وافت المنية الشاعر التونسي محمد الصغيّر أولاد أحمد يوم أمس الاثنين إثر مرض عضال، وسيوارى جثمانه الثرى هذا اليوم.
الشاعر الراحل اكتسب مكانة وشهرة جعلته «نجماً» في الساحة الثقافية بتونس، وقد أرسل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي برقية تعزية إلى عائلة الفقيد قال فيها إنه تلقى ببالغ التأثر وعميق الأسى نعي فقيد الوطن والشعر والثقافة المرحوم الصغير أولاد أحمد الذي عانق مشاغل شعبه، والتصق بهمومه، وناضل دون هوادة في سبيل حريّته وكرامته، وامتزج شعره بحب البلاد كما لم يحب البلاد أحد».
وقد ولد الشاعر الراحل في الرابع من أبريل نيسان 1955 بسيدي بوزيد وتوفي يوم5 أبريل نيسان 2016 أي قبل يوم من الذكرى الـ61 لميلاده، وقد عاش الصغير أولاد أحمد عنيداً مع من يختلف معهم في الرأي والقناعات ،لاذعاً مع خصومه، وكان يكتب في الصحافة مقالات تخرج عن السائد فيها من نقد وآراء ساخرة، وينشر قصائد تثير دائماً الإعجاب والجدل، ويثير معارك يخرج منها في أغلب الأحيان غانماً، وأصدر عديد الدواوين وقام بتحويل كتابه «الوصية» إلى مسرحية.
وقد اهتزت تونس لخبر وفاة الشاعر الراحل؛ اعتباراً لشهرته ومكانته التي اكتسبها وجعلته «نجماً» في الساحة الثقافية بتونس وخارجها وقد قال عن ذلك: «بعد الثورة استقبلوني ككائن خرافي في بعض البلدان»، ومعروف أن الصغير أولاد أحمد كان مشاكساً ومتمرّداً وعنيداً مع من يختلف معهم في الرأي والقناعات، لاذعاً مع خصومه وأعدائه وهم كثر.
وعندما سئل عن سرّ«نجوميّته» أجاب: « إني أقول دائماً إني لست «كبيراً» وإنما البلاد هي الصغيرة رغم عمقها التاريخي وعراقتها، ثم إني أكتب الشعر والنثر وأشتغل بالصحافة، وأتخذ مواقف في ظروف صعبة وقد سبب لي ذلك في العديد من المآسي والمشاكل»
خلافه مع الشيخ يوسف القرضاوي
وقد نال الشاعر الراحل في سنوات سابقة وساماً من الدولة ولكنه رفضه، وهو ما حصل لأول مرة وقتها، وهو يعلل ذلك قائلاً: «لم يكن ذلك لمجرد الرفض، بل لأني كنت وقتها مطروداً من عملي؛ بسبب أشعاري وكتاباتي وقد عدت لعملي بعد رفضي للوسام»
وحصل خلاف شهير بين الصغير أولاد أحمد، والشيخ يوسف القرضاوي، وقال عنه الشاعر: «الشيخ القرضاوي كتب كتاباً حول العلمانية في تركيا وفي تونس تعرض فيه بالنقد، وهذا من حقه، لنظامي البلدين وحشرني في صفحتين أو ثلاثة من كتابه من خلال استشهاده بقصيدة من قصائدي «الأدعية» من كتابي «جنوب الماء» وقد أورد القصيدة منقوصة واتهمني بالكفر والزندقة وأكثر من ذلك، فقد اتهمني بأنني اشتغل في ركاب النظام الذي كافأني بتعييني مديراً لمؤسسة «بيت الشعر» وهذا في الحقيقة ما أساءني، فالتهمة السياسية استأت منها أكثر من استيائي من اتهامي بالزندقة والكفر؛ لأن هذه التهمة الأخيرة قديمة وموجودة، والتاريخ العربي حافل بالصراعات حتى أن بعض الشعراء قتلوا بعد اتهامهم بالكفر أو الزندقة، وإني رفعت قضية للقضاء وقتها وأنا لا أريد تحريكها لأني لا أريد وأنا في هذه السن أن أصبح بطلاً خارج نطاق العمل الكتابي والشعري.
