النوم هو رحلة أو مغامرة يقوم بها الإنسان بعد عناء يوم طويل مليء بضغوطات الحياة بحثاً عن الراحة والسكينة والأمان، لذلك تشكل سلوكياتنا اليومية بشكل مباشر بناء على تلك الرحلة الفريدة من نوعها، فكل ما نقوم به خلال اليوم ينعكس بصورة أو بأخرى على أسلوب النوم الخاص بنا سواء على النوم العميق أو على ما يراودنا من أحلام خلال النوم، حيث يقوم العقل البشري في تلك الفترة بمراجعة ما جرى من أحداث في ذلك اليوم وإيجاد حلول لمشكلاته.
لذلك كأي رحلة نقوم بها يجب علينا التحضر لها والاستعداد جيداً لها قبل خوضها، ونجد هنا أن العديد من الأشخاص يواظبون على بعض العادات قبل النوم، والتي من شأنها أن توفر لهم نوماً مريحاً وهادئاً وخالياً من التوتر.
ومن المعروف أن عادات النوم الصحية تحدث فرقاً كبيراً في نوعية الحياة الخاصة بنا، حيث تساعد على الراحة والاسترخاء ونوم عميق أكثر دون أي قلق أو ضغوطات، ولعل أبرز من يهتم ويواظب على تلك السلوكيات زعماء ورؤساء الدول؛ نظراً لما يواجهونه من ضغوطات وتوتر على مدار اليوم.
ونستعرض هنا أبرز عادات النوم لرؤساء الولايات المتحدة الأمريكية:
جون كينيدي: اعتاد الرئيس الأمريكي الخامس والثلاثون جون كينيدي على تناول الغداء في السرير، ثم أخذ غفوة، والاستجمام بعد ذلك بالجلوس في حوض الاستحمام، ثم ارتداء ملابس جديدة ومتابعة مهامه الرسمية.
رونالد ريغان: بدأ الرئيس الأربعون للولايات المتحدة الأمريكية رونالد ريغان فترة ولايته وهو في عمر 70 عاماً، ولعل ذلك كان له تأثير كبير على عادات النوم لديه، حيث اعتاد على أخذ القيلولة في وقت متأخر بعد الظهر، ثم القيام نشيطاً لتناول العشاء، وكان ريغان أكثر الرؤساء الذين يعتمدون على الغفلة السريعة، ولعل ذلك يعود لعامل السن، وقد سخر هو نفسه من ذلك، حيث قال مازحاً: لا يهم ما هو الوقت، أيقظني حتى لو كان في منتصف اجتماع لمجلس الوزراء.
ليندون جونسون: هو الرئيس السادس والثلاثون للولايات المتحدة، كان يقسم يوم العمل إلى دوامين، حيث كان يستيقظ في السادسة ونصف صباحاً، ثم يعمل حتى الساعة الثانية ظهراً، ويقوم بعد ذلك بالسباحة أو يمارس بعض التمارين الرياضية، ثم يأخذ قيلولة لمدة 30 دقيقة، ويستيقظ في الساعة 4، ويقوم بتغيير ملابسه للدوام الثاني من اليوم، والعمل في بعض الأوقات حتى الساعة الواحدة أو الثانية صباحاً.
ثيودور روزفلت: الرئيس الأمريكي السادس والعشرون وعلى غير العادة كان يقوم روزفلت وقت نومه بإعطاء كل من يعمل في الطابق راحة ليس لكي ينام بهدوء، ولكن بسبب صوت شخيره العالي الذي كان يزعج من حوله.
بيل كلينتون: اعتمد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الثاني والأربعون بيل كلينتون على النوم فقط لمدة خمس أو ست ساعات كل ليلة، وهي عادة اكتسبها في الكلية في جورج تاون، حيث علم بأن الرجال الأكثر نجاحاً بحاجة إلى وقت أقل من النوم.
ويليام هوارد تافت: بسبب وزنه الزائد كان يعاني ويليام هوارد تافت الرئيس السابع والعشرون للولايات المتحدة الأمريكية من اضطراب توقف التنفس أثناء النوم، ولكنه تغلب على ذلك فيما بعد باتباعه نظاماً لفقدان الوزن وممارسة الرياضة، واختفت تلك المشكلة تماماً.
جورج بوش الأب: اعتاد على تناول حبوب Halcion لإغلاق العين في الرحلات الطويلة، ولكنه توقف عنها فيما بعد عندما تم ربط العقار ببعض الآثار الجانبية المخيفة كجنون العظمة وفقدان الذاكرة والقلق.
يمكن القول إن السياسيين بشكل عام غالباً يقومون بالتضحية بالنوم لتحقيق الصالح العام للبلاد والسهر على العناية براحة المواطنين وإيجاد حلول من شأنها دفع الوطن إلى الأمام، وبسب العبء الكبير على عاتقهم، فإن كل دقيقة لديهم تساوي قيمة كبيرة، لذلك فالنوم في نظرهم مضيعة للوقت.
