يتعرَّض الطلاب في فترة الاختبارات لبعض المواقف، التي قد تعرِّضهم للإحراج؛ نظرًا لكثرة التوترات وأجواء القلق، التي تعتريهم بسبب الاختبارات، التي غالبًا ما تدل على انتهاء مرحلة والانتقال إلى التي تليها، شرط اجتياز الحاليَّة بنجاح.
بعض الطلاب شاركونا بتجاربهم المحرجة والمضحكة، التي تعرَّضوا لها خلال مشوارهم الدِّراسي.
أصوات محرجة في قاعة الامتحان
بداية حكت (خديجة. ر)، 24 عامًا، طالبة بقسم الاقتصاد، جامعة الملك عبدالعزيز بجدَّة، قصتها وهي تضحك قائلة: «كانت القاعة هادئة، والجميع منشغل ومركِّز في ورقة إجابته، وأنا كذلك، قبل أن تصدر معدتي تلك الأصوات المسموعة لدى الجميع، فاتجهت أنظارهم صوبي، ما أشعرني بالحرج الشديد، متمنية لو باستطاعتي قطع الامتحان؛ لكي أوضح لهم أنَّ سبب تلك الأصوات الصادرة عن معدتي هو كونها فارغة من الطعام، أو بسبب توترات الامتحان، أو لاحتباس الغازات بها، لا ما تبادر إلى أذهان زميلاتي».
ضحكات هستيريَّة
أما الطالبة بسمة محمد، 24 عامًا، فقالت إنَّها تعرَّضت لموقف مضحك ومحرج في أحد الأيام، عندما دخلت إلى قاعة الاختبار بعد المراجعة السريعة للمنهج، لتفاجأ بعد توزيع أوراق الامتحان على الطالبات بأنَّ الأسئلة مطابقة تمامًا لما راجعته قبل دخولها القاعة، وأضافت: «لم أتمالك نفسي، حيث انتابتني نوبة ضحك، لدرجة أنَّ جميع من في القاعة من طالبات ومشرفات أصبحن يضحكن أيضًا؛ بسبب ضحكي غير المبرر بالنسبة لهنَّ».
وحيدًا في قاعة الامتحان
وحكى لنا طالب طب الطوارئ، عادل علي الشاعر، 22 عامًا، الموقف الذي تعرَّض له، فقال: «في يوم من الأيام، وعندما كنت طالبًا بالصف الثاني الثانوي، عدت إلى المنزل وأنا مرهق من الاختبار، فقرَّرت أخذ قسط من الراحة فغفوت، وعندما استيقظت فجعت ونهضت مسرعًا لأذهب إلى الامتحان الآخر؛ حتى لا يضيع عليَّ، لأكتشف بعد أن وصلت بأنَّه قد تم تأجيل الامتحان بسبب السيول التي اجتاحت مدينة جدَّة آنذاك، وأنَّه قد تم إبلاغ الطلاب من قبل المسؤولين بقرار التأجيل برسالة على هواتفهم الخلوية، إلا أنَّني لم أقم بفتح هاتفي؛ لأنني كنت أغط في نوم عميق ليلا ولاستعجالي صباحًا».
الكتاب الخاطئ
أما حسنة يعقوب، 20 عامًا، طالبة سنة تحضيريَّة بجامعة الملك عبدالعزيز، فقالت: «قبل بدء فترة الامتحانات، وأثناء مذاكرتي، قمت بختم والانتهاء من أكثر من فصلين من مادَّة الحاسب الآلي، وقبل أن أكمل، اكتشفت عن طريق الصدفة أنَّني أذاكر الكتاب الخطأ، حيث تم تغيير الطبعة، بينما أنا ذاكرت من طبعة قديمة تختلف في محتواها عن الجديدة بشكل كبير، هنا قررت الصمت وعدم إخبار أهلي؛ تفاديًا للتوبيخ واتهامي بالإهمال، خصوصًا أنَّ الامتحانات على الأبواب، حينها قرَّرت أن أعتمد على نفسي، فوجدت مخرجًا ولله الحمد، فدخلت بعدها إلى نظام black board الذي تقوم المحاضرات من خلاله بشرح الدروس للطالبات، مع توفر خاصيَّة الحفظ للمحاضرات، وهكذا نجوت.
الرأي النفسي
يخبرنا الدكتور خالد الجنيدي، استشاري صحة نفسيَّة، ومختص في العلاج التكميلي وجلسات الاسترخاء وعلاج الأمراض النفسيَّة والعضويَّة المزمنة والخبيثة، عن السبب في وقوع أحداث محرجة ومواقف مضحكة للطلاب خلال فترة الامتحانات بالتحديد، فيقول: «هناك ثلاثة أنواع للذاكرة الموجودة في عقل الإنسان، وهي كالتالي: (الذاكرة الحسيَّة والذاكرة القصيرة المدى والذاكرة الطويلة المدى). فبعض طلابنا لا يقوم بالاستذكار إلا قبيل الامتحانات بفترة قصيرة، فتخزن بذلك المعلومات في الذاكرة قصيرة المدى، وما يحدث للعقل هو أنَّ الذاكرة طويلة المدى تعطي بعض الإشارات للذاكرة قصيرة المدى التي تفيد بأنَّ المعلومات التي تم تلقيها لم تصل إلى طويلة المدى، فيحدث للطالب خوف وارتباك، حينها يبحث الطالب عن حل سريع ويقوم بملء الذاكرة قصيرة المدى بمعلومات أكبر من استيعابها في وقت قصير، ما يجعلها لا تستوعب المادة بشكل جيِّد، كما يعرض معلوماته للفقد والنسيان، فيأتي وقت الامتحان ليجد الطالب نفسه منهكًا؛ بسبب تقصيره في الاستذكار، بجانب سوء التغذية وعدم النوم لإراحة الدماغ؛ استعدادًا للامتحان الذي يعتبر مجرد تحصيل لما تلقاه من معلومات طوال الفصل الدراسي. لذا يجب على الطالب الالتزام منذ أول يوم دراسي؛ لحفظ وتخزين المعلومات في الذاكرة طويلة المدى لا القصيرة».