شذرات من مسيرته
والصغيّر أولاد أحمد ولد في «سيدي بوزيد» التّي انطلقت منها الشرارة الأولى للثورة التّونسيّة، وقد نصّب نفسه باسم: «القيادة الشعريّة للثورة» وأصدر كتاباً عام 2013 يحمل نفس هذا العنوان، ومن أقواله المثيرة للجدل: «دور الشاعر هو مساعدة الحكومة على السّقوط»، وأولاد أحمد الذي تولى في وقت سابق إدارة «بيت الشعر»(1993-1997) لا يجد حرجاً في القول:«أحياناً أخلق الإشاعات ضد نفسي»..
بين المغرب والمشرق
شارك الصغير أولاد أحمد بكتابة مقالات في العديد من الصحف والمجلات التونسية والعربيّة كما أصدر الكثير من المجموعات الشعرية من بينها: «ليس لي مشكلة» (1998) والكتب النثرية من الكتب من أشهرها:«تفاصيل»
ولأن الكثير من المشارقة لا يعرفون من الشعراء في تونس إلا أبا القاسم الشابي، الذي كان وبقي الشجرة التي تخفي الغابة، فإن الصغير أولاد أحمد يعلّق على ذلك بقوله في لقاء صحفي: «عموماً لا أعتبر المشرق هو المركز ولماذا يجب علينا الذهاب إلى المشرق لكي يقع الاعتراف بنا مثل ما فعل الشابي؟ ربما نحن في المغرب العربي مقصّرون قليلاً وعلينا أن ننشر في بيروت أو في مركز مشرقي آخر، ولكني لا أعتبر المشرق هو المركز فالأدب في المغرب العربي يتسم بجرأة لا أجدها كثيراً في المشرق». وهو ما فتئ يكرر: «همّي هي تونس» وهو من المدافعين بشراسة عن حرية التعبير بدون تقييدها بالسلاسل، والصغير أولاد أحمد مناصر في مواقفه وشعره للنساء وهو القائل:
كتبتُ.. كتبتُ
فلم يبْقَ حرْفُ
وصَفْتُ.. وصفْتُ
فلم يكْفِ وصْفُ
أقولُ، إذاً باختصارٍ، وأمْضي:
نساءُ بلادي
نساءٌ.. ونصفُ
الشاعر الراحل اكتسب مكانة وشهرة جعلته «نجماً» في الساحة الثقافية بتونس، وقد أرسل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي برقية تعزية إلى عائلة الفقيد قال فيها إنه تلقى ببالغ التأثر وعميق الأسى نعي فقيد الوطن والشعر والثقافة المرحوم الصغير أولاد أحمد الذي عانق مشاغل شعبه، والتصق بهمومه، وناضل دون هوادة في سبيل حريّته وكرامته، وامتزج شعره بحب البلاد كما لم يحب البلاد أحد».
وقد ولد الشاعر الراحل في الرابع من أبريل نيسان 1955 بسيدي بوزيد وتوفي يوم5 أبريل نيسان 2016 أي قبل يوم من الذكرى الـ61 لميلاده، وقد عاش الصغير أولاد أحمد عنيداً مع من يختلف معهم في الرأي والقناعات ،لاذعاً مع خصومه، وكان يكتب في الصحافة مقالات تخرج عن السائد فيها من نقد وآراء ساخرة، وينشر قصائد تثير دائماً الإعجاب والجدل، ويثير معارك يخرج منها في أغلب الأحيان غانماً، وأصدر عديد الدواوين وقام بتحويل كتابه «الوصية» إلى مسرحية.
وقد اهتزت تونس لخبر وفاة الشاعر الراحل؛ اعتباراً لشهرته ومكانته التي اكتسبها وجعلته «نجماً» في الساحة الثقافية بتونس وخارجها وقد قال عن ذلك: «بعد الثورة استقبلوني ككائن خرافي في بعض البلدان»، ومعروف أن الصغير أولاد أحمد كان مشاكساً ومتمرّداً وعنيداً مع من يختلف معهم في الرأي والقناعات، لاذعاً مع خصومه وأعدائه وهم كثر.
