يتكتّمن عن إعلان رأيهنّ بكل صراحة عن كل ما يحصل في الساحتين الفنية والسياسية على حد سواء. في حين هي تعلن موقفها جهاراً ودون خوف لأنها لا تعرف المجاملة والمسايرة. مشاركتها الأخيرة في مهرجان الموازين وتوجيهها رسائل مبطّنة ذات معاني كثيرة، أدخلتها في مسار التأويل، لكن رسائلها كما قالت إنسانية لصالح الثورات العربية. عاتبة هي على أصدقائها الذين فسّروا موقفها في الاتجاه الذي أرادوه. هكذا صرّحت أصالة لـ «سيدتي» في لقائها معها في المغرب داخل جناحها الخاص.

حفلتك في الموازين كانت من أجمل الحفلات، إضافة إلى الرسائل السياسيّة التي وجّهتها بأسلوب مترابط مع أغنياتك: «ولا تصدّق»، «اسكت»، و«خلي الطابق مستور». ماذا تقولين في هذا الصدد؟

الحمد الله كانت حفلة حلوة، والجمهور المغربيّ الذوّاق يدفع بالفنّان إلى حالة من الطرب والنّشوة الفنيّة. عادة أختار أغنياتي التي أستطيع من خلالها إيجاد حوار وعلاقة اجتماعيّة وعاطفيّة، ما بيني وبين الجمهور. ما قلته من رسائل ليست برسائل سياسيّة، بل كانت رسائل إنسانيّة، توجّهت بها إلى الحالة الإنسانيّة المريرة التي تشهدها الشعوب العربية، والسورية بشكل خاص.

لكن عندما توجّهت برسالة إلى الجيران، وقلت «خلّي الطابق مستور يلي بيتو من بلّور ما بيرجم بحجارة»، فسّرت رسالتك في لبنان على أنّك تهجّمت على اللبنانيين، وهم الجيران الأقرب إلى السوريين، ما تعليقك؟

أنا لم أقصد كلّ الشّعب اللبنانيّ، إنّما قصدت فئة معيّنة تشهد المجازر الحاصلة في سوريا، ومع ذلك يؤيّدون المسؤولين عن هذه المجازر. ولا أظنّ أنّ مشهداً إنسانيّاً مروّعاً ومخيفاً، يكون له مؤيّدون. وبالمناسبة عتبي كبير على أصدقاء لي في لبنان، من الإعلاميين خاصّة، ومن الذين يعرفون أصالة وصدقها وخوفها على الإنسانيّة بشكل عام، ويكتبون في وسائلهم الإعلاميّة ويطالبون نقابة الفنّانين اتّخاذ موقف ضدّي. ما صرّحت به في الموازين كان شيئاً من الدّعابة، وأنا اعتدت مع جمهوري على هذه الدّعابات والرسائل التوجيهيّة المرتبطة بعناوين ومضمون أغنياتي.

لغة الخطابة التي أمارسها مع جمهوري هي لغة فنيّة تعطي الجمهور جرعة من الحماسة، تجعلهم يحفظون الأغنيات بمشهد إيمائيّ، كما أقدّمه أنا على المسرح. وهذا النوع من الأداء الغنائيّ، يجعل من صوتي وأدائي في حالة من التألّق الفنيّ.

 

ضدّ فضل شاكر

الفنّان فضل شاكر قد سبقك على مسرح النّهضة في مهرجان الموازين في المغرب، وأعلن عن موقفه السياسيّ جهاراً. ما رأيك في ما قاله فضل شاكر؟

أنا لا أحبّ المبالغات في المواقف. فأنا في أزمتي الشّخصيّة لم أبالغ في الكلام عن مشكلتي الزوجيّة. بالعكس لقد انفصلت عن زوجي وتزوّجت مرّة ثانية، وأكملت حياتي بشكل طبيعيّ، وكأنّ شيئاً لم يكن، حتّى موقفي السياسيّ، لم أبالغ في التّعبير عنه، في حين أنّ فضل شاكر تجاوز الحدود المنطقيّة في إعلان موقفه السياسيّ. أنا أؤيّده في موقفه السياسيّ، لكنّني ضدّه في كثرة المبالغة.

هل أنت نادمة على إعلان موقفك السياسيّ؟

إطلاقاً.. هذا موقفي الإنسانيّ، وليس موقفي السياسيّ. لكن تعبيري عن موقفي، يختلف عن طريقة تعبير فضل عن موقفه.

إذا انتهت الأزمة السوريّة لصالح موقفك السياسيّ، فماذا ستفعلين حينها؟

في الحالتين نحن كسوريين عائلة واحدة تتقاتل فيما بينها. أنا زعلانة على سوريا، وعلى الأطفال الذين يموتون بلا سبب. أنا مع الثورة في أيّ بلد كانت، لكنّني كنت أتوقّع أنّ ثورات الشّعوب أسهل بكثير ممّا يحصل الآن من قتل داخل العائلة الواحدة والبلد الواحد. وأنا لا أحترم من يؤيّد المسؤولين عن المجازر الحاصلة في سوريا.

