صفية بن زقر في إحدى التكريمات
صفية بن زقر
لوحة المجلس للفنانة صفية
لوحة زفة الشبشب- عندما تؤخذ أغراض العروس إلى بيتها
5 صور

من أجل إعلاء شأن الفن، منح أمر ملكي وسام الملك عبدالعزيز، للفنانة التشكيلية الرائدة من منطقة تهامة، صفية بن زقر، وذلك تقديرًا لمساهماتها في الحفاظ على التراث بفنّها المتميز، الذي يعكس الحياة اليومية الحجازية، المرأة، التراث المحلي الشعبي، حيث اشتهرت بتوثيقها في رسوماتها للفلكلور والمظاهر الاجتماعية والثقافية والمعمارية لمدينة جدة، وقبل أن تبدأ رحلتها نحو الفن بين جدة والقاهرة ولندن، ولدت صفية بن زقر في حارة الشام بجدة عام 1940، ثم انتقلت مع أهلها إلى القاهرة بعد سبع سنوات حيث أكملت صفية مراحل الدراسة الرسمية، حتى حصلت على الشهادة الثانوية الفنية في عام 1960. وبعد ذلك غادرت القاهرة إلى بريطانيا حيث التحقت بـ(Finishing school) لمدة ثلاث سنوات دراسية. لتعود في عام 1963 إلى مدينة جدة، شاهدة على عمليات التعرية التي كانت تطال المدينة القديمة، ما ألهمها ودفعها إلى البدء في مشروعها الفني التوثيقي.


وفي أواخر عام 1965 عادت إلى القاهرة لتنمية هواية الرسم عن طريق الدروس الخصوصية، ثم أمضت عامين في كلية «سانت مارتن» للفنون في لندن ضمن برنامج دراسي حصلت بعده على شهادة في فن الرسم والجرافيك، ومن الجدير بالذكر أنه في بداية حياتها الفنية، ساهمت صفية ببعض الكتابات الفنية في الصحف المحلية، وألَّفت كتاب (المملكة العربية السعودية: نظرة فنانة إلى الماضي) باللغتين الفرنسية والإنجليزية. كما نشرت كتابها الثاني (صفية بن زقر رحلة عقود ثلاثة مع التراث السعودي).


وأصبح لصفية أسلوبها المستقل الذي نجحت في أقلمته ليتناسب مع مظهرية التراث المستوحى في لوحاتها. وقد تركت تلك الخصوصية بصماتها الواضحة على فنها بشكل تلقائي ومباشر، وهو أمر جعل لوحاتها مختلفة عن غيرها من الفنانين التشكيليين، هذا ويتميز أسلوبها ببساطة التكوين وقوة البناء والاهتمام بالكتل والأحجام، وقد نوعّـت أدواتها الفنية بتنوع موضوعاتها مراعية التجانس والانسجام ما بين العمل والمادة المستخدمة في تنفيذه.


ولخدمة مجتمعها وسعيًا لنشر ثقافة الفن في السعودية، أنشأت الفنانة دارة تحمل اسم دارة صفية بن زقر في مدينة جدة، والتي تهدف إلى الحفاظ على التراث الاجتماعي، من خلال تنظيم ورش عمل للصغار والكبار، وإقامة الندوات والمحاضرات، وإيجاد مكتبة فنية أدبية داخل المتحف، مجهزة بكافة التسهيلات والمستلزمات للدارسات، وتوفير محل لبيع الهدايا وبعض الأعمال الفنية التذكارية. ويعد وسام الملك عبدالعزيز ثالث الأوسمة السعودية في الدرجة ويمنح تقديرًا لمن يؤدي خدمات كبرى للدولة أو لأحد مؤسساتها، أو يقوم بخدمات أو أعمال ذات قيمة معنوية هامة، أو لمن يقدم تضحيات كبيرة.