قد يتعرض طفلك إلى مشاهدة لقطات خارجة عن حدود الأدب أثناء متابعتك أحد المسلسلات، أو الأفلام إن لم تراقبي جيداً المحتوى الذي يتم عرضه، أو من خلال جهازه اللوحي، أو جهاز الكمبيوتر في المنزل حينما لا تكونين منتبهة إليه... وقد يصادف أن يراك طفلك وأنت تمارسين العلاقة الزوجية مع والده حينما يكون صغيراً، وينام في نفس غرفتكما، أو في غرفة مستقلة لكنه دخل فجأة عليكما دون استئذان. تعرض طفلك إلى مثل تلك المواقف هو أمر وارد، خاصة إن أغفلتِ بعض النقاط التي تكون سبباً في تعرضه لرؤية تلك المشاهد. وإذا حدث هذا، وشاهد طفلك ما لا يجب مشاهدته، لا يجب عليك "البكاء على اللبن المسكوب"، وإنما تصرفي بعقل وحكمة أكبر في مثل تلك الأمور، لذلك تحدثنا في "سيدتي وطفلك " مع مختصة التربية السلوكية إيمان كامل، حول الموضوع، فقامت بشرح طريقة التعامل في مثل تلك الحالات قائلة:
هناك عدة طرق إذا تم اتباعها تكون بمنزلة عملية "غسيل لمخ طفلك"، وعلى الأم والأب أن يتعاملا بحكمة وهدوء في مثل تلك المواقف، و لـ "غسل مخ طفلك" بعد مشاهدته ذلك اتبعي ما يلي التالي:
1- لابد أن تتعاملي مع الموقف بهدوء ودون عنف، أو عصبية، أو تطاول عليه باليد، أو اللسان، لأن ذلك سيؤثر سلباً عليه، وسيجعله يتذكر الموقف الذي شاهده وكان سبباً في توبيخه، أو تلقينه درساً "حاراً" .
2- لابد أن تدركِ أن العمر له دور كبير في ذلك. تعرَّفي على الطريقة الأنسب والأمثل في التعامل مع طفلك حسب عمره: إذا كان عمره بين العام والعامين قومي باحتوائه، وعبِّري له عن حبك واهتمامك به، والعبي معه، وقومي بإشغاله عن طريق فتح التلفاز على الرسوم المتحركة، أما إذا كان عمره بين 3 سنوات و4 سنوات فلابد عليك التحدث معه بلطف، ولكن ليس عما رآه وإنما عن موضوع آخر، تحدثي معه مثلاً عن عدم التزامه بالآداب العامة ومنها الاستئذان قبل الدخول، أي اخلقي حديثاً آخر لتشتتي انتباهه عما رآه، أما إذا كان عمره أكبر من 5 سنوات فعليك حينها استيعاب أسئلته، واجعليه يتناقش معك، واشرحي له أنه صغير على ذلك، وعندما سيكبر سيجد شريكة حياته التي سيعبر لها عن حبه، فالطفل في هذا العمر في حاجة إلى إقناع واستيعاب والرد على استفساراته وأسئلته .
3- راقبي طفلك بعد مشاهدته موقفاً "ساخناً" في التلفاز، أو مشاهدته بداية علاقتك الحميمة مع زوجك، هل سيقوم متقصداً بالبحث عما يثير رغبته لمشاهدة تلك الأمور من خلالكما، أو عبر التلفاز. العمر بالطبع له دور مهم، فإذا شاهدك طفلك مع والده في تلك الحالة وهو كبير فسيحاول حتماً تقليدكما لذلك راقبيه.
4- إذا رأيتِ أن طفلك يحاول تقليدكما وجاءتك شكوى من المدرسة فلا تتعاملي معه بعصبية، وإنما بشكل عادي حتى لا يترسخ ذلك الأمر في ذهنه، وعبِّري له عن انزعاجك، وعدم رضاكِ عما فعله، وامتنعي عن الحديث معه حتى يرجع عن سلوكه.
وهناك خطوات وقائية يمكن أن تتخذها الأم قبل الوقوع في تلك المشكلة:
1- علِّمي طفلك منذ صغره آداب الاستئذان.. يجب أن يطرق الباب وألا يدخل حتى يؤذن له.
2- لابد أن تفصلي نومه عنكما، لأن ذاكرة الطفل الرضيع، الذي تعتقدين أنه صغير ولا يفهم، تخزِّن المشاهد بشكل جيد.
3- إذا كان طفلك ينام في غرفتكما، فعليك حينها اتخاذ الحذر بعدم ممارسة العلاقة الحميمة في الغرفة، فقد يتظاهر بالنوم إلا أنه يكون مستيقظاً، لذلك اخرجي وزوجك لممارسة العلاقة في أي غرفة أخرى.
4- راقبي المحتوى التلفززيوني الذي يتعرض له طفلك، وخصصي له تلفازاً يعرض قنوات الأطفال فقط حتى تضمني عدم رؤيته مشاهد مثيرة.
5- عليك إغلاق الباب بالمفتاح جيداً والتأكد من ذلك أثناء ممارسة العلاقة.
6- لا ترتدي ملابس نوم طوال الوقت أمام طفلك ظناً منك بأنه صغير، فالإثارة تتشكل لدى الطفل، ويبحث عنها في عمر 6 سنوات.
7- احترمي مشاعر طفلك، ولا تحتضني زوجك طوال الوقت، ولا تجعليه يقبِّلك بحميمية أمام طفلك.