انتهت أطوار قضية ساخنة بطلتيها الممثلة "دنيا بوتازوت" والطالبة "خولة النخيلي"، حيث تحولت قصة عراكهما وحبس الطالبة إلى قضية رأي عام.
بدأت الحكاية في إدارة صغيرة لأجل قضاء غرض إداري لتتحول فجأة إلى شجار وتشابك بالأيدي نتج عنه كسر على مستوى الأنف وإجراء عملية جراحية للفنانة "دنيا بوتازوت" فيما تم اعتقال الشابة "خولة النخيلي" بسبب خلاف حول عدم احترام الفنانة للطابور كما راج، وفي ردة الفعل القوية للشابة كما صرحت بدلك الممثلة "دنيا بوتازوت".
في خضم هذه الضجة انتقلت "سيدتي" إلى مدينة الدار البيضاء لمعرفة حقائق الواقعة من عائلة الفتاة وأصدقائها الذين ينشطون معها في دار الشباب وفي الوقت نفسه زيارة الفنانة "دنيا بوتازوت" التي كانت وقتها قد خرجت من المستشفى بعدما عولجت من الكدمات والكسر الذي طالها.
الصلح خير
ونحن نكتب هذه الأسطر تلقينا خبر خروج الشابة "خولة" حيث أكد لنا بعض زملائها في منظمة الكشاف الوطني الذين سارعوا للقاء صديقتهم بعد علمهم بالخبر على باب السجن فرحين مهللين بخروجها واعدين بإقامة حفلة بمناسبة معانقتها للحرية من جديد.
جاء هذا الانفراج في قضية ما يعرف "بقضية الطابور" بعدما تدخل مجموعة من الفنانين وبعض من أفراد العائلتين من أجل التنازل للشابة "خولة النخيلي"، وذكرت بعض المصادر أن محامي الطرفين بصدد إجراء المذكرة اللازمة للصلح، مشيراً إلى أن "دنيا بوتازوت"، هي من قررت التنازل بمحض إرادتها وليس استجابة لضغط الشارع.
وقالت دنيا بعد عملية الصلح أنها سعيدة بهذه النهاية وأن الفتاة ستعدّها بمثابة ابنتها أو أختها حتى، من جهة أخرى شكرت كل من ساندها، وفي المقابل احتسبت الله في كل من استغل قضيتها وعاب عليها. والد خولة من جهته وجه نداء إلى كل من سب دنيا، واعتبر كل من حاول تصعيد القضية كان هدفه الركوب على قضية ابنته الأمر الذي يدعو للأسف حسب تعبير والد الشابة.
بداية القصة
تعود أسباب هذه الواقعة، وفق ما نقله أصدقاء الشابة خولة، إلى عدم احترام الفنانة "دنيا بوتازوت"، إحدى أشهر الممثلات المغربيات على القنوات الوطنية، لطابور الانتظار في الإدارة، ورغبتها قضاء مصلحتها في أسرع وقت من دون اكثرات بالآخرين، ما أفضى إلى خصام بينها وبين شابة كانت تنتظر دورها، انتهى بالعراك بالأيادي ونطح الشابة للممثلة. وقد أكد شهود عيان أن المسؤولين في "الإدارة"، حاولوا استقبال "بوتازوت"، وقضاء مصلحتها، متجاهلين طوابير المواطنين، الذين كانوا هناك من أجل قضاء أغراضهم الإدارية، وكانت ضمنهم "خولة"، التي لم تستسغ الأمر، فدخلت في مشادة كلامية مع "دنيا" قبل أن يتطور الأمر إلى عراك بالأيدي، نتج عنه إصابة الأخيرة على مستوى أنفها. وبينما تؤكد صديقة المعنية بالأمر أن "بوتازوت" اعتدت عليها بالشتم والضرب، تنفي الأخيرة ذلك، مؤكدة أن "خولة" هي من اعتدت عليها.
حي التشارك...
