طوال 3 أيام متواصلة ترقد الطفلة «رحمة» داخل غرفة الرعاية المركزة لتلقي العلاج بعد أن ألقاها والدها على مقعد داخل مستشفى المحلة العام وهرب تاركاً معها رسالة طالب فيها المسؤولين بعلاجها، ووفرت لها إدارة المستشفى سريراً داخل غرفة الرعاية بعد أن تم فحصها طبياً، وثبت أنها تعاني من ثقبين في القلب كما قال والدها في رسالته.
وفي سياق متصل توجه عدد من فاعلي الخير الذين تفاعلوا مع صفحة أطفال مفقودة علي الفيسبوك إلى المستشفى من أجل تبني الطفلة ورعايتها، لكن إدارة المستشفى أخبرت هولاء الأشخاص بأنها ليست الجهة المنوط بها للموافقة على تبني الطلفة «رحمة»؛ طالبة منهم التوجه إلى القنوات الشرعية وهي دور رعاية الأطفال التي سيتم إيداع الطفلة في إحداها عقب إخطار النيابة العامة وذلك بعد تلقيها العلاج.
وقال الدكتور جمال شادي مدير مستشفى المحلة العام في تصريحات خاصة لـ«سيدتي نت» إن الطفلة أجريت لها كافة الفحوصات الطبية عقب العثور عليها داخل المستشفى، وأن حالتها مستقرة وفي تحسن دائم وأنها تتلقي العلاج بشكل منتظم داخل غرفة الرعاية المركزة، حيث تم تخصيص طاقم تمريض يعكف على رعايتها تحت إشراف الأطباء المتخصصين، وأن المستشفى توفر للطفلة كافة احتياجاتها من الألبان بعد أن وصلت تعليمات من الدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة في الغربية بالاهتمام بالطفلة ورعايتها.
وجاء نص الرسالة التى كتبها والد الطفلة الرضيعة: «أنا الأب الفاشل فى الحياة وليس لي قيمة أمام أعين الناس وأنا والله العظيم لم يخطر في بالي في يوم من الأيام أن أرمي ابنتي فى مستشفى المحلة العام ولكن الظروف تضغط علي، أنا محكوم فى قضايا تبديد وإيصالات أمانة والعمل معي ليس مستقراً، والطفلة مصابة بثقب فى القلب وتحتاج لرعاية طبية ووجودها معي سيؤدي لوفاتها».
وتابعت الرسالة: «الظروف والمشاكل زادت أكتر بسبب وفاة والدتها لإصابتها بمرض السرطان فى المخ والأعصاب وليس لي أخوات بنات وإخوتي الرجال لهم ظروف حياتهم الخاصة. وأحلفك بالله يا فاعل الخير أن تتقي الله فى نجلتي، وأوصيكم خيرًا فيها، ومن يتق الله يجعل له مخرجًا وعاوزكم تهتموا بها وتراعوها أكتر مني، أنا مش هقدر أتحمل مصاريف علاجها».