أثار قرار السعوديَّة رفع أسعار السجائر، بناء على قرار مجلس التعاون لدول الخليج العربي في دورته الـ36، ضجةً واسعة في أوساط المجتمع السعودي من المدخنين، خاصة وبحسب دراسة أجريت أخيراً فإنَّ السعوديَّة تحتل المرتبة الخامسة عالمياً من حيث عدد المدخنين، وأنَّ نسبة النساء المدخنات تمثل 5 % من جملة السكان، وبلغت نسبة المدخنين من المراهقين بين سن (13ـ 15) 19.3%.
«سيدتي» التقت عدداً من النساء المدخنات، لمعرفة وتوضيح إلى أي حدٍّ أثّر قرار رفع أسعار السجائر في نمط حياتهنَّ كمدخنات، وكيف سيتعاملن معه.
لن يغيِّر من قناعاتي
بداية أوضحت عبير الإبراهيم (36 عاماً)، بقولها: لم يؤثر فيني القرار، ولن يغيِّر من قناعتي وإن ارتفع للضعف، وأراها طريقة غير ناجحة للإقلاع عن التدخين.
هدف لن يتحقق
أما عائشة عبد الله (24 عاماً) صحافيَّة، وهي مدخنة شرهة، فقالت: عندما علمت بالخبر صعقت، لأنني اعتدت كل صباح عند ذهابي للعمل أن أمر على البقالة لآخذ علبة دخان، فاضطررت إلى الذهاب لخمس بقالات ولم أجد، فذهبت إلى العمل ووضعي مزرٍ، فأنا لا أستطيع أن أبدأ بالعمل قبل أن أدخن.
وأضافت: يبدو أنَّ الهدف من رفع أسعار التدخين هو التقليل من نسبة التدخين والمدخنين، لكن هذا الهدف لن يتحقق لأن المدخن مدمن.
مهما ارتفع سنشتريه
وأوضحت نجدة عادل (37 عاماً)، معلمة، أنَّ ذلك ليس دافعاً للإقلاع عن التدخين، وأكملت حديثها قائلة: الإقلاع عن التدخين لا علاقة له بالسعر، فمهما ارتفع سنشتريه.
ليس حلاً
وأشارت هنو داوود (30 عاماً) وكانت مندفعة جداً في حديثها بالموضوع، إلى أنَّ ارتفاع الأسعار ليس حلاً للحد من التدخين، وقالت: في اليوم الذي علمت فيه بارتفاع أسعار الدخان كان معي علبة واحدة، وذهبت أنا وقريباتي إلى سطح المنزل لقضاء وقت ممتع، وابنة عمتي ليست مدخنة، وفي ذلك اليوم أرادت أن تدخن للتجربة، فطلبت مني سيجارةً فقلت لها ضاحكة «أبي أوفر، خذي من أحد غيري». وأكملت ضاحكة:«من خوفي أن ينتهي مني قمت بإشعال السيجارة بالمقلوب».
طب علاج الإدمان
الدكتورة فاطمة كعكي، استشاريَّة طب علاج الإدمان، أوضحت أنَّ الدخان مدرج منذ عام 2004 حسب التصنيف الأميركي والأوروبي، ضمن المخدِّرات، أما موقف البنات وتمسكهنَّ فيدلُّ على عنادهنَّ، مشيرة إلى أنَّ منظمة الصحَّة العالميَّة لم تتمكن من السيطرة على شركات الدخان، التي وصفتها بـ«المافيا». لذلك فقرار مجلس التعاون لدول الخليج العربي في دورته الـ36 والقاضي برفع أسعار الدخان، يعدُّ سياسياً، وفي الوقت نفسه إجبار الشباب من الجنسين للإقلاع عن التدخين أو على الأقل عدم الإفراط فيه.
واقترحت كعكي وجود نوادٍ رياضيَّة، ووسائل ترفيهيَّة تتناسب مع جميع الطبقات لكي يقضي فيها الشباب من الجنسين أوقات فراغهم بما يفيدهم حتى يقللوا من التدخين.