شكلت تقنية أطفال الأنابيب ثورة في عملية الحمل والإنجاب، والتي لازالت تتطور لتقديم الجديد والأفضل يومًا بعد يوم. لذلك التقينا بعدد من الخبراء والأطباء بمركز المساعدة على الحمل والإنجاب في مستشفى سعد التخصصي؛ لإطلاعنا على آخر المستجدات التي توصل إليها الطب الحديث في هذه التقنية.
قد يلجأ الزوجان إلى عيادة العقم وأطفال الأنابيب نتيجة عدم القدرة على الإنجاب، وبعد معرفة السبب الرئيس له وإمكانية العلاج أو المساعدة، كل حسب حالته، يبدأ التخصيب خارج الجسم (IVF)، والذي برأي الدكتور مصطفى حسين، اختصاصي أمراض نساء وولادة أطفال الأنابيب بالمستشفى صمم للحالات التالية:
- للسيدات اللاتي يعانين من مشاكل بقناتي فالوب المسؤولتين عن انتقال البويضات وتلقيحها بالحيوانات المنوية، والسبب انسداد بالقناتين، إما نتيجة التصاقات بالحوض بعد عمليات سابقة به؛ كاستئصال أورام ليفية على الرحم، أو بعد حمل سابق خارج الرحم، أو بسبب بعض أنواع الالتهابات التي قد تصيب الحوض والأنابيب.
- عدم قدرة الأهداب على التقاط البويضات؛ حتى تصل إلى مستقرها الأول للتلقيح بالحيوانات المنوية.
- قلة الحيوانات المنوية لدى الزوج، أو ضعف حركتها.
- زيادة في نسبة التشوهات، وقلة الحيوانات المنوية السليمة.
- ضعف التبويض، لدى المرأة، وارتفاع بنسبة هرمونات الغدة النخامية، أو التقدم نسبيًا بالعمر.
- سكر الدم، الذي يضعف في عضلات القذف عند الرجل ما يتسبب في ارتجاع للحيوانات المنوية إلى داخل المثانة.
- الأمراض المزمنة أو الوراثية.
ولكن! ينتظر اختصاصي هذا المجال إجراء أي تطبيق حتى يستوفي كل من الزوجين الفترة المتاحة لهما للحمل طبيعيًا، وقد تصل إلى 18 شهرًا، ثم تبدأ رحلة أطفال الأنابيب التي تتكون من ثلاث محطات رئيسة وهي:
المحطة الأولى: رحلة الزوجة
تلخص الدكتورة سهام العاكوم استشارية المساعدة على الحمل والإنجاب بمستشفى سعد التخصصي مراحل تجهيز الزوجة لعملية أطفال الأنابيب في:
1 - السيطرة على عمل المبيض، ويتم ذلك بواسطة حقن طبية خاصة، ابتداء من اليوم الـ21 من الدورة الشهرية من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
2 - تحفيز المبيض، بواسطة حقن هرمونية منشطة من نوع آخر، مع الاستمرار بأخذ الحقن للسيطرة عليه، على أن يستمر تعاطي النوعين من الحقن لفترة معدلها من 10 إلى 12 يومًا.
3 - متابعة نمو البويضات؛ للتأكد من استجابة مبيض الزوجة للحقن الهرموني.
4 - إعطاء هرمون خاص بالإنضاج النهائي للبويضات عن طريق حقنة في العضل، تؤخذ في الليل قبل 34 – 38 ساعة من سحب البويضة.
5 - سحب وجمع البويضات في مختبر المركز بواسطة أجهزة خاصة.
المحطة الثانية: رحلة الزوج
يشير الدكتور مصطفى حسين إلى أنّ هذه المرحلة، التي تتم غالبًا بطريقة بسيطة قد تواجهها صعوبات مثل: جمع الحيوانات المنوية جراحيًا تحت مخدر عام أو موضعي، ويضيف: «في حالات القذف العكسي يتم تنظيف المثانة ووضع محلول طبي خاص بها، وبعد عملية الاستمناء، يفرغ الزوج محتويات المثانة في أنبوب اختبار؛ ليتم تحليله لفصل الحيوانات المنوية، لاستخدامها في حقن البويضة.
المحطة الثالثة: خطوات التنفيذ
_ مختبر التخصيب، وهنا يتم حقن حيوان منوي واحد داخل البويضة تحت المجهر (تقنية الحقن المجهري)، وبعد مرور 17 – 18 ساعة من تلقيح البويضة يبدأ البحث عن أدلة حدوث الإخصاب، والذي عادة ما يتم فيها تخصيب حوالي 80 % من البويضات.
كما يوضح عبد الصمد الشيخ اختصاصي الأجنة ومدير مختبر أطفال الأنابيب بمستشفى سعد التخصصي.
_ نقل الأجنة، ويتم ذلك باستخدام أحدث أجهزة الليزر، وتنقل الأجنة إلى الرحم بعد يومين أو ثلاثة أيام من إجراء الخطوات السابقة؛ حيث يقوم الطبيب بتمرير أنبوب لين ودقيق من عنق الرحم وإيداع أفضل الأجنة داخله، ثم يعطى الدعم الهرموني لتثبيت الحمل، بعد أسبوعين من نقل الأجنة، ويتابع الحمل حتى ولادة الطفل.
تحت السيطرة
هناك عدة مضاعفات متوقع حدوثها مع الزوجة، كما كشف الدكتور مصطفى حسين وهي:
1. تقلّب المزاج، وتورم بالثدي، احمرار أو كدمات في موضع الحقن، مع شعور بثقل خفيف في منطقة الحوض.
2. انتفاخ بالمبايض يصاحبه ألم وتجمع للسوائل في البطن وحول الرئتين، والرغبة في القيء والغثيان، وضيق في التنفس؛ مما يستدعي التنويم بالمستشفى، وتحدث عند 2% من النساء الخاضعات لهذه العملية، وتتلاشى تدريجيًا بالعلاج، وفي قليل من الحالات قد تتوقف دورة العلاج كليــًا.
3. الحمل بتوأمين أو ثلاثة بنسبة 25 % من حالات الإخصاب.
4. الحمل خارج الرحم، إلا أنها حالات نادرة الحدوث.
أحدث التقنيات
1. جهاز الحقن المجهري المطور حديثًا، ما يسمح بحقن الحيوانات المنوية بصورة متقنة داخل البويضات، وهذا يساعد الحالات التي تعاني من ضعف بالحيوانات المنوية أو عدم وجود حيوانات منوية أصلاً.
2. جهاز تقشير الأجنة بالليزر، والذي يساعدها على الثبات ببطانة الرحم، وهذه التقنية تحمل العديد من المزايا، نلخصها في التالي:
أ - تكشف الزيادة في سماكة الغشاء الخارجي للجنين.
ب- تساعد على تثبيت تجربة الحمل.
ت - تنقل الأجنة التي قد تم تجميدها من محاولات سابقة.
ث - تؤخذ (خزعة) خلية في الجنين ليتم فحصه وراثيًا قبل نقله؛ لتجنب: أمراض الدم كالأنيميا المنجلية، أو الهيموفيليا، أو الثلاسيميا.
ج- كذلك تستخدم للحالات التي تعاني من إجهاض متكرر مع تحديد السبب الوراثي وراء هذا.