مثل كل عام، فإن أول إشارةٍ لبدء الاحتفال بأعياد نهاية السنة في لندن تنطلق من (أوكسفورد ستريت) الذي يبدأ برفع الزينة الملونة باحتفالية خاصة تبدأ في المساء، ثم تتبعه في الأيام اللاحقة بقية شوارع وساحات العاصمة. وعادة ما يقع الاختيار على شخصية لها شعبية كبيرة؛ كي تقوم بالضغط على زر الإضاءة وتنير الشارع، معلنة بدء موسم الاحتفال، وسط ضجيج وهتافات عشرات الآلاف من المحتفلين، الذين يعدّون من العشرة نزولا إلى الصفر.
وقع الاختيار هذا العام على المغني البريطاني «كريك ديفيد»؛ كي يتولى هذه المهمة ويضغط الزر، فيما وقع الاختيار في العام الماضي على النجمة «كايلي مينوغ».
نحس وحرج وخيبة
ولكن يبدو أن نحسًا ما قد لازم المغني «كريك ديفيد» هذه السنة؛ لأن ستة من بين 250 خطًا من الإضاءة لم تُنر مباشرةً بعد ضغط الزر، مما تسبب في حرج كبير له وللقائمين على الفعالية، وخيبة أملٍ لدى الجمهور المحتشد، وخاصة الأطفال الذين كانوا يرفعون رؤوسهم إلى الأعلى منتظرين أن تنتقل الإضاءة من مصباحٍ إلى آخر، ولكن الإضاءة الرائعة عادت بعد قليل وأنارت الشارع بالمصابيح ذات الأشكال المتناغمة؛ ما بين الكلاسيكية والمعاصرة، وسط التهليل والتصفيق، أما المتاجر الكبيرة مثل «هارودز» و«سيلفريجز» و«هاوس أوف فريزر» و«جون لويس» و«ليبرتي» وغيرها، فإنها عادةً ما ترفع زينتها الخاصة تباعًا، وبعد أيام من رفع الزينة الرئيسية للشارع.
إنها نجمتك.. بخمسة جنيهات فقط
في يوم الاحتفالية، التي تُعد الأكبر منذ خمسة وسبعين عامًا من عمر هذا المهرجان، أغلق الشارع ممراته في وجه السيارات، ورفُعت الزينة التي تعتمد على المصابيح التي تأخذ شكل كرات الثلج، والتي يبلغ عددها (1778) كرة ثلج، مع (750) ألف مصباح إنارة، مع نجوم لامعة، وضجّ جانبا الشارع بالفعاليات العائلية المنوّعة؛ كالألعاب الممتعة، ورسم وجوه الأطفال، وعرض الأطعمة، ومشاركة الفرق الموسيقية الراقصة، وتباري المتاجر الكبيرة في تقديم عروضها المغرية للزبائن، أما الجديد فهو ما ابتكرته جمعية NSPCC الخيرية المعنية بالطفولة، والتي شاركت في هذه الاحتفالية عبر حملة (النجوم الصغيرة)، حيث تطلب من المتبرعين اخيتار إحدى النجمات المضيئة في الشارع وتكريسها (بينهم وبين أنفسهم) لمن يحبون، لقاء خمسة جنيهات إسترلينية، تذهب لصالح الأطفال المحرومين.