كانت صديقتي تبحث عن بطاقة أحوالها. ظلت تبحث بشراسة، لم تستطع النوم، ظلت تتقلب على فراشها حتى الصباح التالي؛ كي تقوم وتعاود البحث.
أضعت أنا أيضًا بطاقة أحوالي الأسبوع الماضي. أو قدرت أنها ستضيع. كنت مسافرة وتركت بطاقتي في ماكينة التصوير في العمل. احتجت إليها ولم أجدها فتذكرت. مرت على خاطري كل السيناريوهات، ربما نظفت العاملة وأخذتها أو رمتها أو... أو... أو... وربما كنت مخطئة ربما أضعتها في مكان آخر ولن أجدها أبدًا.
بهدوء تقبل دماغي الفكرة. أنا الآن مسافرة. ولن أستطيع فعل شيء. يمكنني أن أتصل على أحد في العمل وأطلب منه البحث عنها. ويمكنني الانتظار، وغالبًا سأجدها مكانها.
ولو ضاعت فسأقدم للحصول على بدل فاقد. لن يكون الأمر بهذه البساطة بالطبع، لكن لا أملك سوى أمرين: أن أستسلم للقلق الآن ولن تحل المسألة إلا بعد خمسة أيام سأقضيها في جحيم، أو أنسى الموضوع تمامًا حتى أعود وأبحث عنها.
قلت لصديقتي لا تقلقي؛ إما أن تجديها أو أن تحصلي على بدل فاقد، في كل الأحوال لن تستفيدي من القلق شيئًا سوى حالة نفسية رديئة.
تذكرت القاعدة التي تسير عليها صديقتي الأخرى. أنتِ لستِ مسؤولة عن عشرة بالمئة مما يجري لك؛ لكنك مسؤولة عن تسعين بالمئة. تبدو المسألة غير عادلة ولن تصدقها. لكن عليك بالتفكير قليلاً في صباحك حتى المساء. كل القلق الذي تشعر به تجاه مسائل سخيفة أو عظيمة إما أن يكون حلها بيدك، وفي هذه الحالة ستبذل ما تستطيع تجاهها وتترك الباقي على الله. وإما ألا يكون حلها بيدك وفي المقابل فإن ما تشعر به لن يغير شيئًا سوى أن تسبب لنفسك ومن حولك شعورًا رديئًا ينتهي بتجنب الناس لك وبإحساسك بالغبن والقهر، وهي مشاعر سلبية بالتأكيد لن تجلب سوى المزيد من التعاسة التي تؤدي بدورها إلى المزيد من التصرفات التي لن تساعدك في قضاء أمورك.
هذه هي وصفة السعادة التي بودي أن أكتبها لكل الناس، الناس الذين يبحثون عن السعادة وهم يعتقدون أنها عصا سحرية تهبط فجأة على الانسان فيشعر بالسعادة. السعادة قرار. تقول صديقتي، وأنا أؤمن بذلك تمامًا، قرر أنك سعيد فتصبح سعيدًا. هل المسألة بهذه البساطة؟
ربما...