عرض في مهرجان دبي السينمائي ضمن مسابقة المهر الإماراتي للفيلم القصير (الفئة الثالثة) ثلاثة أفلام وهم فيلم (حيوان) وفيلم (ممسوس) وفيلم (روبيان)
فيلم حيوان- نايلة الخاجة
يتحدث فيلم (حيوان) للمخرجة نايلة الخاجة عن عائلة صغيرة مكونة من الأب الديكتاتور (محمد أحمد) والأم الأجنبية الخاضعة له والطفلة الصغيرة (دنيا عاصي) التي تعيش في دوامة من الرُهاب والعنف الأبوي، ليخفف عنها هذا الثقل أرنبها الذي تلعب معه، وطباخ العائلة (ابيجهيت بارواه) الذي يسمعها الموسيقى ويعلمها الرقص.
الأب بهيمنته المالية قادر على ممارسة أكثر الأفعال المرضية المهووسة بما يتخيله "قوة" يقوم بذبح الأرنب وتحضيره للعشاء وأثناء تناول الطعام يسأل ابنته عن رأيها بطعم أرنبها المطبوخ، الطفلة تبصق ما في فمها، وتدخل بحالة بكاء هستيري ينتهي بصرخة واحدة ومستمرة تبين لنا من هو الحيوان فعلياً. تميز بالفيلم صدق أداء الطفلة، بينما نلحظ عند الأب بعض المغالاة الدرامية في تجسيد سيكولوجيا شخصية الأب المختلة.
يستعرض فيلم حيوان السلطوية الذكورية في المجتمع العربي عموماً والخليجي خصوصاً إذ بتطرقه لقدرة المال على صناعة أب ديكتاتور خال من العاطفة، وقادر على تحطيم أقرب الناس إليه كعائلته لمجرد إشباع الأنا المتفاقمة لديه، وما هي الصرخة الأولى في حياتها والأخيرة في الفيلم إلا بداية للرفض الذي به ستحطم هذا السجن وتخرج منه.
فيلم مميوي- سذى مسعود
أما فيلم (ممسوس) فهو احتجاج من نوع آخر، إذ توثق لنا المخرجة (شذى مسعود) ثلاث حالات حقيقة لأشخاص يعانون من الاكتئاب الحاد المرتبط بنوبات الذعر، مستعرضة على لسانهم المسببات المختلفة لحالاتهم المرضية داخليةً كانت أم خارجية والمرتبطة بشكل مباشر مع الذات والمجتمع. فالشخصيات وعلى بساطة حضورها إلا أن أثرهم واضح عند المشاهد، فحالة التحرر من مفهوم الخجل أو العار من الذهاب للطبيب النفسي في مجتمع يربطه مباشرة بالجنون هي لوحدها قفزة كبيرة، وهذا توضحه لنا جميع شخوص الفيلم. إضافة إلى أن هذه الشخصيات ذات كفاءة علمية وخلفية ثقافية، ولعل الشخصية الملفتة هي الشابة المسرحية التي تقرأ سارتر وفوكو وتشاهد أفلام هيتشكوك وفيلليني.
بالتالي يهاجم فيلم ممسوس وعلى بساطته النظرة التقليدية للحالات الإنسانية الخاصة التي يعاني منها مرضى الاكتئاب والقلق في مجتمعاتنا الشرقية.
فيلم روبيان- ياسر النيادي
بينما ينقلنا فيلم (روبيان) للمخرج ياسر النيادي إلى أجواء عبثية تعيشها خمس شخصيات في ليلة واحدة، تتكشف لكل منها الرغبات الدفينة والأحاسيس المخنوقة لنرى في عمق كل شخصية الكثير من الحاجة في مناخ غير واقعي أقرب ما يكون للفنتازيا الكوميدية كتعبير عن الهروب الفعلي من الواقع الحقيقي المعاش، فالعروس وبليلة زفافها يعيدها زوجها لأهلها الذين كتبوا على الباب الخارجي لمنزلهم "البضاعة التي تؤخذ لا ترد ولا تستبدل" لتفترش الأرض وتنام، بينما العريس وأثناء طريقه لأهل عروسه، يتوقف عند إحدى محطات الوقود ويشرد بالنظر والخيالات مع إحدى الفتيات وهي تأكل البوظه.
فيلم صامت بدون أي كلمة تتكشف فيه المشاعر المكبوتة للشخصيات وكم الحرمان التي تعانيه، حاول المخرج أن يقدم في الفيلم أفكاره بطريقة سريالية ولكنها كانت أقرب للفنتازيا المضحكة المبكية المتشتتة أيضاً.