 

أحبّ ملحم زين ولكن..

قال ملحم زين لـ«سيدتي» في اتّصال هاتفيّ معه: «كنت أتوقّع من أصالة أن تقف موقفاً توجيهيّاً نصوحاً لا موقفاً سياسيّاً». ما ردّك عليه؟

بصراحة أنا أحبّ ملحم زين، وأحبّ صوته كثيراً. لكنّني عاتبة عليه، وعلى الذين يشاهدون مذابح الأطفال، ولا يعترفون بما يحصل. موقفي الإنسانــيّ مع الشّعوب وثوراتها، لأنّني أشعر أنّ الوقت قد حان لترتاح الشّعوب العربيّة من الاضطهاد والفقر. وهذا الموقف يندرج تحت عنوان الموقف الإنسانيّ وليس تحت عنوان الموقف السياسي. فأنا أحبّ ملحم زين، وإن اختلفنا في وجهات النّظر، في ما يخصّ الثورات العربية.

 

مازلت أخاف

بعد مسيرة فنيّة طويلة، هل ما زلت تخافين قبل أيّ حفل تحيينه، وكأنّك تقفين للمرّة الأولى على المسرح، ألا تبدّد الخبرة الفنيّة الخوف لدى الفنّان، وخاصّة لديك؟

هزّت برأسها قائلة: «ما زال الخوف يتملّكني قبل كلّ حفل، لأنّ برنامجي الفنيّ صعب وأغنياتي صعبة، وكلّها طبقات عالية. فأنا حريصة على التحدّث إلى جمهوري، فلا أكتفي بإلقاء التّحيّة عليهم (مساء الخير)، بل أتواصل معهم من خلال الحكايات والقصص. فهناك قصّة حياة أعيشها مع جمهوري. وهم اعتادوا عليّ وعلى قصصي التي أرويها لهم على المسرح. علاقتي بجمهوري علاقة اجتماعيّة وإنسانيّة أولاً، ثمّ تأتي علاقتي الفنيّة معهم. لذلك تجدينني مرتبكة قبل الحفل لعلّني أوفّق بمهامي».

هل تحضّرين الكلام الذي تريدين التوجّه به إلى النّاس؟

لا أبداً. أترك الكلام يخرج منّي بعفوية ليأتي كلامي أكثر صدقاً. فلا أحبّ الكلام المنمّق. أحبّ أن يأتي كلامي شبيهاً بي بعفويته.

 

أحلام والمبالغة والمجوهرات

هل تابعت برنامج «آراب آيدول»؟

تابعته كلّه.

ما رأيك بلجنة التّحكيم المؤلّفة من الفنّانين راغب علامة وأحلام والموزّع حسن الشافعي؟

البرنامج «حلو كتير». لكن كان المطلوب أن تأتي آراء اللجنة أكثر جرأة في اختيار المفردات، أثناء وصفهم للمشتركين، وأن لا يستعملوا دائماً نفس المفردات «أنت جميلة وحلوة». هذه المفردات لا تدلّ على رأي، إنّما تدلّ على وصف. يجب أن يكون هناك تفصيل واضح للموهبة، صوتاً وأداءً، لكي يستفيد المشترك من رأي اللجنة، ويعمل على تصحيح أخطائه الغنائيّة. أنا لا أستطيع المشاركة كعضو لجنة بهذه البرامج، لأنّني أكره تكرار المفردات والعبارات نفسها يوميّاً لكلّ المشتركين، كما حصل مع أعضاء لجنة التّحكيم في «آراب آيدول».

الفنّانة أحلام استطاعت من خلال برنامج «آراب آيدول» وضع ما طاب لها من المجوهرات، لدرجة أنّ مجوهراتها كانت عناوين الصّحف. هل أنت من عشّاق وضع المجوهرات؟

أنا لا ألبس كلّ ما أملك. الحمد الله أملك الكثير من المجوهرات، لكنّني إذا لبست ساعة، لا ألبس معها خاتماً. عرض المجوهرات ليس من طباعي.

ما رأيك بالخلافات التي وقعت بين الفنّانين راغب علامة وأحلام على مرأى من الجمهور؟

لا أدري إذا كان خلافهما خلافاً جدّياً. لقد شعرت بأنّه خلاف متعمّد، لكي يدفعوا بالبرنامج قدماً. خلافهما لا لزوم له، فكلّ واحد منهم له شخصيّته. لكن أحلام مشهورة بالمبالغة في كلّ شيء. وهذه الصّفة من أهمّ صفاتها حتّى في عرض مجوهراتها، فأنا بعكسها تماماً أبحث عن العفويّة دائماً.

هل كنت راضية عن نتيجة «آراب آيدول» طالما كنت متابعة له؟

بصراحة لا. كنت أتوقّع فوز دنيا بطمة. كارمن سليمان جيّدة، لكن دنيا لديها قدرة غنائيّة. لقد أحببت دنيا كثيراً، وشعرت أنّها هي أيضاً تحبّني. ولقد أحببت أيضاً المشترك الأردني يوسف عرفات.

