كثيرون من الأفراد في عالمنا العربي يقرّون ويدركون بوجود مهنة «الذّواق» للطعام، وأصبحت هذه الوظيفة في الدول المتقدمة توازي مهنة «الشيف»؛ حيث وُجد لها اتحاد عالمي ينتشر في أكثر من 40 دولة، وتحرص المطاعم العالمية الراقية على جذب الذوّاقين إليها؛ لكسب المزيد من الزبائن، ولكن هل سمعتم عن وظيفة «تذوق الماء»؟!
الشاب التركي «علي جان أقدمير» الذي يبلغ من العمر 28عامًا، يعمل «ذواقًا للماء»، وهي مهنة فريدة من نوعها، ولا يمارسها سوى 120 شخصًا في العالم؛ حيث يقوم أقدمير بتصنيف المياه حسب طعمها ومكوناتها المعدنية، وذكر الشاب التركي لوكالة الأخبار التركية «الأناضول» أنّ اهتمامه بالتذوق يعود إلى مرحلة طفولته، حينما كان يحب تذوق نكهات متعددة للأطعمة، وما يخص المياه؛ فهو يعود إلى عامين ونصف من الآن؛ حيث شارك في دورة لتذوق المياه في أكاديمية «دويمنيس» في مدينة ميونيخ الألمانية، وبعدها بدأ العمل في تذوق المياه وتصنيفها وتحديد نوعية المياه التي تتناسب مع المأكولات أو المشروبات؛ فهو أول ممارس لهذه المهنة في تركيا.
كما قام أقدمير بإعداد فهرس بأنواع المياه المتوفرة في تركيا، وذكر أنّ المياه في تركيا قليلة؛ حيث لا تتجاوز عشرة أنواع، بينما في الولايات المتحدة الأمريكية 50 نوعًا من المياه، وفي ألمانيا ما يزيد عن 500 نوع!، ونوّه «أقدمير» بأنّ المطاعم الراقية في أوروبا، تقوم بتوظيف متذوقين للماء، ويُطلق عليهم لقب «فاين دينيغ»؛ حيث يقوم هؤلاء بتقديم الماء للزبون حسب عمره وجنسه والطعام والشراب الذي يطلبه، كما ذكر أنّ الماء يُقدم في تلك المطاعم وفقًا للمأكولات التي يتم تحضيرها، بهدف أن يحصل الزبون على أفضل وأجود نكهة في الطعام والشراب.
وأشار إلى أنّ الماء يُشكّل 95 إلى 99% من مكونات الشاي أو القهوة، وقد أدرك ذلك مُعدّو تلك المشروبات فبدأوا باستخدام أنواع مختلفة من المياه حسب درجات الحرارة، وأخيرًا أوصى «أقدمير» بشرب المياه التي تحتوي على المعادن؛ لأنها مغذية، وعلى الأفراد الذين يتبعون حمية غذائية، استهلاك الحد الأدنى من تلك المياه، كذلك الأطفال يُنصح بتناولهم مياه ذات محتوى منخفض المعادن، كما أوصى بشرب المياه التي تحتوي على الكالسيوم؛ كونها مفيدة للعظام، والمياه ذات الماغنسيوم العالي لمن يعانون من أمراض القلب والجهاز العصبي، ولتسهيل عملية الهضم، شرب المياه التي تحتوي على كبريتات الصوديوم، وللجمال، تناول مياه تحتوي على نسبة عالية من السيليكون.