الأشياء والأمور ليست كما تبدو عليه دائماً، فأحياناً تبدو الأمور وكأنها تسير من سيئ إلى أسوأ، وفي كل مرة تظنين فيها أنك وصلت إلى القاع تقوم الحياة بتوجيه صفعة جديدة تجعلك تغوصين أكثر، لكن ما قد لا تدركينه حيال الأمور السيئة التي نمر بها أنها ممر إلى ما هو أفضل، فالظلام الحالك هو إشارة لاقتراب الضياء، وهناك دائماً إشارات تدل على أن حياتك تسير نحو الأفضل رغم أن كل شيء يبدو العكس تماماً، وهذه الإشارات من الصعب رؤيتها أو قراءتها، لكنها في الواقع دليل على أنك تخرجين من محنتك.
وفي ما يلي ترشدك المدربة روان الحسن إلى أهمها، والتي قد تنتبهين إليها فتتفاءلين وتفكرين بإيجابية أكثر بعيداً عن روح الحزن والإحباط:
• إدراك ما لا تريدينه:
فجأة تدركين كم تكرهين عملك أو عاداتك في العمل أو كم يقوم الأصدقاء باستنزافك، في هذه المرحلة ستكون نظرتك لنفسك سلبية، وكل الأمور كما ترينها تشير إلى أنك تسيرين نحو الهاوية، لكنك في الواقع في حالة من الوعي التام والكامل لما تكرهينه، ولما لا تريدينه في حياتك، وهذه المعرفة ستجعلك لاحقاً تدركين ما تريدين وما يهمك، وهذه خطوة أولى نحو حياة أفضل، فهل فكرت كذلك من قبل؟
• كشف الأشخاص واللجوء إلى الأفضل:
حينما تشعرين بالاكتئاب، وبأن الحياة ألقت فجأة بكامل ثقلها عليك، وبأن كل شيء مزعج وتشعرين بالاختناق، ماذا يحصل في هذه الحالة؟ ما يحصل هو أنك تتمسكين بالمقربين إليك وتكتشفين معادن من يحرصون عليك وتلجئين إليهم للتنفيس عما يزعجك؛ لأنه لم يعد بإمكانك تحمل كل هذه المشاعر بمفردك، والخروج من عزلتك والانفتاح على الآخرين خطوة على الطريق الصحيح تكشف لك جوانب في ذاتك وفي من حولك ستضيف لخبرتك الكثير.
• الوعي الذاتي:
عندما تكونين في الحضيض نفسياً وذهنياً، فكل ما تقومين به هو التفكير بما حصل، والأسباب التي أدت إلى ذلك، والقدرة على اكتشاف مكامن الخلل ورؤية الجوانب السلبية لشخصيتك وتصرفاتك تعني أيضاً أنك ستتمكنين من رؤية الجوانب الإيجابية.
ولأنك عانيت الأمرين، فستطورين حساً متطوراً يمكنك من عدم تضخيم أي منهما، وهذا التوازن بين الإيجابيات والسلبيات هو مرحلة متقدمة جداً من القوة الذهنية التي تجعل حياتك أفضل بأشواط، وستجدين أن محنتك جعلت منك إنسانة أفضل وأقوى.
• محاسبة نفسك بصدق:
يلقي الجميع باللوم على الآخرين حين يجدون حياتهم تسير نحو الأسوأ، الأهل أو المجتمع أو الحظ، المهم أن هناك جهة ما ستلام، لكن السقوط المتكرر سيجعلك تدركين أن المشكلة تكمن بشخصك وليس بالآخرين، وقسوة الحياة ستعلمك أنه لا يمكنك الاستمرار بلوم الآخرين؛ لأن ذلك لا ينفعك بشيء، والانتقال من مرحلة اللوم إلى مرحلة التصرف واستلام زمام الأمور خطوة كبيرة ومهمة جداً نحو حياة أفضل.