لم يكن صعبا علينا الوصول إلى منزل خولة، زملاء لها في دار الشباب التي تنشط فيها رافقونا إلى المنزل، صعدنا الدرج طرقنا الباب ومن حيث لا ندري وجدنا بعض النسوة إحداهن تحدثت عن خلق "خولة" وأنها ضحية سوء تفاهم، وقالت دونما استئذان: "دنيا" و"خولة" ابنتا حي واحد، لكن للشهادة الفتاة "خولة" طيبة وخلوقة وليس كما أشاعته بعض الصحف المحلية من أنها فتاة "مشرملة" بمعنى "سيئة"، بعد لحظات فتحت والدة "خولة" الباب وبوجه حزين قابلتنا وقالت: "لا نريد الصحافة لقد آذتنا أكثر، لم ينقلوا الحقيقة كما وردت على لساننا، العناوين في الصحف كانت أكثر جرحاً لنا"، بعد أخذ ورد خرج والد "خولة" وقال لنا من دون تردد: "كل ما يمكنني قوله إن ابنتي في حالة سيئة، ولم أرها إلا يوم الجلسة في المحكمة وكانت بعيدة عني". وحين سألناه عن احتمال تنازل "دنيا بوتازوت" أجابنا إن شخصاً من طرف دنيا دعاهم لمجلس صلح، هذا كل ما يمكنني الإدلاء به حتى الآن". نزلنا الدرج ولسان حالنا يقول: "الصلح خير".
في الحي نفسه سألنا عن الفنانة "دنيا بوتازوت" فأخبرونا أنها ليست في المنزل حيث يقطن والداها، لقد ذهبت إلى مراكش، هكذا قيل لنا، حاولنا الاتصال بها للاطمئنان عنها وأرفقناه برسالة، لكن هاتفها ظل يرن ولا مجيب.
دنيا قبل ذلك وكما سبق أن ذكرنا قالت إن الفتاة هي من تجرأت عليها وسبتها ليتحول الشجار في رمشة عين، إلى شجار ثم كسر فانتقال إلى المستشفى لمعالجة ما تم إفساده.
حملات مدافعة عن خولة
هدد نشطاء مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، بمقاطعة القناة الثانية "دوزيم" رمضان المقبل، إذا ما بثت سلسلة أو "سيتكوم" تشارك فيه الممثلة "دنيا بوتازوت"، وذلك عقب مشاركتهم في الحملة الفيسبوكية التضامنية مع "خولة" المعتقلة على خلفية الشجار الذي نشب بينهما.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي الثلاثاء الماضي، حملة واسعة تحت عنوان "كلنا خولة بنت الشعب"، مؤكدين بأن خولة المعتقلة، بريئة من المنسوب إليها لأنها كانت تدافع عن نفسها بعد أن قامت "بوتازوت" بصفعها وإهانتها.
خولة بالسجن
رفضت المحكمة الابتدائية في الدار البيضاء التماس دفاع الشابة "خولة" للحصول على السراح المؤقت. وكان 12 محامياً حضروا مع الفتاة خلال الجلسة التي استمرت لساعات طويلة، لتتوقف بعد أن أصيبت هذه الأخيرة بانهيار عصبي نقلت على إثرها إلى المستشفى من أجل تلقي العلاج قبل إعادتها إلى المحكمة مرة أخرى.
ردود فعل بعض الفنانين المغاربة
الفنان "نعمان لحلو" في صفحته كتب بعد الحادثة: "الفن عزة، تواضع وأخلاق قبل الموهبة يا عزيزتي.." بعدها التقطت العديد من المواقع الإلكترونية هذه التدوينة واعتبرتها رسالة قاسية، موجهة إلى "بوتازوت".
أما الإعلامية "فاطمة الإفريقي" فكتبت في صفحتها على الفيسبوك: "الأخلاق تفرض عدم الإساءة والقذف في زملاء المهنة في لحظات الضعف، الانتقاد يكون شجاعاً وصادقاً حين نواجه به الآخر وهو في كامل قوته وسلطته الفعلية أو الرمزية. ما تتعرض له الفنانة دنيا بوتازوت من تجريح أو من تجاهل من بعض الفنانين صادم ومحزن جداً. أتمنى أن تتوقف هذه الحملة الشرسة ضد هذه الفنانة، وأن يتطوع زملاؤها بمبادرة صلح لإغلاق هذا الملف وتبعات هذا الحادث الذي يمكن أن يتعرض له أي إنسان في لحظة غضب أو هشاشة نفسية، تؤثر على قدراته في التحكم في انفعالاته. علينا جميعاً (جمهوراً وفنانين وصحافة) أن نستحضر الرحمة وأن نفصل في حكمنا عليها بين دنيا بوتازوت الإنسانة، وبين الشخصيات الشرسة والقاسية والمستفزة التي كانت تشخصها بإتقان".
وعمم المقدم الإذاعي والتلفزيوني رشيد الإدريسي عبر صفحته على الفيسبوك حلقة إذاعية من برنامجه الصباحي ووجه من خلاله نداء لـ "دنيا بوتازوت" لكي تتنازل عن المتابعة القضائية لـ "خولة" وكتب: رسالة ونداء للفنانة الشعبية دنيا بوتازوت.