من الكثير من النساء يمررن بظروف نفسية قاسية بعد الولادة، لا تقتصر عليهنّ فحسب بل على أزواجهنّ أيضًا... عن ماهية هذه المشاكل وأسبابها وكيفية مواجهتها يتحدث لنا المستشار الأسري والتربوي محمد فتيحة.
المشاكل
1. قلق شديد وإرهاق لما استجد في حياتها من أمر جديد، وكذلك تغير ساعات نومها.
2. تغيير جذري في شهيتها بالزيادة أو النقصان وطبعًا البرمجة ستقوم بدورها. فهناك من ترى ضرورة الأكل؛ لأنها الآن بحاجة لزيادة اللبن لتغذية المولود، وهناك من تعالج حالات الحزن بالمبالغة في الأكل؛ هروبًا أو الإقلال من الأكل.
. 3. البكاء المستمر أو المتقطع.
4. تغير حالات تعاملها مع مولودها، فمرةً حب ورعاية، ومرةً خوف شديد وقد تصل لدرجة عدم رغبتها التعامل معه.
5. العزلة وقلة الكلام.
6. شرود الذهن والتشتت.
7. في بعض الحالات يصل للاكتئاب إلى تمني الموت أو الرغبة في الانتحار أو حتى الندم على قدوم المولود.
أمور يجب أخذ الحيطة منها
: 1. الخلافات الزوجية.
. 2. الوحدة وعدم وجود أم أو أخت أو جانب أنثوي يقدم لها الدعم والمساعدة وخاصةً من لديه خبرة في هذا الأمر.
. 3. عدم وجود الزوج لاعتبارات سفر أو انفصال أو وفاة.
4. بعض المشاكل الأخرى المتعلقة بصحة المرأة أو بالطفل، ولاسيما لو استدعي الأمر أن يكون الطفل بعيدًا عن الأم لفترة لاعتبارات صحية لحين تماثله للشفاء.
5. عدم وجود لبن كافٍ، أو عدم رغبة الطفل فيها.
6. الزوج ولاسيما الذي تعرف عنه زوجته أنه من النوع الذي له رغبة مستمرة في الحصول على علاقة حميمية بشكل مستمر.
كيف تخفف من وطأة هذه المرحلة على النفساء؟
1. وجود أحد أقارب المرأة النفساء، وخاصةً الأم أو الأخت سيساعدها كثيرًا، وسيعطي لها الأمان والدعم.
2. توفير من يقوم بمساعدتها في الأمور المنزلية، وخاصةً إذا كانت الزوجة من الشخصيات الدقيقة النظامية؛ حيث ستؤثر الفوضى سلبًا عليها.
3. أكبر وأهم دعم هو الزوج الذي يجب عليه أن يتفهم طبيعة هذه الفترة، ويقدم لها الدعم المعنوي، وكلمات الثناء والتشجيع واللمسات الحانية، وإبدائه الإعجاب بالمولود، وكم هو وسيم ورائع كوالدته، وأنه سيضيف بهجةً وسعادةً في البيت، وأن يطمئن زوجته أنّ صحتها أهم شيء، وأنّ دعواته الطيبة تلاحقها في كل وقت.
تدابير سريعة
يجب أن نعلم أنها فترة طبيعية تمر بها كل النساء، وأنّ الذي يساعد على تطويل مدة ألمها النفسي أو تقصيره هو قدر الدعم الذي يقدم من جانب الأسرة والزوج، وينصح حمد فتيحة إذا أصيبت الأم بنوبات بكاء شديدة مستمرة، أو راودها التفكير في الانتحار، أو دخلت في حالات اكتئاب وانطواء طويلة بأن يتم مراجعة طبيب نفسي، وأن تلتزم بالأدوية التي سيتم إقرارها.