هل توقفت عن ممارسة العلاقة الحميميَّة مع زوجك؟ هل تعلمين أنك لست وحدك وأنَّها مشكلة تعاني منها العديد من الزوجات، لكنَّها من المشكلات المسكوت عنها. وبما أنَّ العلاقة الزوجيَّة، هي أكثر العلاقات الإنسانيَّة تعقيداً وصعوبة، إذ يكون الارتباط بين شخصين، ليس بينهما أي تعارف أو علاقة قبل أن يرتبطا بعلاقة الزواج المعقدة أحيانناً.
«سيدتي نت» التقت باستشاري علم النفس بمركز إرشاد للاستشارات الأسريَّة والتربويَّة بجدّة، الدكتور جبران يحيى، ليطلعنا على أهميَّة العلاقة الحميمة في استمرار الحياة الزوجيَّة، وماذا يعني غيابها؟
بداية أوضح الدكتور جبران أنَّ أهميَّة العلاقة الحميمية تأتي من أهميَّة الاشباع الوظيفي، الذي ينعكس على الحالة النفسيَّة والمزاجيَّة لدى الزوجين، والممارسات الطبيعيَّة والتلقائيَّة، وتشعر الطرفين بأنَّهما محبوبان ومرغوب فيهما، وهذا ينعكس على ثقة الطرف الآخر.
• غياب العلاقة ودلالتها
غياب العلاقة الحميميَّة قد تكون لها دلالة على عدم التوافق أو وجود مشكلة، وهذه المشكلة قد تكون عضويَّة أو نفسيَّة. والعضويَّة تتمثل في مشكلات وظيفيَّة مثل ضعف الانتصاب وسرعة القذف لدى الرجل، وغياب الرغبة أو التشنجات المهبليَّة لدى المرأة، أما المشكلات النفسيَّة، التي تلقي بظلالها على العمليَّة الجنسيَّة فيتمثل في الاكتئاب، والاهمال وعدم الاهتمام.
• العلاقة الجنسيَّة علاقة طبيعيَّة ومعقَّدة
العلاقة الحميميَّة علاقة طبيعيَّة وذات أهميَّة عندما تكون طبيعيَّة، لكن في ظلِّ وجود مشكلات بين الزوجين قد تصبح معقدة، وهي بمثابة مؤشر على العلاقة الجيِّدة بين الزوجين أو العكس. لذلك يجب على الأطراف فهم احتياجات الطرف الآخر ونمط شخصيته، ومساعدته في حال وجود مشكلة.
• عوامل تؤثر في العلاقات الحميميَّة
الصورة المثاليَّة أو الفانتازيا الخياليَّة لدى الزوجين وما تبثه الميديا من صور غير واقعيَّة للحبِّ والجنس عبر المسلسلات والأفلام من أهم العوامل التي أثرت في العلاقات الحميميَّة.
• هل نستطيع العيش من دون جنس؟
هذا هو السؤال الكبير، الذي تتفاوت الإجابات عنه هل يعدُّ الجنس إدماناً بحيث إنك إذا لم تمارسه تشعر بشعور وآلام متعاطي المخدرات؟ الجواب هو لا، فالعلاقة الحميميَّة ليست إدماناً؛ لأنَّ عدم ممارسته لوقت طويل لا يؤدي إلى ما يؤدي إليه تعاطي المخدِّرات.
وأوضحت دراسة برازيليَّة أنَّ الجنس ضروري من أجل استمراريَّة العلاقة بين الرجل والمرأة. لذلك يوجد مختصون ومستشارون وأطباء ودراسات؛ لمساعدة الناس على فهم معنى العلاقة الجنسيَّة بشكل ناضج. فإذا كان الجنس حاجة غريزيَّة عشوائيَّة عند الحيوانات فإنَّها تعدُّ غريزة عاقلة ومهذبة ومنظمة عند الإنسان.
