فحص للدم يسمح للأطباء بتحديد علامات الإصابة بسرطان الرئة قبل 5 سنوات من ظهور المرض. ويعتبر سرطان الرئة في الدرجة الرابعة بين الأكثر شيوعاً من أنواع السرطان الأخرى، بعد سرطان البروستات والثدي والقولون. ويأتي في الدرجة الأولى من حيث عدد الوفيات.
حسب الأبحاث، فإن وجود سرطان الرئة كامناً، وإن لم يُكتشف أو يظهر سريرياً، يؤدّي إلى أن يُنتج الجسم أجساماً مضادّة للدفاع عن نفسه، ما يمثل استجابة لبروتينات الخلايا السرطانية.
"أثناء التحليل يمكن قياس ما إذا كان الشخص لديه هذه الأجسام المضادّة في الدم. وبالتالي، يمكن للأطباء تحديد ما إذا كان سوف يستفيد من الأشعة المقطعية"، يقول د. ستيوارت شيمبري، المحاضر في جامعة دوندي، والباحث الرئيسيّ المشارك في هذه الدراسة التي أجريت في اسكتلندا.
وقد شملت الدراسة 12 ألف شخص ناضج من الفئة العمرية بين 50 - 75 عاماً من المعرّضين إلى خطر الإصابة بسرطان الرئة بسبب التدخين لمدة 20 عاماً أو أكثر، أو لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بمرض السرطان. ومن بين هؤلاء، خضع 6000 شخص إلى فحص الدم لاكتشاف وجود الأجسام المضادّة المشار إليها، وتلقّى 6000 التشخيص والرعاية الاعتيادية.
فحص لاكتشاف سرطان الرئة في مرحلة مبكرة
قدّمت النتائج الأولية للدراسة في 9 ديسمبر أثناء انعقاد المؤتمر الشتوي للجمعية البريطانية لأمراض الصدر، فأثبتت أنّ واحداً من بين 10 أشخاص ممن خضعوا لاختبار الدم أشارت نتائج فحوصاته إلى وجود الأجسام المضادّة. ثم خضع هؤلاء الأشخاص إلى الصور الشعاعية والمقطعية للبحث عن إشارات مرض سرطان الرئة. وحتى هذا التاريخ، تمَّ تشخيص 8 حالات بأنها مصابة بسرطان الرئة. وكان ثلاثة أرباع هذا العدد في مرحلة مبكرة من الإصابة بالمرض. ويقول مؤلف البحث: "نحن نعتقد أن هذا الاختبار قد يساعد على اكتشاف سرطان الرئة في مراحله المبكرة وبالتالي تكون فرص نجاح المعالجة أفضل".
مزيد من الدراسات
برغم أنَّ هذه النتائج مشجعة، يبقى من السابق لأوانه القول ما إذا كانت الدراسة سوف تغيّر الممارسة السريرية، لأنَّ النتائج النهائية لن تكون متاحة على الفور. وسوف تشمل الدراسة التالية متطوّعين على مدى سنتين لتحديد ما إذا كان هذا الاختبار يمكن أن يخفف حالة المرضى الذين يعانون من حالات متقدّمة من مرض سرطان الرئة (في المرحلة الثالثة أو الرابعة) مقارنة بالرعاية الطبية الروتينية.