كثيرةٌ هي الخلافات بين الزوجين، أو أفراد العائلة، ولكنها قد تصبح في لحظات مكشوفة للعلن لتصبح رائجة بين هذا وذاك، بعد تعرية الزوجين بعضهما بعضاً بنبرات الصوت العالية والكلمات غير اللائقة، كاشفين لمحيطهما عن خلافاتهما.
دون قصد تلجأ بعض الزوجات إلى التعبير عن غضبهن وموقفهن من الزوج بنبرة الصوت العالية والمتراوحة بين الحدة والعنف، ليهدد ذلك صفاء الحياة الأسرية، وقد يؤدي إلى تفككها، فشدة النبرة الصوتية في الغضب شعور إنساني طبيعي، لكنه قد يصبح مدمراً لكل زوجة إن لم تتم السيطرة عليه في الوقت المناسب.
"سيِّدتي نت" التقت بالأخصائية الاجتماعية باسمة خضير، التي أشارت إلى بعض النقاط الأساسية، منبّهة بذلك كل سيدة إلى الأخطاء التي قد تقع فيها، والتي قد تدمر الحياة الزوجية، كاشفة عن أضرار نبرة الصوت العالية أثناء الشجار مع الزوج.
نبرة الصوت سلاح المرأة القاتل:
"نبرة الصوت" تعتبر وسيلة لإرسال رسائل معينة للمتلقي، ولها مدلولات هامة في لغة الجسد بحسب عمليات التواصل اللفظية والصوتية، والتي تشمل حدة الصوت وقوته، ابتداءً من النبرة الحادة إلى نبرة التهديد وصولاً إلى حد الصراخ، فهي أي "نبرة الصوت" مثل المرآة تعكس صورة الشخص الداخلية، وما يشعر به من مشاعر تؤثر عليه.
حيث تعتبر نبرة الصوت إحدى الأدوات الهامة التي تستخدمها المرأة في حياتها الزوجية للتأثير على زوجها في مواقف مختلفة، لكنها قد تصل إلى حد تهديد حياتها الزوجية إن استخدمتها كسلاح فاعل ضد الزوج، فتكون بذلك قد وضعت بداية للصراع، وعدم الاحترام بينها وبين شريك حياتها.
الرجل لا يهدده الصوت العالي والنبرة الحادة:
بعض النساء في الخلافات والنقاشات الزوجية وفي محاولة منهن إثبات رأيهن، أو الاحتجاج على أمرٍ ما لا يروق لهن، تبتدئ نبرة الصوت لديهن في أخذ منحنى الحدة والصرامة، فهن بذلك يعتقدن أنهن يثبتن قوة شخصيتهن، ولكن على العكس فالزوج لا ينظر للمرأة هنا بهذا المقياس، فكل ما يراه أمامه هو امرأة متسلطة تلجئ إلى إخافته بصوتها العالي، الذي إن دلَّ يدلُّ على ضعف شخصيتها، أو قد يصفها بقلة التهذيب لكسرها بذلك حاجز الاحترام القائم بينها وبينه.
المرأة هي الخاسر الأكبر بحدة صوتها:
أود أن أوضح أمراً مهماً ليست جميع نبرات الصوت تسبب الخلافات بين الزوجين فقط "النبرات الحادة، ونبرات التهديد، والغضب، والصراخ"، وهي ما قد تصل إلى سلبيات عديدة أهمها فقدان الاحترام المتبادل بين الزوجين، فالمرأة المتسلطة ذات الصوت العالي والنبرة الحادة، هي الخاسرة بكل المقاييس، فهي بذلك تقلل من قدرها واحترام الزوج لها، إضافة أن الخلافات التي كانت اليوم مجرد تهديد وصراخ، ستصل غداً لتبادل الشتائم والفضائح، التي ستترتب عليها انعكاسات سلبية على حياتها مع زوجها ومع الآخرين، كما ستؤثر على صحة أبنائها النفسية، كيف ستكون نظرة الطفل لوالده وهو يرى أمه تصرخ في وجهه وتنهره ؟! سينشأ هذا الطفل مهزوزاُ، لا يحترم هيبة أبيه، وستظهر أمه في نظره بصورة المرأة القاسية المتسلطة الخالية من العطف والحنان.
نبرة الصوت العالية قد تسبب الطلاق:
تؤكد الأخصائية باسمة أنَّ كثرة حالات الطلاق في المجتمعات العربية تأتي في مقدمة أسبابها: النقاشات الحادة، وتبادل الألفاظ النابية والشتائم، والصوت العالي لدرجة الصراخ، والعصبية الزائدة غير المبررة وعدم القدرة على السيطرة على الغضب، فكلٌّ من الزوجين يبارز الآخر بصوته، ليصلا في نهاية المطاف حد الانفصال لا التفاهم، كما يفضل بعض الأزواج إنهاء الحياة الزوجية إن اكتشف عصبية زوجته الزائدة، والمرتبطة دائماً بالنبرة الحادة في الكلام، واستخدامها الصوت العالي لفرض وجهة نظرها، وهو أمر بشكل عام يبغضه الرجال، وينفرون منه، ولا يستطيعون التأقلم مع من يسمونها "سليطة اللسان".
استغلي "نبرة صوتك" لمصلحتك:
بالتأكيد أن بعض السيدات مع ضغوط الحياة والمسؤوليات الكبيرة الواقعة على عاتقهن، يشعرهن ذلك بالتعب والإرهاق المتواصل، ما يجعلهن عرضة للضغط النفسي الذي قد تفقدن به السيطرة على أعصابهن، وعلى الأزواج أن يتحملوا ويقدروا ذلك، لكن ليس معنى هذا أن تبرر الزوجة دائماً حدة كلامها وصراخها بـ "الضغوط " فما زاد عن حدِّه انقلب ضداً، يمكنك التعبير عن عدم الرضى لكن دون انفعال شديد، ابتعدي عن نبرات الصراخ والحدية، استغلي نبرة صوتك الناعمة وهدوئك حتى في غضبك، لتتمكني من السيطرة على انفعالاتك، قد تميلي في أغلب الأحيان إلى قذف ما قد يغضبك في أول لحظات الغضب، حينها محاولة الهدوء والصمت هما سيدا الموقف بالنسبة إليك، لا تقعي في الخطأ، وتضيعي حقك، كما أن في بعض الأحيان تكون الأجواء المحيطة بك هي ما تستفزَّك، وتثير غضبك هنا عليك بالابتعاد، واطلبي من الزوج أن تتحدثا في وقت لاحق، لا تواجهي الصوت العالي بمثله كي لا تكون مصارعة ينتصر فيها الأقوى، كوني الأقوى بذكائك وقدرتك على التحكم في نفسك، وتنبيه الزوج على التحدث بهدوء كما تتحدثين معه، لتفرضي احتراماً وثقةً على مناقشتكم.