على مختلف المراحل العمرية جميعنا نمر بسوء الأحوال النفسية والضغوط والاكتئاب والوحدة والانطواء والعزلة، وقد نكون من سعداء الحظ إذا تواجد أشخاص في حياتنا استطاعوا إنقاذنا من الغرق في النفسية المحطمة للوصول بنا إلى بر الأمان، ولكن في أغلب الأوقات نجد أنفسنا غارقين في لحظات اليأس، ويكون مزاجنا سيئاً للغاية، وفي هذه اللحظات تختلف خطة الخروج من دائرة الضغط النفسي إلى الاستقرار النفسي من شخص لآخر، ولكل امرأة خطتها التي حتماً تختلف وفقاً للمرحلة العمرية، فخطط فتيات العشرينات للخروج من ضيق اليأس إلى براح الراحة تختلف عن سيدات الثلاثينيات والأربعينيات.
"سيِّدتي" فتحت هذا الموضوع؛ للتعرف على كيفية خروج المرأة السعودية من الضغوط النفسية والأمور التي تستخدمها للهروب من هذه الحالة؛ لإعطائها إحساساً بالاستقرار والراحة في مختلف المراحل العمرية.
من 18 إلى 25 عاماً
في هذه المرحلة العمرية شاركت ندى حمد "23 عاماً" إدارة أعمال بمنتهى الحماسة والانفعال قائلة: أمر كثيراً في هذه اللحظات التي تصبح حالتي النفسية فيها صفراً أو تحت الصفر، وقد تطول هذه الحالة النفسية لأسابيع، لذلك أحببت فكرة المشاركة بتحقيقكم، ولا أدري الأسباب الفعلية التي تجعلني أصل لحالة نفسية محطمة لا أرغب فيها بعمل أي شيء سوى البقاء وحيدة في غرفتي التي أقوم بتعتيمها تماماً والعيش لأوقات طويلة في الظلام، ولكن أجد نفسي أغرق وأموت بشكل بطيء، فأنتشل نفسي بنفسي عن طريق الأغاني الأجنبية، حيث أقوم بسماع أجدد الأغاني الأجنبية والبحث عن كلمات تلك الأغاني وحفظها وترديدها مع المغني، وهذا أكثر شيء يخرجني من حالتي الكئيبة، وأصبحت كلما أشعر بضيق وحالة انطواء أركض لسماع تلك الأغاني وغنائها بصوت عالٍ.
شاركت شذى الأمين "18 عاماً" الطالبة في المرحلة الثانوية بروح معنوية مرتفعة، حيث قالت: أشعر بسوء في حالتي النفسية، خاصة فترة الدورة الشهرية، وعندما أصل لهذه المرحلة، وقبل أن تأخذني دوامة الحزن والحالة النفسية السيئة أجد طوق النجاة في هذه الحالة وهو الماكياج.
من 26 إلى 35 عاماً
فضفضت مسؤولة المبيعات رهف الزهراني "33 عاماً" في حديثها ومشاركتها، وهي تقول: كنت دائماً أستسلم للحظات اليأس والنفسية المحطمة، ولم أكن أقوى على الانتصار على نفسي في هذه الحالة عندما تحضرني من دون موعد أو أسباب، فجأة أجد نفسي أنقطع عن الناس وأنفصل عنهم وأبدأ في حالة التقوقع حتى أصاب باكتئاب، ونصحتني إحدى صديقاتي بعمل أي نوع من الرياضة وأن أقوم بالمشي لمدة ساعة، ذاكرة لي أنني سأجد كل طاقتي السلبية قد تم تفريغها وتم شحني بطاقة إيجابية، وبالفعل بدأت أتوجه لهذه الطريقة، ووجدت أن من أفضل الطرق لتحسين الحالة المزاجية والنفسية هو الذهاب إلى صالات المراكز الرياضية كالجيم النسائي وممارسة الزومبا.
شاركت الممرضة بدور العليان "32 عاماً" بخجل قائلة: للأسف أهرب من مزاجي السيئ وحالتي النفسية المتردية بالشوكولاتة، فأنا أعلم بأن الشوكولاتة تحتوي على مادة تزيد الشعور بالفرح والنشوة، فأصبحت في الفترات التي أصاب فيها بسوء في حالتي النفسية وقبل الشروع في الاكتئاب أنقذ نفسي بالشوكولاتة.
