وقع الاختيار على نص شعري للجزائرية رشيدة محمدي ليكون أحسن نص مترجم عن اللغة الأجنبية، حيث صنفت ضمن أجمل القصائد المنشورة خلال الخمسة أعوام الماضية، وصارت هذه الجزائرية المقيمة في الوقت الحالي بإسبانيا، أول اسم عربي يقتحم بقوة وعن جدارة أنطولوجيا أهم الشعراء عبر العالم، وتشارك منذ يوم السبت وإلى غاية 12 مارس الجاري، وعلى مدار سبعة أيام في المؤتمر العالمي للشعر، الذي تحتضن فعالياته إسبانيا، حيث يشارك فيه شعراء من 160 دولة في العالم وينظم تحت رعاية سياسية رفيعة المستوى.
عطاء وجوائز
ويمكن القول أن الأكاديمية والشاعرة الجزائرية رشيدة محمدي، أول مبدعة ضمن الشعراء والشاعرات على مستوى الوطن العربي، تتمكن من التموقع بين صفحات "أنطولوجيا شعراء العالم"، و تطبع هذه "الانطولوجيا" مرة واحدة كل خمس سنوات، علما أن هذا المؤتمر سبق له وأن احتفى بالشاعر الفلسطيني محمود درويش بعد وفاته، حيث تضم القائمة شعراء من80 دولة في العالم يكتبون بمختلف اللغات. ويذكر أن الشاعرة تألقت بقصيدة وسمتها "لسحب الثقة من المسلمات" واعتبر نصها، أحسن قصيد شعري مترجم في العالم على الإطلاق. علما أن رشيدة محمدي دكتورة وشاعرة، تفجرت قريحتها ب 4 مجموعات شعرية باللغتين الإنجليزية والعربية، وتعد إلى جانب ذلك من أبرز المتحدثات المستقلات المعتمدات عبر عدة جامعات بالولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى كونها أحد المؤسسين لرابطة الكتاب الأمريكيين العرب وتشغل فيها منصب مستشارة فيها، وتمارس فوق ذلك الترجمة من اللغة العربية إلى الانجليزية والفرنسية، وعملت في "باسيفيكا راديو" الكائن بنيويورك لمدة عشر سنوات، كما انها تشغل منصب مستشارة في اللجنة الأوروبية للإبداع التعليمي "يو سي سي تي".
الجدير بالإشارة فإن مسار الشاعرة ثري بالإبداع والتتويج وطنيا ودوليا على اعتبار أنها نالت جائزة مفدي زكريا للشعر في الجزائر وجائزة في الفن التشكيلي، إلى جانب جائزة السي سي بي وتتعلق ب"المراسل الشجاع" لباسيفيكا راديو سنة 2004، ونالت كذلك جائزة الأمم المتحدة لأفضل متحدث عام 2004 ”حول العلاقة بين المبدعين والأمم المتحدة، وتضاف إليها جائزة أحسن قراءة لمربد سنة 2000 بالعراق. وتتويج مشترك افتكته لأكبر مبيعات أقراص مضغوطة بقصائد شعرية بالعربية والانجليزية رفقة الشاعرة العراقية بشرى بمتحف التاريخ العربي بكاليفورنيا عام 2008، وجائزة ”البي بي سي” الثانية لترجمة التراث العربي من خلال قصيدة عنوانها "حيزية".
صاحبة أول أوبرا عربية
تمكن إبداع رشيدة الشعري "أوراد الدمعة" من التألق حيث تمت ترجمته إلى أزيد من عشر لغات، وحول تفاصيل حياتها وإقامتها، فإن دفئ إسبانيا جعلها أسيرة لمدنها، فقررت الإقامة بها عبر بوابة أكاديمية، متنقلة بين الولايات المتحدة الأمريكية والجزائر، وهي التي قال عنها إدريس الجزائري الذي كان سفيرا للجزائر بالولايات المتحدة الامريكية: "لم يمر على أمريكا من المبدعين الجزائريين في الكتابة الإبداعية والثقافة إلا رشيدة محمّدي، فكل من يشد رحاله إلى الولايات المتحدة الامريكية من الجزائريين، يحملون معهم تخصصات علمية دقيقة"..
اشتهرت بأنها صاحبة أول أوبرا شعرية لمبدعة عربية في أوروبا باللغات الثلاث، وهي الاسبانية والانجليزية والعربية، وبلغ عمر مسيرتها الشعرية العقدين من التدفق الشعري. وتأثرت هذه الشاعرة الجزائرية كثيرا بمرورها ببغداد حيث عكفت على التدريس الأكاديمي، واحتكت بمبدعي العراق وتناسقت معهم في تنظيم الشعر والتحليق به في سماء إبداع صافي ومتميز.