وقت الطعام هو المساحة الوحيدة المتوفرة التي أتمكن بها من مخاطبة زوجي في مشاكل المنزل وخلافاتي مع والدته، هكذا هو تفكير معظم الكثير من المتزوجات اللواتي يتصيدن الأزواج على مائدة الطعام بعد قدومهم من العمل لتبدأ المناوشات والمجادلات قبل أن يهنأ الزوج بلقمته الأولى بعد يوم عمل طويل وشاق خالٍ من فترة الاسترخاء والطعام، لتنقلب مائدة الطعام إلى ساحة لمعركة الزوجين بالمجادلات التي قد تصل إلى منحنى خطير في علاقتهما.
"سيِّدتي نت" يسير بك إلى بر الأمان من خلال التحليل النفسي والطبي، والذي يجعل من المعدة الفارغة سبباً ليس بالهين في تزايد الخلافات بينك وبين زوجك.
الجوع يزيد من حدة الغضب
ترى الأخصائية الاجتماعية إيمان جعفر أن الكثير من المتزوجات لا ينتبهن إلى تلك النقطة الهامة، حيث يعتقدن أن استغلال الوقت المخصص للغداء أو العشاء هو الوقت المثالي لسرد ومناقشة الخلافات، ولكن في حقيقة الأمر هو أسوأ خيار لذلك، ويزيد من تفاقم الجدل، فالعديد من البحوث والدراسات أثبتت أن الشعور بالجوع والشبع يؤثر على الحالة المزاجية لدى الإنسان، ولتسهيل الأمر عليك انظري إلى شهر رمضان الكريم فالإحساس بالجوع مع ضغوط الأعمال المنزلية كذلك العمل أمور قد تزيد من وتيرة انفعالك الطبيعي، لذا تأتي نتيجة "الخلاف على الجوع" أكثر عرضة لظهور العدائية في التفكير والمجادلة.
العادات الشرقية تفاقم الخلافات
بعض العادات والمفاهيم والتصرفات المتعلقة بالاكتساب والتعود يتم العمل بها جيلاً بعد جيل دون شعور، فعلى غرار الماضي نرى تجمع العائلة على الطاولة وتبادل الأحاديث عن أحوال الأسرة والأبناء، ولكن بذكاء، ويجب أن لا يتم عرض المشاكل والخلافات وسط الأبناء، بل تتعمد ربة الأسرة أن يكون وقت الطعام هو وقت حميمي لتجمع أفراد العائلة والتواصل بينهم، أما الآن فعلى العكس تم تطبيق تلك العادة بالأسلوب العكسي بمناقشة الخلافات ونواقص واحتياجات المنزل على طاولة الطعام لتنقلب الصورة المحببة إلى صورة مخيفة مزعجة للأبناء والأزواج.
أضرار الخلاف بين الزوجين على معدة فارغة:
- الشعور بالجوع يجعل الفرد أكثر حساسية وميلاً إلى الإحباط ونفاذ الصبر بسبب التأثيرات الفسيولوجية عليه.
- يصعب من عملية التواصل الاجتماعي الهادئ بين الزوجين، حيث تبرز المشاعر السلبية المشحونة بالتوتر الزائد.
- تبادل التهم بين الزوجين، حيث يميل أحد الطرفين إلى إنهاء الحديث، فيضع الخطأ على الطرف الآخر، مما يجعلهما أكثر ميلاً للعناد والإصرار على موقفهما حتى إن كان خاطئاً.
- يرفع الجوع مستوى الإدراك الحسي ويسرّع العمليات الذهنية، مما يجعل الفرد يميل إلى استخدام العبارات التي قد تكون جارحة دون التفكير بها قبل نطقها.
- يقود الجوع إلى تصرفات أكثر خطورة، حيث يفقد المرء أعصابه ويلجأ إلى التدمير بدلاً من الكلام بعد استنفاذ طاقته في الحوار وعدم القدرة على التفكير بصورة جيدة.
- عند الجوع يصاب بعض الأشخاص بالتهور الذي قد يعود بالضرر على العلاقة الزوجية، الأمر الذي قد يصل إلى الطلاق أو ترك المنزل في بعض الأوقات.
انخفاض السكر يزيد الغضب
أما أخصائية المخ والأعصاب الدكتورة لمى سعد الدين فترى أن الانفعال الزائد بسبب الجوع قد يحدث نتيجة انخفاض معدلات السكر في الدم، والذي تتمثل أعراضه في التوتر الشديد وتشوش التفكير والإرهاق المصاحب بالصداع، مما يزيد الألم والضغط الانفعالي عند صحاب جميع تلك الأمور التي تزيد من عصبية الفرد، بجانب شعور البعض بالارتباك وعدم التركيز، وذلك يشعر الفرد بعدم قدرته على التواصل فكرياً أو جسدياً، ويشكل مستوى الغلوكوز في الدم عاملاً رئيسياً في قياس درجة الغضب لدى كل من الأزواج تجاه شريكه.