الحصول على علاقة ناجحة على المدى الطويل هو الهدف الأول الذي يجعل الزواج تجربة مثيرة ومليئة بالكثير من التحديات والمصاعب، فالزواج كالسفينة إذا اختلت دفتها قد تسقط فريسة الأمواج أو تضيع وسط البحار أو ينتهي بها الأمر على جزيرة نائية.
وأفضل العلاقات في العالم تتطلب اهتماماً متواصلاً ورعاية مستمرة، فالزواج كالنيران إذا لم تتم تغذيتها جيداً، فلن تظل مشتعلة، وتتحول نهايتها إلى رماد تذرفه الرياح، والعديد من قصص الحب الملتهبة انتهت بعد سنوات بالطلاق والانفصال عكس توقعات الجميع.
لذلك يستضيف "سيِّدتي نت" الأخصائية الاجتماعية كريمة المداني لتطلعنا في ما يأتي على بعض الطرق التي من شأنها تحسين العلاقة الزوجية:
الحب ليس عصاة سحرية
في البداية، تقول الأخصائية الاجتماعية المداني: إن أكثر ما يؤرق العلاقات هو الاعتماد على أن الحب سوف يساعد على التعامل مع أي مشكلة تطرأ وكأنه علاج سحري، ولكن الحقيقة مختلفة، فلكل طرف شخصيته المستقلة وفكره الخاص الذي يعتمده في أسلوب حياته، وعدم تفهم ذلك في بداية العلاقة قد يتسبب في صدمة وفجوة عاطفية على الرغم من وجود الحب المسبق.
التنازل عن الرأي ليس ضعفاً
تعتبر الحلول الوسطية عاملاً هاماً لنجاح الزواج، فالتشبث بالرأي وعدم النزول عند رغبة الطرف الآخر أو الوصول لحل وسطي يشكل عائقاً وسداً منيعاً أمام خلق زواج سعيد، فقد تكون العلاقة غير متكافئة، حيث أن جانباً واحداً يأخذ أكثر مما يعطي، لذلك من المفضل دائماً الوصول إلى تسوية منصفة والتنازل عن الرأي حتى في حالة الصواب لخلق مساحة أكبر من التفاهم.
التواصل سر الحياة
تشير المداني إلى أهمية وجود التواصل في حياتنا، وأن ما يقتل العلاقة ليس السيف، إنما قلة التفاهم والتواصل بين الطرفين والاعتراف باحتياجاتهما ومشاعرهما لبعضهما البعض، لذلك فإن خلق جو من التواصل الدائم والنقاش البناء يعد عاملاً هاماً من عوامل نجاح أي زواج.
أولوية التشاجر
كما أوضحت أن العديد من الأزواج تنشب بينهم خلافات تصل إلى حد المشاجرات لأسباب واهية كالمشاجرة على ترتيب أغطية الفراش أو أماكن وضع الحذاء، وقد تكون مهمة لأحد الأطراف، ولكن هناك ما هو أهم من ذلك للنقاش كالحديث في الشؤون المالية والأطفال والمسارات الوظيفية وتحسين الحالة المعيشية.
المرتبة الثانية
من المشكلات التي قد تسبب فتوراً في العلاقة على المدى الطويل وضع أحد الأطراف لنفسه في المرتبة الثانية، وتنفيذ كل احتياجات الشخص الآخر ورغباته، وتقديمه للتنازلات كلما كان ذلك ممكناً، ولكن الحقيقة أن بعد مرور الوقت يجد هذا الطرف أنه لم يعش حياته كما كان يحلم، مما يخلق حالة من التمرد ورغبة في الانفصال، لذلك من الجيد أن تكوني إيجابية، وأن تشاركي زوجك في الآراء والمقترحات وأسلوب المعيشة.
الثقة والصدق لبنة الزواج
قد يقوم بعض الأشخاص بإخفاء بعض التفاصيل الشخصية التي يرون أنها صغيرة عن شريكهم، ولكنها تولد نوعاً من انعدام الثقة مستقبلاً في حال علمه بها، فالمصارحة والمناقشة أفضل طريق للمحافظة على ثقة الشريك، ومهما كانت تلك التفاصيل مخجلة، إلا أن المصارحة بها والتشاجر قليلاً خير من أن تنعدم ثقة زوجك بك.
إذا كنت تودين اتباع هذه النصائح، عليك التذكر أن اليد الواحدة لا تصفق، وعليك تقاسمها مع شريكك للاستفادة منها ومساعدتك على تطبيقها لكي تصلي إلى وجود زواج أكثر نجاحاً واستمرارية على المدى الطويل.