من 35 حتى 45 عاماً
رفضت وردة عبدالله "38 عاماً"، وهي موظفة بخدمة العملاء المشاركة في بداية الأمر، ولكن بعد توضيح هدفنا من التحقيق شاركت بإيجابية قائلة: لا يوجد شخص مرتاح، فجميعنا نصاب بالإحباط والملل واليأس، ولكن من يستسلم، ويتمكن منه الحزن سيجد نفسه مسلوب الإرادة شيئاً فشيئاً؛ حتى يصل إلى الاكتئاب والتردد على العيادات النفسية، وأنا أنقذ نفسي بنفسي من خلال التسوق وتغيير ديكور وشكل غرفتي الخاصة.
فيما قالت، بتردد، خنساء المعيقل "41 عاماً" وهي ربة منزل: يجعل روتين الحياة وسرعتها وتعقيداتها الحالة النفسية لأي امرأة غير مستقرة، وأكثر ما يدخلني في حالة اكتئاب مشاكل بناتي مع أزواجهن؛ وهنا أدخل في نوبة اكتئاب، وكلما نما بداخلي الاكتئاب أحاول إيقاف هذا النمو بحفظ القرآن الكريم.
ما فوق 45 عاماً
تحدثت الموظفة حنان الفريجي "47 عاماً"، وهي تبكي قائلة: أمر حالياً بأزمة نفسية كبيرة، فخيانة زوجي لي قسمتني نصفين، وأصبحت أعيش بجسد بلا روح، كما تحطمت كل أحلامي وآمالي ورغبتي في الحياة، فزوجي هو ابن عمي وأحببته وأحبني بشكل مبالغ فيه، وتزوجته منذ 25 عاماً، وبعدما علمت بخيانته وزواجه مررت بحالة نفسية سيئة، وأصبحت مكتئبة، فترددت على العيادات النفسية، وتناولت كميات كبيرة من المهدئات، ولم أجد نفعاً، ولكن نصحني طبيبي الخاص بالسفر إلى الخارج وعمل رحلات للتعرف إلى شعوب مختلفة وثقافات جديدة، وبالفعل اندمجت في السفر وخففت من حدة توتري وبدأت أتحسن، وكلما أجد نفسي في بداية الدخول للاكتئاب أهرب من ضغوطي النفسية بالسفر والسياحة.
أما بدرية الجعيد، "50 عاماً"، وهي ربة منزل فقالت بحماس وإيجابية: ليس منا من هو خالٍ من الضغوط النفسية، وبالتالي اختلفت طرق العلاج وخطط الهروب من تلك الحالة، فأنا عندما أصاب بالاكتئاب أخرج من هذه الدائرة بقراءة الروايات والكتب.
النظرة النفسية
الاستشاري النفسي منتصر نوح قال حول المضوع: إن الأمراض النفسية بحر كبير، ولكل مرض علاجه الخاص الذي يطول شرحه، ولكن أكثر الأمراض انتشاراً هو الاكتئاب الذي تتمثل أعراضه بالوحدة والانطواء والعزلة وفقدان في الشهية أو رغبة نهمة في الأكل، إضافة إلى النوم المستمر أو الأرق الزائد على الحد من التفكير بشكل كبير، ومن هنا يبدأ المريض باللجوء إلى المهدئات والمنومات للهروب من حياته البائسة الكئيبة على اعتبار أن هذا هو الحل، ولكنه ليس حلاً على الإطلاق، فالمشاكل لن تحل بالنوم، بل بالذهن الصافي المتيقظ، لذلك وقبل الشروع في العلاج بالأدوية نبدأ بسماع المريض ومشكلته، والمشكلة هي أن هناك العديد من الأشخاص يخشون الاقتراب من عيادة الدكتور النفسي، لذلك نقدم لهم من خلالكم روشتة للهرب من أحزانهم قبل أن تسيطر عليهم حالتهم النفسية ويدخلون في دوامة الاكتئاب ومرحلة الأدوية والأطباء، وتلخيصاً للوضع لابد أن يقوم كل شخص حزين أو محبط ويائس وتتملكه حالة نفسية مزعجة بالمقاومة بشتى الطرق، وأن لا يستسلم لهذا الوضع.