أثبتت عدة دراسات أنَّ المرأة أكثر عرضة للاكتئاب من الرجل، على الرغم من أنَّها أكثر احتمالاً؛ وذلك لكثرة تعرضها للقهر والظلم، والغريب أنَّ بكاء المرأة لا يعده الأطباء اكتئابًا، بل صمام أمان ضد الاكتئاب، أو التخفيف من الاكتئاب... ومن أهم علامات الاكتئاب هو الحزن الشديد بلا مبرر، واليأس، وعدم القدرة على التمتع بمباهج الحياة العاديَّة، بل رفضها تمامًا، والشعور بأنَّ الإنسان ثقيل على من حوله. وهناك علامات أخرى للاكتئاب؛ أهمها فقدان واضطراب الطمث عند النساء، ولكن لأنَّه فيما يتعلق بردود فعل البشر لأي شيء لا توجد قاعدة؛ فكثير من المكتئبين يفرطون في تناول الطعام بلا ضابط... وهم لا يشعرون بطعم الأكل، فيزيد وزنهم بدرجة كبيرة.
ومن أهم الاضطرابات الجسميَّة في الاكتئاب اضطرابات النوم، ويتوقف نوع اضطراب النوم على نوع الاكتئاب أحيانًا، فهناك من يعاني صعوبة في النوم في بداية الليل، وآخر بالاستيقاظ مبكرًا، وصعوبة العودة إلى النوم.
وعن أسباب الاكتئاب للمرأة تحديدًا؛ هناك اكتئاب يصاحب الدورة الشهريَّة أو يسبقه، وهذا النوع مرتبط بزيادة نسب معينة في الهرمونات، الأمر الذي تترتب عليه زيادة الماء في الجسم، وفي المخ، وهذا يسبب التوتر والاكتئاب، وعلاجه يكون أحيانًا بأخذ مدر للبول يقلل من كميَّة المياه في الجسم أكثر من تعاطي مضادات الاكتئاب... وهناك نوع آخر من الاكتئاب يكون مرتبطًا بالولادة، ويسمى «كآبة النفاس». بالإضافة إلى هذا هناك نوع يكون مرتبطًا بسن معينة تسمى خطأ «سن اليأس»؛ وهي سن انقطاع الطمث، وهذا النوع أيضًا هو خطأ في التسمية؛ لأنَّ انقطاع الطمث عند النساء لا يعني ولا ينبغي أن يسمى بـ«سن اليأس»، وإنما هو دخول في مرحلة تنظيميَّة جديدة، ولكن إشاعة أنَّ المرأة مجرد مصنع أطفال هي التي تُشعر المرأة بأنَّ دورها قد انتهى، في حين أنَّ الحقيقة أنَّ دورها بدأ كإنسان محبٍّ ومشارك، لكن التركيز على هذا الفهم الخاطئ هو الذي يسبب هذا النوع من الاكتئاب في هذه السن. وعن تأثير الاكتئاب على المرأة، عما إذا كانت المرأة عاملة أو ربة منزل، فإنَّ الاكتئاب عند المرأة العاملة لا يختلف عنه عن المرأة التي تلزم المنزل أو العكس. فلا توجد نسب محددة لهذا أو ذلك، فالأمر يتعلق حقيقة وفعلاً بنوع العمل، ونوع البقاء في المنزل، والمرأة تتصالح مع نفسها حين يكون القرار قرارها، لكن أن نعمم هذا على كل النساء فهذا خطأ.
أشياء أخرى:
«ذكاء المرأة أفضل
من كل أسلحة الرجال»
