ترى غالبية المغربيات، وخاصة الفنانات، أن الثامن من شهر مارس موعد سنوي لقياس المكاسب الجديدة التي انتزعتها المرأة وحققتها، ووقفة أيضاً لتقييم حصيلة العمل النسائي بشكل عام في القطاعات الحيوية المختلقة، وبالتالي فإن (8 مارس) يبقى أن يكون وقفة لمعرفة حقيقة الوضع الاجتماعي والحقوقي للمرأة، بيد أن هذا الاحتفال ينبغي ألا يطغى عليه الجانب (الفلكلوري).
وفي هذا الصدد، تقول الممثلة مجيدة بنكيران لـ«سيدتي. نت»:
الاحتفاء بالمرأة ينبغي أن يكون يومياً؛ من خلال تمكينها من جميع حقوقها المشروعة، ومطالبها الأساسية وتعزيز مكاسبها، وإعطاء الفرصة الكافية للتعبير عن قدراتها كعنصر فاعل في دينامية مجتمعها إلى جانب الرجل، وذلك في إطار إقرار حقوقها السياسية والاجتماعية والحقوقية، وإذا كنا لا ننكر بعض المكاسب الإيجابية للمرأة المغربية، سواء على مستوى الأسرة أو الشغل، فإن الاحتفال بالمرأة وإنجازاتها ينبغي أن ينمّ أولاً عن تقديرها بالنظر لانخراطها في دينامية مجتمعها، ولكن في الوقت نفسه يجب أن يكون الاحتفاء بها كل يوم. ومع كل خطوة إيجابية تقدم عليها المرأة المغربية، التي باتت اليوم تتطلع أكثر من أي وقت مضى؛ بأن تكون فاعلاً قوياً في جميع القطاعات الحيوية.
وتختم الممثلة مجيدة بنكيران بأن الاحتفال بالمرأة ينبغي أن يكون بالتعامل معها كامرأة مثقفة، فاعلة، وتملك قدرة التأثير في المجتمع، وفي هذا أكبر دليل على التقدير لهذه المرأة، ومع ذلك فإنه مع إطلالة هذا الموعد السنوي؛ نجدد العزم، ونستحضر الحصيلة، ونفتح عيوننا بكل أمل على الأفق والمستقبل.
المطربة فاتن هلال بك
ترى فاتن، من جهتها، أنه حان الوقت للتمرد على بعض طقوس هذا اليوم، بما في ذلك «التكريمات» التي عبّر بها كثير من النساء، وخاصة بعض الفنانات، عن استيائهن من الطريقة التي يتم بها الاحتفاء بهن؛ حيث تقدم لهن «شهادات ورقية» تثمن العمل الذي يقمن به، بينما هن أحوج ما يكنّ لدعم مادي أولاً ومعنوي ثانياً، وإذا كان لابد من تكريم للمرأة من طرف جمعيات المجتمع المدني، فإنه من الأولى أن يكون تكريماً يرفع من الجانب المعنوي والمادي للمحتفى بهن.. أو على الأقل تنظيم رحلات ترفيهية لهن، وبالتالي فإن هذا اليوم هو مناسبة لتنظيم ندوات ومحاضرات، من شأنها أن تعرف جيل اليوم بنساء رائدات، وبصماتهن في مجريات الأحداث التاريخية والثقافية والفنية ببلادهن.
وتختم فاتن، قائلة: «المرأة المغربية أو غيرها تستحق التكريم في كل لحظة، سواء في الثقافة أو الفن أو السياسة، فحري بهذا الشباب أن يتعرف على المرأة المغربية كفكر وثقافة.. مادام البعض لا يزال يرى في الجانب الأنثوي للمرأة أنه يطغى في نظرته.. متمنية بالمناسبة أن يحظى كليب «أمي» الذي تحضر لتصويره، تزامناً مع اليوم العالمي للمرأة، على مستوى تطلعات جمهورها.
الممثلة هند سعديدي
«اليوم العالمي للمرأة هو موعد سنوي اعتدنا بأن نعيش فيه تكريم ثلة من النساء يشتغلن في قطاعات مختلفة، ثقافية، فنية وسياسية، وهو تقليد محمود ينمّ عن تقدير المجتمع المدني الخاص للمرأة المغربية، التي يتم الاحتفاء بها، ويقوم الإعلام من جانبه بتسليط الضوء على هذه الثلة من النساء المحتفى بهن، خصوصاً أن المرأة المغربية باتت اليوم، وفي ظل المكاسب التي حققتها في جميع نواحي الحياة السياسية والثقافية وغيرها، عنصراً فاعلاً انتزعت بنضالاتها مكاسب مشروعة، وإن كانت هذه المرأة سترفع من جديد صوتها للمطالبة بالمزيد، على جميع المستويات الحياتية، غير أن اللافت - كما توضح هند- هو أن الاحتفال العالمي بالمرأة يجب أيضاً أن يكون فرصة -كما ذكرت ذلك الممثلة فاتن هلال بك- لبرمجة سلسلة من المحاضرات والندوات الهادفة في المؤسسات التعليمية، ومعاهد التكوين والكليات، وفي جميع الفضاءات التي من شأنها أن تساهم في التعريف بالمرأة المغربية.. التي كان لها دور في صناعة التاريخ، وتبوأت مواقع المسؤولية السياسية وأشاعت المعرفة، والعلم، ولعبت دوراً رائداً في نشر القيم والعقيدة، عبر مراحل المغرب التاريخية، بدلاً من الإبقاء فقط على تقليد «التكريمات»، والتي للأسف لا تخرج عن نطاق «شواهد تقديرية» وهدايا رمزية تثير أحياناً سخرية حتى المحتفى بها.
الممثلة ثريا العلوي
(8 مارس) موعد سنوي نعيش فيه احتفالات نسائية، وتعبر من خلاله المرأة عن آمالها وأحلامها، وهي تحاول استحضار حصيلة عملها، وما انتزعته من مكاسب حقوقية واجتماعية، وهو - كما تؤكد ثريا العلوي- محطة سنوية للوقوف على مدى احترامنا لحقوق هذه المرأة، وإيماننا بقدرتها كفاعل في المجتمع الذي تعيش فيه.
ففي المغرب تقف المرأة خلال (8 مارس) لتستحضر ما اكتسبته من حقوق سياسية واجتماعية وحقوقية، وتختبر مدى قدرة هذا المجتمع على تمكينها من الانخراط الفعلي لإدارة الشأن العام، ومدى استعداد الرجل (البعض منهم) واقتناعه بقدرة المرأة للمشاركة إلى جانبه في جميع المستويات الحياتية؛ لأن تدبير الحياة في النهاية يقوم على توافقهما، وقناعتهما معاً. وتختم الممثلة ثريا العلوي حديثها بأنه لا يوجد أي مبرر لمصادرة حق المرأة في المزيد من كسب حقوقها، والانخراط في دينامية المجتمع كفاعل، وليس كعملة اقتصادية وسياسية واجتماعية، والموعد أيضاً مناسبة بالنسبة لي لتقييم حصيلة عملي الفني، ورسم خريطة طريق المستقبل، بكل ما يتطلبه الأمر من مكابدة وتحدٍ.