«السماء اليوم مُمطرة، الأسبوع الماضي كان صيفًا، هذا الأسبوع نحن في موسم الشتاء، في غضون أسبوعين مررنا بفصلين مختلفين»، بالنسبة لمعظم الناس في أوروبا هذا هو الحديث عن الطقس بكل يسر وسهولة، بينما سبّبت تلك التقلبات المناخية للموسيقي السوري «رائد جزبة» بعضًا من الذهول، فالطقس في ألمانيا بعيد كل البعد عن الفصول المتميزة في سوريا.
«رائد جزبة» مؤسس أوركسترا السوريين الفلهارمونية والذي يملك آلة الكونترباص البالغة من العمر 170 عامًا، الفرقة الموسيقية مؤلفة من العديد من أبناء سوريا الموسيقيين المحترفين، والذين فروا من دولتهم هربًا من الحروب، دافعهم الأكبر هو توحيد السوريين وتشكيل قوة ومصدر أمل دافعة لهم للبقاء، ووفقًا لشبكة البي بي سي في حديثها مع رائد، أنّه قدم إلى ألمانيا منذ عام 2013 في دعوى للعزف إلى برلين، ولم يستطع العودة إلى وطنه.
و قرّر مع أصدقائه بدء حياة جديدة في تلك الدولة، حينها أجرى اتصالاته مع زملائه وأصدقائه الباقين في أوروبا لتأسيس تلك الفرقة، وقد استغرق ذلك تسعة أشهر من الصبر والإصرار وجمع التبرعات، فكان أول حفل لأداء وعزف المجموعة عام 2015م، حيث كانت تضم ثلاثين فردًا من الموسيقيين السوريين، عشرون منهم مُقيمون في ألمانيا، بينما تضم المجموعة اليوم خمسة وستين عازفًا سوريًا محترفًا من جميع أنحاء دول أوروبا وأصبح مقرّها مدينة بريمن الألمانية.
تحدث جزبة عن الأوركسترا قائلًا: «هذه الأوركسترا لا تتمحور حول الجنسية السورية، بل حول الثقافة والحضارة السورية التي يفوق عمرها سبعة آلاف عام، لذا فإنّ الأمر إنساني بالدرجة الأولى، فنحن نحاول أنّ ننقذ ما نستطيع إنقاذه»، يُذكر أن مسقط رأس رائد جزبة هي مدينة حلب التي تقبع حاليًا تحت حصار الحرب، وقد كانت مصدر فن الموشحات الغنائية منذ 800 عامٍ مضت، ويُطلق عليها «عاصمة الموسيقى في الشرق الأوسط »، وهو ينحدر من عائلة موسيقية حيث والده وشقيقه وشقيقته من الموسيقيين، وهو واحدٌ من 366 ألف سوري وافد إلى ألمانيا، وفقًا للسجل المركزي للأجانب.