عرض في مهرجان دبي السينمائي ضمن مسابقة المهر للأفلام القصيرة (الفئة الأولى) فيلمان عن القضية الفلسطينية الأول (عينيّ) للمخرج الفلسطيني أحمد صالح، والثاني فيلم (الببغاء) للمخرجين الأردنيين دارين سلام وأمجد الرشيد. وكلاهما بعرض أول في العالم.
يمتاز فيلم التحريك ستوب موشن (عيني) الحائز على جائزة الأوسكار فئة الطلبة للرسوم المتحركة، بأنه مأخوذ عن قصة حقيقية حدثت في الضفة قبل اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005) وتدور أحداثه حول طفلين بحلمٍ صغير يتمثل باقتناء عود من أحد المحال الموسيقية، تبدأ عملية جمع النقود ولكنها غير مجدية بتحصيل المبلغ المطلوب، وأثناء سيرهما بإحدى الأراضي يعثران على قطعة معدنية كبيرة مغمورة بالتراب، يتخيلانها ذات قيمة مادية كبيرة تساعدهما في شراء العود ومن المؤكد هي ليست كذلك.
ينفجر اللغم بهما فيخسر الأول يده اليمنى والثاني اليسرى، كما تنعطب العين اليمنى للأول واليسرى للثاني ولكنهما بالنهاية يحصلان على العود .
فيلم بموضوعه وعلى بساطته يحاكي أكبر القضايا البشرية " الطفل وموقعه في الحرب" إنه الضحية التي لا تستسلم مهما كان الثمن غالياً، الطفل الحالم باللعب والموسيقا والفرح في عالم المآسي والقنابل والويلات
استطاع المخرج بإحساسه الشفاف وفكرته العميقة ودمائه المتحركة عرض رسالة فكرية حسية بالغة التعبير خاصة بالمشهد الأخير لطفلين وهما يعزفان على عود واحد، كل منهما بما تبقى من أطرافه العليا، فيلم يستحق المشاهدة والاهتمام لمخرج بذل ما بوسعه لإيصال رؤياه التي شاهدها أمامه على أرض الواقع.
فيلم الببغاء
أما الفيلم الثاني "الببغاء" فيتحدث عن أسرة يهودية تونسية مكونة من الأب والأم والابنة، قدمت العائلة إلى حيفا في فلسطين عام 1948 كبقية يهود العالم لتستقر بما سمي "بالوطن القومي لليهود" لتقيم في منزل عائلة فلسطينية مسيحية كانت قد ترحلت على أمل العودة كبقية الفلسطينيين، ولكن هذه العائلة تركت وراءها ببغاء هو لوحده يعبر عن الذاكرة التي لا تنسى، ابنتهم التي أصرت على الاحتفاظ بالببغاء على الرغم من رفض أبيها وقبول وجوده بالنهاية على أمل أن تعلمه كلمات من ثقافتها، لنرى حصول العكس فالببغاء بدأ بالتأثير على الطفلة وتعليمها ثقافته الفلسطينية. وقد حاز الببغاء عام 2015 على جائزة مؤسسة روبيرت بوش عن فئة الفيلم الروائي القصير.
فيلم قدم أكثر قضية إشكالية عرفها عالمنا بقالب كوميدي أوضح فيه فكرة الحقيقة والزيف بلغة بسيطة جاءت على لسان ببغاء لا يخطئ التقييم ولا التقدير
كان الأداء فيه متفاوتاً ما بين تمثيل الأم (هند صبري) وبعض المغالاة في الأفعال بأداء الأب (أشرف برهوم).
بالنهاية ما زالت الأفلام الفلسطينية في فلسطين وبلاد الشتات تؤكد على فكرة واحدة ومباشرة "الحق" لربما أصبحت مجرد "كليشة" فكرية هي الأخرى ولكننا نلحظ يوماً تلو الآخر أن فكرنا بتعب الإنسان الفلسطيني من قضيته هو الكليشة وهذا ما تريه لنا العدسات الفلسطينية على الرغم من كل هذه السنين بتطوير أدواتها وغوصها في أدق التفاصيل ماضيةً كانت أم حاضرة.
فلسطين في عيون السينما في مهرجان دبي السينمائي
- ثقافة وفنون
- سيدتي - رهام جرماني
- 11 ديسمبر 2016