التفحيط موضة شبابية لا يتقنها أحد كالشباب السعوديين الذين يتفننون في إبراز مواهبهم وفرض عضلاتهم في التفحيط في الشوارع وعلى مرأى ومسمع من المارة رغم خطورة ما قد ينطوي عليه هذا الفعل، وعلى الرغم من الجهود المبذولة للتوعية والحد من انتشار هذه الظاهرة، إلا أنها مازالت موجودة، فهل مازالت تغري الشباب كالسابق؟ وما الأسباب والحلول؟
بداية يجيبنا الطالب السعودي عبدالرحمن محمد النهاري عن تساؤلنا قائلاً: نعم، التفحيط مازال يغرينا كشباب؛ نظراً لما فيه من متعة وحماس، ويستدرك: التفحيط نوع من أنواع تضييع الوقت والهواية رغم المواقف الخطيرة والحوادث الشنيعة وموت الشباب الذي قد يحدث بسببه، ويضيف: من أكثر المواقف التي تضحكنا أثناء التفحيط انطفاء المحرك خلال عملية التفحيط، مما يودي الى شماتة وضحك وسخرية جميع المتجمهرين.
وعلى العكس، يرى الصحفي إبراهيم الشمسان أن التفحيط داء يغزو الشباب ويقضي عليهم، فهم يعتقدون بأنه متعة، إلا أن في باطنه الجحيم والفساد وزعزعة أمن السائقين وإقفال الطرق أحياناً، إضافة إلى حوادث الأبرياء الذين ذهبوا ضحايا مرورهم بطرق المفحطين، فالتفحيط للأسف يتوارث لدى الشباب، وينتقل من فئة عمرية إلى فئات عمرية أخرى دون حل، كما يرى أن الحل هو إيقاف المفحطين وإجبارهم على الأعمال التطوعية الخدمية والأعمال المجتمعية، والتي تساهم في تطويرهم وإعطائهم قيمة مهمة في مجتمعهم.
وتقول منال بنتن "ربة منزل": أنا طبعاً ضد التفحيط؛ لأنه هدر لأرواح الناس الأبرياء وهدر للممتلكات وإهلاك للنفس بسبب السرعة والاندفاع والحماس، وللأسف يظن أبناؤنا أن الموضوع رجولة وبطولة، لكنه مهلكة وطيش، وتضيف: من المواقف المضحكة المخيفة التي سمعتها عن التفحيط عن شاب نعرفه صغير بالعمر وقد زوجه أهله حتى يصبح عاقلاً، لكنه في بداية زواجه كان يأخذ زوجته ويقوم بالتفحيط وهي بجانبه حتى هداه الله وترك التفحيط.
أما الموظف عبدالرحمن الفنيخ فيرى أن نسبة الشباب المهووسين بالتفحيط قد قلت نسبياً، وأن النسبة الأخرى التي مازالت تفحط في الشوارع تقوم بذلك من باب التهور وأن كل ممنوع مرغوب، فهؤلاء الشباب يريدون إثبات رجولتهم من خلال الإقبال على الشيء الخطير رغبة في لفت النظر إليهم، وذلك من وجهة نظري الشخصية بسبب الفراغ وعدم وجود أماكن ترفيهية تجذبهم.
الرأي الاجتماعي
يصف المستشار الأسري والاجتماعي عبدالرحمن القراش الشباب الذين يمارسون التفحيط بأن فكرهم غريب، فهم يدّعون الرجولة والشهامة ظاهرياً، أما الذي يقترب منهم فيرى الفراغ والطيش.
ويرى القراش أن سبب تفاقم هذه المشكلة يعود إلى عدة أسباب، ومن أهمها: فقدان الرقابة من الأهل على الشباب، وعدم الجلوس للحوار معهم، مما يجعلهم يلجأون للأصدقاء دون التثبت من نواياهم أو توجهاتهم، بالإضافة لتأثير وسائل الإعلام على الأحداث سواء التقنية أو المرئية التي تعتبر أشد خطورة وفاعلية لانتشار التفحيط والدعوة للجريمة، كذلك قصور الدور المدرسي أمام موجات انحراف الأحداث، ويكمن القصور في المناهج التربوية وضعفها، خاصة في ما يتعلق بتكوين شخصيات الشباب، وإذكاء اعتمادهم على أنفسهم، وتنمية علاقاتهم الاجتماعية وتوجيهها، وتنمية المهارات السلوكية السوية لديهم، ومعالجة أسباب الانحراف والاضطراب النفسي الذي يظهر عليهم.