من منطلق التطوير المستمر وانسجاماً مع "رؤية السعودية 2030"، أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز السبت 7 مايو 2016 أمراً ملكياً بإنشاء هيئة عامة للترفيه برئاسة أحمد بن عقيل بن فهد الخطيب على غرار ما قامت به الإمارات منذ أشهر قليلة بإنشاء وزارة للسعادة تختص بالترفيه عن المواطنين داخل المجتمع، مما أحدث ردود فعل واسعة في أوساط المجتمع السعودي بمختلف أطيافه، وبدأ الجميع ينسجون الآمال والأحلام والتطلعات لمستقبل أكبر ورفاهية أعلى.
في الاستطلاع التالي سألنا السعوديين عما يطمحون له من خلال هذه الهيئة، ورصدنا أبرز مطالبهم التي تنوعت وتباينت في السطور التالية:
بداية قالت الإعلامية عفاف المحيسن: بالنسبة لي كإعلامية أطمح إلى إنشاء مدينة إعلامية متكاملة تكون ملاذاً للإعلاميين وتحتوي على وسائل الترفيه المرافقة كنادٍ متكامل داخل هذه المدينة؛ لأنها ستساهم في الارتقاء بالإعلام والتواصل الثقافي بين الإعلاميين، وأيضاً تحتوي على وسائل ترفيهية من الممكن أن تضيف للإعلامي ثقافة وترفيهاً، كما أطمح إلى تحويل كل منشأة تاريخية أثرية من قلاع وآثار إلى محتوى ترفيهي وتكون محاطة بالوسائل الترفيهية، حيث تجمع بين التراث والآثار والسياحة الترفيهية.
وطالب المسوق معتز العبد الله بتبني فكرة إنشاء ملاعب رياضية منظمة في الحواري السعودي، وإنشاء المزيد من الملاهي والمدن الترفيهية للأطفال والشباب، والاهتمام بالسياحة والتراث والفنادق والمحطات على الطرق السريعة بين المدن والمناطق المختلفة وجعلها استراحات محدثة تحتوي على خدمات ترفيهية ممتعة للمسافرين.
كما طالب الإعلامي رائد السالم بضرورة إيجاد أماكن للشباب غير تقليدية ومريحة تهدف وتخدم الشباب بجميع فئاتهم العمرية، وأن تكون ذات كفاءة عالية ومتنوعة بأفكار غير مكررة، فهذا مطلب أساسي بعيداً عن الألعاب التقليدية والقديمة، والتي أصبحت قديمة لا تتناسب مع فئات الشباب.
ومن وجهة نظرها أخبرتنا طالبة التوجيهي وئام فوزي بأنها ترغب في تعيين "شغالة" أو عاملة في كل بيت براتب مناسب وقليل؛ لأن وجود العاملة في المنزل سيحقق الرفاهية للجميع، كما طالبت بوجود قاعات سينما مناسبة للبنات، وكذلك تمنت أن تدعم الهيئة خطة لتقليل السنوات الدراسية.
وقال الإعلامي إبراهيم الشمسان: أتمنى أن تشمل هيئة الترفيه العديد من الأنشطة والفعاليات المتنوعة، والتي تهدف إلى خدمة الشباب، وخاصة الاهتمام في الفئات الخاصة من ذوي الاحتياجات، وإيجاد دورات تدريبية مختلفة تؤهل الشباب للعمل وفتح لهم الآفاق في التفكير بما يتناسب مع "رؤية السعودية 2030"، مما يساهم في إيجاد شباب طموحين يسعون إلى العمل ويستمتعون بالترفيه المشجع لهم على ذلك.
وقالت الطبيبة والغواصة السعودية مريم فردوس، والتي حققت إنجازاً حدثياً في الغوص في المنطقة المتجمدة الشمالية مكنها من دخول موسوعة "غينيس" العالمية: عن نفسي أتمنى توفير مرافق رياضية خاصة بالنساء، والاهتمام بمجالات أخرى ترفيهية تنقصها كالسينما والمسارح.
أما ماهر بنتن "موظف بالقطاع الخاص" فتمنى من الهيئة زيادة رواتب الشركات لرفع مستوى رفاهية الفرد، وتقليص عدد ساعات العمل إلى 7 ساعات بدلاً من 8، بالإضافة إلى منح تذكرة سفر لكل موظف كل سنتين للقيام بسياحة ترفيهية.
وقالت الإعلامية أفراح الجعفر: مجالات الترفيه في السعودية محدودة بالشواطئ والصحارى والمجمعات التجارية المرهقة اقتصادياً لكثير من الأسر، لذلك أتمنى من الهيئة زيادة هذه الفرص عبر استغلال أفضل لنفس المرافق التي ذكرتها عن طريق تفعيل قوارب النزهة البحرية وجولات السفاري في الصحراء الممتدة لدينا، إضافة إلى بناء مدن ترفيهية تراعي مختلف الأعمار ومختلف مستويات الدخل للأسر، وأخيراً الاستفادة من تجارب دول الجوار في مجال الترفيه كفتح المجال للشباب لممارسة هواياتهم بطرق مقننة وسليمة في أماكن تخصص لهم.
أما نعمة محمد قتسي "معلمة متقاعدة" فكان تعليقها ومطالبتها بضرورة أن تهتم الهيئة بتوفير الترفيه للشباب، لكن ضمن الحدود والأطر والضوابط الاجتماعية المتعارف عليها والضوابط الشرعية التي ينص عليها ديننا الحنيف حتى لا يكون الترفيه مفسدة للشباب وللمواطنين.
الرأي الاجتماعي
متى يأتي الترفيه؟ وبماذا يحلم السعوديون؟
ومن وجهة نظر اجتماعية يرى المستشار الأسري والاجتماعي عبدالرحمن القراش أن الترفيه عامل مهم جداً لبناء المجتمع المدني وفق معايير فكرية وتربوية تنعكس على جميع جوانب الحياة فيه، وطموح "الرؤية المستقبلية 2030" كبير فوق ما يتصوره الناس، ولن يدركوا أبعادها إلا بعد الاصطفاف خلف القيادة والسير معها قدماً نحو ما هو مرسوم لها من ملامح، لذا لن يكون الترفيه قبل الخبز، ولن تكون "الوناسة" قبل العمل، فكيف يحصل الاستمتاع قبل أن يشبع البطن وتحقق الأحلام الأساسية لكل مواطن من مسكن مريح ووظيفة مناسبة لا ينافس فيها الأجنبي المواطن ولا يستغل فيها التاجر الانفتاح على المستقبل ولا يجد أن دول الجوار تستغله في كل إجازة؟
أما نوع الترفيه الذي يحلم به كل سعودي فيرى القراش أنه يحصل من خلال التالي :
- منتزهات تفوق ما يتفاخر به الآخرون.
- متاحف تاريخية في كل منطقة تحكي أصالة الماضي.
- نوادٍ اجتماعية في الأحياء السكنية.
- نوادٍ ترفيهية للشباب لا تجعلهم يهربون لأماكن العائلات.
- استغلال الجبال والشواطئ والصحاري بمشاريع تنموية.
- استقطاب الخبرات السياحية العالمية والاستفادة منها.