 

تعجبني نجوى كرم

ما رأيك بمشاركة الفنّانة نجوى كرم في عضويّة لجنة في برنامج «آراب غوت تالنت»؟ ولماذا لا تشاركين كعضو في لجنة تحكيم في برامج الهواة؟

هناك برامج تشبهني وأخرى لا. أنا لا أحبّ التكرار في المفردات. أنا مقلّة في تصريحاتي الإعلاميّة حتّى لا أقع في تكرار المفردات. فهذه البرامج لا تشبه شخصيّتي، على عكس برنامجي «صولا» الذي يشبهني تماماً. وأتصرّف فيه على سجيّتي، وكأنّني فعلاً في بيتي ومع أهلي وأصحابي. شخصيّة نجوى كرم ملائمة تماماً لموقعها في لجنة التحكيم. ولقد أعجبتني كثيراً، فهي ظريفة، ودمها خفيف، وتعرف تماماً ما تقوله. فهي تقول الكلام المناسب في المكان المناسب.

 

هذا هو ألبومي الجديد

هل أنتهيت من تحضير ألبومك الغنائيّ؟ وماذا سيحمل من مواضيع تعكس الصّورة الحاليّة للواقع السياسيّ؟

ألبومي جاهز لكن ظروف المنطقة والأوضاع السياسيّة والثورات العربيّة جعلتني أتريّث في طرحه. لكن هذا الألبوم، وللمرّة الأولى أغنّي فيه لنفسي، وأختار عنوان ألبومي بأغنية تعكس شخصيّتي الفنيّة «شخصيّة عنيدة». الأغنيات تحمل عناوين وموسيقى جديدة عليّ وعلى الوسط الفنيّ. تقول كلمات «شخصيّة عنيدة»: مش صعبة أخلّي إللّنا بتمناه يبقى حقيقة، يجي اليوم حا حقّق حلمي بأيّ طريقة، وحا خدها تحدّي لنفسي أصلي أنا شخصيّة عنيدة».

كم أغنية يتضّمن ألبومك، ومتى قرّرت طرحه في الأسواق؟

سأطرحه إذا تحسّنت الأوضاع في الشّهر الحالي. واخترت عشر أغاني هي: «كبرت على سيدك»، كلمات محمد جمعة، وألحان كريم محسن، توزيع أحمد إبراهيمي. «أنا حبّك»، كلمات عبد الحميد حبّال، وألحان إيهاب عبد الواحد وتوزيع نادر حمدي. «بناء على رغباتك»، كلمات أحمد علي موسى، وألحان تامر علي، وتوزيع نادر حمدي. «شاغل بالي»، كلمات عبد الحميد حبّال، وألحان حسام حبيب، وتوزيع هادي شرارة. «سابني»، كلمات عبد الحميد حبّال، وألحان إيهاب عبد الحميد، وتوزيع حسن شرارة. «قول بحبّك»، كلمات جمال الخولي، وألحان تامر علي، وتوزيع حسن الشافعي. «بجد تجنّن»، كلمات وائل توفيق، وألحان مَدين، وتوزيع وسام عبد الهادي. «روحي وخداني»، من كلمات وائل توفيق، وألحان أحمد محي، وتوزيع وسام عبد الهادي. «شخصيّة عنيدة»، كلمات أحمد الجندي، وألحان مدين، وتوزيع أحمد إبراهيمي. «أساسي»، كلمات أيمن بهجت قمر، وألحان أحمد صلاح حسني، وتوزيع طارق مدكور. في هذا الألبوم، لم أتعامل مع أحد من سوريا، ولا من لبنان، سوى مع الموزّع هادي شرارة، فهو صديق عزيز عليّ.

 

بين أصالة ولطيفة

• شهدت شاشات التلفزة زحمة برامج فنيّة إلى جانب برنامجك «صولا»، هل استضفت في برنامجك الفنّانة لطيفة؟

نعم لقد استضفتها في برنامجي.

• لماذا هي لم تدعك إلى برنامجها «يلا نغني»؟

ربما عدم استضافتها لي يعود لإدارة البرنامج. لكن برنامجي وإدارته لديهما حرية اختيار الفنانين.

• هل كنت تتابعين برنامج الفنانة لطيفة «يلا نغني»؟

تابعت حلقة واحدة منه فقط.

أنا وعمليات التجميل

* في المؤتمر الصحفي الذي عقدته على هامش مهرجان الموازين، كنت صريحة باعترافك بإجراء عمليات التجميل. هل ما ذكرته عن عدد عمليات التجميل قولاً دقيقاً؟

أنا اعتدت مع جمهوري ومع الناس جميعاً الكلام بصراحة. وصراحتي أحياناً كثيرة تؤذيني. أنا قمت بإجراء عمليات بسيطة قياساً مع غيري. ما أجريته من عمليات أقلّ من أي عملية أجرتها امرأة عادية. ما قلته حقيقة. لكن الناس أحياناً كثيرة تبالغ في الكلام عن عدد العمليات التي قمت بها.

إقرأ أيضاً:

رانيا يوسف: طليقي وراء كل ما يحدث لي من مصائب وسأخرب بيته