رغم المطالبات بحقوق المرأة التي ملأت العالم واتسع صداها في شتى نواحيه، ورغم تدخل المنظمات الحقوقية العالمية للتوعية والتنديد بالعنف ضد المرأة، إلا أن بعض النساء مازلن يعانين مر المعاناة من العنف والإهانة في مجتمعاتنا العربية الإسلامية للأسف الشديد، مما يجعلنا نتساءل: ما هي الأسباب الكامنة وراء هذا العنف؟ وما هي الأشكال التي يتخذها؟ وذلك ليتسنى لنا اقتراح الحلول المناسبة، وهذا ما يقدمه لنا المستشار الأسري والاجتماعي عبدالرحمن القراش في الموضوع التالي:
بداية يقول القراش: قبل التطرق لأسباب العنف ضد المرأة في المجتمع السعودي، لابد من إلقاء الضوء على تعريف الأمم المتحدة للعنف الممارس ضد المرأة، وهو أيّ فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه، أو يرجح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة.
وقد أشارت الإحصاءات حسب التقرير الصادر عن منظمة الصحة العالمية إلى أن ظاهرة العنف ضد المرأة ترصد نسبة 7% من جميع النساء اللواتي يمتن ما بين سن الخامسة عشرة والرابعة والأربعين في جميع أنحاء العالم.
أما عن أسباب العنف فيمكن تقسيمها إلى :
1. أسباب ذاتية :المرأة قد تكون سبباً لبعض أنواع العنف والاضطهاد، وذلك لتقبلها له واعتبار التسامح والخضوع أو السكوت عنه طريق السلامة.
2. الأسباب الثقافية: التفاوت الثقافي الكبير بين الزوجين، خصوصاً إذا كانت الزوجة هي الأعلى مستوى ثقافياً، قد يولد التوتر والعنف لدى الزوج.
3. الأسباب التربوية: التربية العنيفة التي ينشأ عليها الفرد تولد لديه العنف مستقبلاً، ويعتبر أن الحياة لا تستقيم إلا بالقوة والقهر.
4. مشاهدة وتوارث العنف المنزلي: الكثير من البيوت نشأ أفرادها على ضرب المرأة وإهانتها وإذلالها، بحيث يكبر الأبناء على عدم احترام المرأة وتقديرها واستصغارها ومعاملتها بشكل عنيف.
5. العادات والتقاليد: هناك أفكار وتقاليد متجذرة في ثقافات الكثيرين، والتي تحمل في طياتها الرؤية الجاهلية لتمييز الذكر على الأنثى مع تحقيرها، مما يؤدي إلى تصغير دورها في الحياة .
6. الأسباب الحياتية :إن المشكلات التي تضغط على الإنسان بشكل يومي كالازدحام وضعف الخدمات ومشكلة السكن وزيادة عدد السكان والبطالة وكثرة الديون تجعل الرجل يفرغ طاقته السلبية في من حوله لاسيما المرأة.
4 حلول للحد من العنف ضد المرأة
يقدم لنا القراش 4 مقترحات للتعامل مع قضية العنف ضد المرأة، ويرى أنه يجب على مختلف الجهات المجتمعية التعاون والتكاتف سوياً للحد من تأثيراتها السلبية ومحاولة القضاء عليها في مجتمعنا السعودي، وهي:
1. الرجوع إلى القانون الإلهي والشريعة الإسلامية التي تعطي المرأة كامل حقوقها وعزتها وكرامتها، كما تقدّم لها الحماية والحصانة الكاملة، واتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، حيث نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسترسال في الغضب؛ لأنه يخرج الإنسان عن طوره، مما يؤدي به إلى التعامل بعنف مع من أمامه.
2. التوعية الاجتماعية سواء كان ذلك في المجتمع الأنثوي أو في المجتمع العام، إذ لابد من معرفة المرأة لحقوقها وكيفية الدفاع عنها، ومن طرف آخر نشر هذه التوعية في المجتمع الذكوري أيضاً من خلال نشر ثقافة احترام وتقدير المرأة التي تشكل نصف المجتمع.
3. إنشاء المؤسسات التي تقوم بتعليم الأزواج الجدد كيفية التعامل الصحيح مع بعضهما البعض ومراعاة حقوقهما المتبادلة تجاه الآخر.
4. الأخذ بيد المسيء وإقامة القانون الصارم عليه لكي لا يتمادى على غيره، حيث أن سن القوانين الرادعة من شأنه الحد من الظاهرة بشكل كبير.