بعد أن قرر الشعب البريطاني الخروج من «الاتحاد الأوربي»، وبعد أن تنحى «ديفيد كاميرون» عن منصبه كرئيسٍ لوزراء بريطانيا بسبب صعوبة المرحلة وحاجة البلد إلى ربانٍ جديد يقود السفينة، ظهرت السيدة «تريزا مي» كمنقذة للبلد، وأمسكتْ بالدفة بشجاعة لتقود أقوى اقتصاديات العالم إلى بر الأمان، ويبدو أن المثل الشعبي (ما تجيبها إلا نسوانها) تحول حقيقة، خاصة بعد أن استعان البلد بامرأته الحديدية، ذات المراس الصعب والقيادة المتطلبة والصرامة التي لا تلين، خاصة وأنها المرأة التي وقفت في وجه الهجرة غير الشرعية، عندما تولت وزارة الداخلية وقالت للمختبئين في الشاحنات «عودوا بشاحناتكم من حيث أتيتم»، ورغم قسوتها المعروفة إلا إنها بدت مبتسمة ومتفائلة وهي تتسلم التكليف برئاسة الوزراء من «الملكة إليزابيث الثانية» وتدخل مقر رئاسة الحكومة «10 داونينغ ستريت» برفقة زوجها، وبعد أن وجهتْ خطاباً للشعب البريطاني قالت فيه بأنها ستستمع للجميع وليس للمحظوظين والموسرين فقط، بل للمكافحين والفقراء أيضاً، فهل ستعيش بريطانيا عهداً جديداً في ظل ثاني امرأة حاكمة في تاريخ بريطانيا بعد «تاتشر المرأة الحديدية»؟
زواج لم يُثمر أولاداً
ولدت تريزا عام 1956 في «إيست سسكس» ودرست الجغرافيا في جامعة أوكسفورد، وعملت في أحد البنوك قبل أن تتعرف إلى زوجها «فيليب مي» من خلال صديقتها « بناظير بوتو» رئيسة وزراء باكستان السابقة، وانتهى هذا التعارف بالزواج في عام 1980 والذي استمر حتى اليوم دون أن ُيثمر أطفالاً، ثم بدأت رحلتها مع السياسة عام 1986 من خلال حزب المحافظين، ولكنها خسرت الانتخابات بعد ست سنوات، ثم فازت كنائبةٍ عن منطقتها عام 1997، وكانت تدافع عن المعاقين وعن النساء، مما ساعدها على الصعود بقوة لتكون أقوى النساء في الحزب، وتتبوأ منصب وزيرة الداخلية لأكثر من ست سنوات (2010 -2016) قبل أن تستلم الحكم أخيراً وتكون رئيسة لوزراء أقوى دولة أوربية، وأهم اقتصاد عالمي، وفي ظل ظروفٍ صعبةٍ لم يمر البلد بمثلها منذ عقود.
هل تُوصل رسائل سياسية عبر أحذيتها؟
ولعل الطريف أن هذه المرأة التي يخشى بعض البريطانيين أن تكون «تاتشر جديدة» وامرأة حديدية ثانية، هي في الحقيقة امرأة مرحة وتحب المزاح، ولكن في نطاق المقربين جداً كما تقول، وهي أيضاً محبة للثياب الأنيقة والموضة، وقد ردت على سؤال لأحد الصحفيين بالقول: لو ذهبتُ إلى جزيرة ولم يكن أمامي إلا أخذ شيء واحد فسآخذ مجلة فوغ، كما أنها مولعة باقتناء الأحذية وخاصة ما تعرف بـkitten heels وهي أحذية بكعوب منحنية يبلغ ارتفاعها ما بين إنش وإنشين، وقد أدى هذا الشغف باقتناء الأحذية إلى وصفها باسم «إميلدا ماركوس بريطانيا» مقارنة بزوجة رئيس الفلبين الأسبق التي كانت تحتفظ بآلاف الأحذية في بيتها، ولكن «تريزا مي» رفضت هذه المقارنة، وقالت معلقة: «أحذيتي أقل مما تملكه «إميلدا» بالتأكيد، ولكني لا أجد ضيراً في أن تحب المرأة الذكية والناجحة الثياب والأحذية، وأقول للنساء كوني نفسك، ولا تأبهي بالنظرة النمطية والتقليدية عن المرأة الجادة، وإذا كانت شخصيتك وبصمتك تظهر من خلال الثياب فليكن».
ولكن المثير للاهتمام أن بعض الصحف قد ذهبت بعيداً وقالت إن هذه المرأة تُوصل رسائل سياسية من خلال أحذيتها.
رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة عنيدة وتحب الموضة
- قصص ملهمة
- سيدتي - سميرة التميمي
- 14 يوليو 2016