أنت بحاجة إلى قوتك الداخلية التي يسمونها «الإرادة»؛ من أجل أن تقف حائلاً بينك وبين كثير من مغريات الحياة، سواء كانت بسيطة ولا تتعدى أكلة دسمة أو قطعة «شوكولا» لا تستطيعين مقاومتها، أو كانت حبيباً أو خطيباً أنهيتِ علاقتك به، لكن الشوق لسماع صوته أو متابعة أخباره ما يزال يلح عليك، وربما يغريكِ بالاتصال به من جديد، أياً كانت المغريات فأنت بحاجة إلى قوة الإرادة كي تقولي: لا، وتعنين ما تقولين.
فن السيطرة على الرغبات
وإليك بعض النصائح التي يقدمها لك البرفيسور «روي بوميستر» أستاذ علم النفس في جامعة تورنتو University of Toronto كي تتعرفي على فن «السيطرة على الرغبات» الذي يسمونه الإرادة:
• غيري المكان
التلفون إلى جانبك وأنت وحدك، إنه الوقت المثالي للاتصال بخطيبك السابق الذي تشتاقين إليه منذ أن انفصلتِ عنه، العقل يقول: لا تكلميه، لكن القلب يقول غير ذلك ويدعوكِ بإلحاح للاتصال.. عند هذا الحد ما عليك إلا أن تتركي المكان ومعه الهاتف، وتشغلي نفسك بعض الوقت وتركزي على أمورٍ أخرى، وتذكري أن متابعة التلفزيون أو إعداد وجبة طعام ليست هي الحل، لأن العقل سيبقى مشغولاً بالفكرة والأفضل الخروج من البيت لأي سبب، وبعد عودتك ستلاحظين فتور حماسك للفكرة.
• انظري إلى نفسك في المرآة
قبل أن تفكري بالتهام وجبة دسمة يمكن أن تُفسد النظام الغذائي الذي وضعته لنفسك، اتركي المائدة واتجهي إلى أقرب مرآة وحدقي فيها، وواجهي نفسك مباشرة، وستجدين أن رغبتك في التهام الأكلة الدسمة قد فترتْ، وأنك عدت إلى عقلانيتك ونظامك الغذائي، وقد أثبتت الدراسات أن ما تأكله النساء البدينات يقل بنسبة 22% عندما ينظرن إلى ،أنفسهن في المرآة.
• خاطبي نفسك
«أنا امرأة مؤدبة، رباني أهلي على احترام خصوصيات الناس». قولي هذا الكلام لنفسك وردديه أكثر من مرة، وبصوتٍ عالٍ إذا اقتضى الحال في كل مرة تنوين فيها مشاركة الأخريات في نميمة أو اغتياب أو ترديد للشائعات التي تطال سمعة أو تجرح مشاعر، النميمة تغري أحيانا لأنها مُسلية وممتعة، لكن نتائجها ليست كذلك بالتأكيد، ولا بد من التسلح بالإرادة كي تقولي لهذا الإغراء: لا... أنا إنسانة محترمة وأخاف ربي ولا أغتاب أحداً.
• ناقشي الحقائق
أنت مدمنة على التدخين، ولا تجدين في نفسك رغبة لترك هذه العادة رغم كل التحذيرات التي يطلقها الأطباء. اجلسي مع نفسك وناقشي الأمر بهدوء، لماذا تدخنين؟ هل لأنك حقاً تحبين طعم ورائحة النيكوتين التي تفوح منك؟ أم لأنك تريدين أن تكوني ضمن مجموعة الناس الذين يعلنون عن همومهم الحياتية عبر هالات الدخان؟ هل تستحق السيجارة أن تدفعي من أجلها سنوات من عمرك وصحتك؟ ضعي الإيجابيات والسلبيات في كفتي ميزان، واستجمعي إرادتك كي تقولي لا، وسيكون الأمر أكثر سهولة هذه المرة؛ لأنك ستخوضين الحرب بمعونة عقلك.
• فكري بالنتائج المستقبلية
قبل أن تفتحي حقيبتكِ لتدفعي ثمن فستانٍ أو حقيبة أعجبتك، فكري بميزانية الشهر، وهل تسمح لك بالشراء دون أن يُرهقكِ دفع هذا المبلغ أو يربكك على مدى شهر؟ نحن نشتري ما تتوق له أنفسنا كي نشعر بالسعادة والرضا، لا كي نقف حائرين أمام متطلبات الحياة الأخرى الأكثر أهمية، فكري بالآتي وراجعي عقلكِ وستجدين قوة إرادتكِ جاهزة كي تمنعكِ من عمل ما تندمين عليه.