وكثيرون لا يستطيعون تصديق فكرة عيش الإنسان من دون ممارسة، لأنَّ من يتزوج ينظر إلى الجانب الحميمي بعين جادة كممارسة مهمة، ولذلك يقول بعض المختصين بشؤون الجنس: إنَّهم لا يعتقدون أنَّ العلاقة الزوجيَّة يمكن أن تستمر من دون العلاقة الحميميَّة؛ لأنَّ الجنس حاجة نفسيَّة وبدنيَّة في الوقت نفسه مثل الحبِّ تماماً.
إذا كان الحبُّ مهماً في الحياة فإنَّ الجنس مهم أيضاً، لأنَّ العلاقة الزوجيَّة مثل القارب، حيث إنَّ الحبَّ يمنعه من الغرق والعلاقة الحميميَّة تمنعه من الاصطدام بالصخور المخفيَّة تحت سطح البحر، فهي بمثابة البهارات اللذيذة التي تعطي نكهة خاصة للعلاقة الزوجيَّة.
وأكدت الدِّراسة أنَّه من الممكن بالطبع العيش من دون جنس، لكن إلى متى؟ فإذا كان الشخص في علاقة حبٍّ فإنَّ عامل الوقت لا يكون مهماً من أجل الممارسة الحميميَّة، أي أنَّ من يحب بصدق لا يكون متسرعاً للممارسة، لكن إذا تعلق الأمر بالناحية الجسديَّة فقط ومن دون حبٍّ فإنَّ اجتماع الرجل والمرأة سيعني وجود الجنس، وإلا فإنَّهما سيبتعدان عن بعضهما بعضاً.
والآن عزيزتي عليكِ أن تبدئي بمحاولة البحث عن حلول، فمشكلة مثل هذه قد تدمِّر حياتك الزوجيَّة:
ـ هناك أشياء بسيطة يمكنكما ممارستها لتقوية الروابط العاطفيَّة بينكما مثل تبادل القبل والإمساك بأيدي بعضكما بعضا والابتسام وتبادل العناق.
ـ استعيدا ذكرياتكما الحميميَّة كذكرى قبلة ساخنة أو إحدى المرَّات المثيرة، التي مارستما فيها العلاقة الحميميَّة.
ـ تبادلا الغزل، أخبريه كم يبدو وسيماً ومثيراً في هذا القميص أو ارسلي له رسالة قصيرة تحمل مشاعرك الدافئة.
ـ استعينا بمستشار علاقات زوجيَّة إن لزم الأمر أو طبيب مختص لو كانت المشكلة صحيَّة.
ـ لا تلومي نفسك أغلب الزوجات اللاتي يتعرضن لمثل هذا الإحساس يتكون لديهنَّ شعور بالرفض من الطرف الآخر ما قد يهزُّ من ثقتهنَّ بأنفسهنَّ.
ـ راقبي عاداتكما اليوميَّة :هل تقضيان الوقت على الإنترنت بدلاً من الجلوس والتحدث معاً، هل يتناول كل منكما طعامه في وقت مختلف؟ هناك كثير من الأنشطة والعادات اليوميَّة المهمَّة، التي تحتاجان لممارستها معاً.
كيف تعالجين هذه المشكلة؟
ـ معالجة المشكلات، التي تؤثر على العلاقة، سواء عضويَّة أو نفسيَّة.
ـ كسر فكرة العيب في التوجه للمختصين في حال وجود مشكلة.
ـ وجود مشكلة لا ينتقص من ذكورة الرجل أو أنوثة المرأة والأخطر السكوت على المشكلة.
ـ التخلص من الصورة المثاليَّة للعلاقة.
ـ عدم التحفظ في اشباع رغبات الشريك والتماس تفضيلاته وكسر حلقة العيب والمبالغة في توسيعها.
ـ العلاقات الزوجيَّة يداهمها الملل. لذا يجب التجديد وعدم المقارنة بالحالات العاطفيَّة الأخرى، والاكتفاء بالشريك ومحاولة التركيز على ايجابياته.