وعندما سئل عن سرّ«نجوميّته» أجاب: « إني أقول دائماً إني لست «كبيراً» وإنما البلاد هي الصغيرة رغم عمقها التاريخي وعراقتها، ثم إني أكتب الشعر والنثر وأشتغل بالصحافة، وأتخذ مواقف في ظروف صعبة وقد سبب لي ذلك في العديد من المآسي والمشاكل»
خلافه مع الشيخ يوسف القرضاوي
وقد نال الشاعر الراحل في سنوات سابقة وساماً من الدولة ولكنه رفضه، وهو ما حصل لأول مرة وقتها، وهو يعلل ذلك قائلاً: «لم يكن ذلك لمجرد الرفض، بل لأني كنت وقتها مطروداً من عملي؛ بسبب أشعاري وكتاباتي وقد عدت لعملي بعد رفضي للوسام»
وحصل خلاف شهير بين الصغير أولاد أحمد، والشيخ يوسف القرضاوي، وقال عنه الشاعر: «الشيخ القرضاوي كتب كتاباً حول العلمانية في تركيا وفي تونس تعرض فيه بالنقد، وهذا من حقه، لنظامي البلدين وحشرني في صفحتين أو ثلاثة من كتابه من خلال استشهاده بقصيدة من قصائدي «الأدعية» من كتابي «جنوب الماء» وقد أورد القصيدة منقوصة واتهمني بالكفر والزندقة وأكثر من ذلك، فقد اتهمني بأنني اشتغل في ركاب النظام الذي كافأني بتعييني مديراً لمؤسسة «بيت الشعر» وهذا في الحقيقة ما أساءني، فالتهمة السياسية استأت منها أكثر من استيائي من اتهامي بالزندقة والكفر؛ لأن هذه التهمة الأخيرة قديمة وموجودة، والتاريخ العربي حافل بالصراعات حتى أن بعض الشعراء قتلوا بعد اتهامهم بالكفر أو الزندقة، وإني رفعت قضية للقضاء وقتها وأنا لا أريد تحريكها لأني لا أريد وأنا في هذه السن أن أصبح بطلاً خارج نطاق العمل الكتابي والشعري.
شذرات من مسيرته
والصغيّر أولاد أحمد ولد في «سيدي بوزيد» التّي انطلقت منها الشرارة الأولى للثورة التّونسيّة، وقد نصّب نفسه باسم: «القيادة الشعريّة للثورة» وأصدر كتاباً عام 2013 يحمل نفس هذا العنوان، ومن أقواله المثيرة للجدل: «دور الشاعر هو مساعدة الحكومة على السّقوط»، وأولاد أحمد الذي تولى في وقت سابق إدارة «بيت الشعر»(1993-1997) لا يجد حرجاً في القول:«أحياناً أخلق الإشاعات ضد نفسي»..
بين المغرب والمشرق
شارك الصغير أولاد أحمد بكتابة مقالات في العديد من الصحف والمجلات التونسية والعربيّة كما أصدر الكثير من المجموعات الشعرية من بينها: «ليس لي مشكلة» (1998) والكتب النثرية من الكتب من أشهرها:«تفاصيل»
ولأن الكثير من المشارقة لا يعرفون من الشعراء في تونس إلا أبا القاسم الشابي، الذي كان وبقي الشجرة التي تخفي الغابة، فإن الصغير أولاد أحمد يعلّق على ذلك بقوله في لقاء صحفي: «عموماً لا أعتبر المشرق هو المركز ولماذا يجب علينا الذهاب إلى المشرق لكي يقع الاعتراف بنا مثل ما فعل الشابي؟ ربما نحن في المغرب العربي مقصّرون قليلاً وعلينا أن ننشر في بيروت أو في مركز مشرقي آخر، ولكني لا أعتبر المشرق هو المركز فالأدب في المغرب العربي يتسم بجرأة لا أجدها كثيراً في المشرق». وهو ما فتئ يكرر: «همّي هي تونس» وهو من المدافعين بشراسة عن حرية التعبير بدون تقييدها بالسلاسل، والصغير أولاد أحمد مناصر في مواقفه وشعره للنساء وهو القائل:
كتبتُ.. كتبتُ
فلم يبْقَ حرْفُ
وصَفْتُ.. وصفْتُ
فلم يكْفِ وصْفُ
أقولُ، إذاً باختصارٍ، وأمْضي:
نساءُ بلادي
نساءٌ.. ونصفُ