اكتسح الفضول نفوس كافة أبناء الشعب السعودي من كبيرهم إلى صغيرهم لمعرفة حقيقة رواية لم تُقل، ولكن روج لها إعلانياً لتصبح حديث المجتمع، مطالبين بمعرفة "السالفة" التي تم الترويج عنها للبيع عبر أحد مواقع الإعلانات المبوبة إلكترونياً، والذي عرض به شاب "سالفة للبيع" لأعلى سعر يعرض عليه، وحتى هذه اللحظة مازال الكثيرون يبحثون خلف الشاب على أمل معرفة أسرار السالفة الخفية التي يصل الأمر لبيعها.
"سيِّدتي" تكشف حقيقة التفاصيل كاملة ولأول مرة عن لغز "سالفة للبيع" التي أشغلت المجتمع السعودي.
السبب آلة قهوة
كشف الشاب العشريني زايد سويلم الرميش، خريج قسم اللغات والترجمة، وحاصل على دبلوم في اللغة من ساوثهامبتون في جنوب بريطانيا، ويقيم في منطقة تبوك، عن حقيقة بداية الأمر قائلاً: الموضوع كله بدأ من عشقي للقهوة، فأنا من الناس الذين يعشقون القهوة، ولكي أحصل عليها أذهب إلى مكان بعيد عن منزلي لشرائها من "كوفي شوب"، لذا قررت أن أشتري ماكينة القهوة التي يمتلكها المحل، وبعد معرفة ماركة آلة القهوة، بحثت عن المكان الذي يمكن أن أجدها فيه، وأثناء البحث على "جوجل"، صادفت موقعاً إعلانياً تجارياً يعرض آلة القهوة من قبل أحد الأعضاء، وكان يتوجب علي التسجيل في الموقع للتواصل مع صاحب الآلة لشرائها، وبالفعل تم التسجيل، ومثلي مثل أي شخص بدأت أفاصل حتى اشتريت آلة القهوة، وبتحويل الحساب للبائع، انتهى الأمر إلى هنا.
إعلان "سالفة للبيع"
قبل خروجي من الموقع، قلت لنفسي: لماذا أخرج ولا أترك "بصمة تعبر عني" طالما سجلت به ولا يكون خروجي عادياً؟ تصفحت ووجدت الجميع يبيع أغراضاً حسية من ثلاجات وشقق وسيارات، فقررت أن أروج لشيء جديد ومختلف غير متواجد مطلقاً في إعلانات البيع، فأطلقت إعلان "سالفة للبيع"، والذي تضمن التالي: "سالفة للبيع ما أحد يعرفها ومشوقة، ومدتها 8 دقائق، ومضحكة جداً، ومناسبة لجميع الطبقات بدايتها قديمة ونهايتها جديدة، الرسوم50 ريالاً، الرجاء عدم بخس السالفة".
وصل سعر السالفة إلى800 ريال
وأضاف زايد: أحببت من خلال الإعلان أن أشاهد ردود فعل الناس، ولم أتوقع أن بمرور ثلاث دقائق فقط على الإعلان انهالت الاتصالات عليّ من السعودية والخليج، وزاد عدد المتابعين عبر "السوشيال ميديا"، وجميعهم يطالبون بمعرفة السالفة حتى وصل ثمنها إلى 800 ريال، ووجدت الشهرة بسببها بصورة كبرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وما نشر عن لساني أن النساء أكثر المتصلات غير صحيح، بل جاءتني الاتصالات من الجميع، ووصل عددها إلى مئات الاتصالات اليومية التي مازالت مستمرة حتى الآن، وقال: اليوم في الساعة السادسة صباحاً وصلني اتصال لبيعها بمئات الريالات، وكان مبرري لإنهاء الأمر "تم بيعها".
ما هي الـسالفة؟
وعن سر السالفة وما هي؟ قال: أنا سوالفي كثيرة، ويمكن أن أعطيهم سالفة وآخذ المبلغ، ولكن لا أرغب في ذلك، ولم أقم ببيع السالفة كما اعتقد الكثيرون وكما ذكرت للبعض؛ لأن البداية كانت مجرد دعابة، وليست بيعاً وشراء، مضيفاً: أنا بالفعل قادر على أن أقدم بالفعل سالفة قوية، ولكن المقصد من الأمر والإعلان هو الدعابة، "ولا توجد سالفة بعينها"، ومن يريد السوالف مازال لدي الكثير ودون مقابل.
أغرب ردود الأفعال عن "السالفة"
عن ما صادفه زايد من أغرب ردود الأفعال التي صدمته، قال: هناك فئة قليلة أدخلت الدعابة في إطار السياسة، وألصقها آخرون بالمسيح الدجال وقاموا بترجمتها بصورة مختلفة وغريبة لا تمت للواقع بصلة، وهناك من اتهمني بحاجتي للمال ليصل بي الأمر لبيع "السوالف"، والبعض أخذها بجدية بصورة مبالغة، في حين أن الأمر لم يخرج عن نطاق الدعابة ومحاولة اكتشاف بعض أفكار وعينات أفراد المجتمع وكيفية ترجمتهم للأمور.
"السوشيال ميديا" هدفي
وأضاف الشاب "السولفجي" كما أطلق على نفسه: أطمح للشهرة على "السوشيال ميديا"، وأنا بدأت بشيء لم يضر أحداً ولا يسيء لي على عكس بعض الطامحين للشهرة من الشباب الذين يبدأون بتقليد النساء والأمهات لحصد الإعجاب والطرافة، أنا بدأت بأمر بسيط ومزحة خفيفة، وسوف أطورها لتقدم شيئاً هادفاً فيما بعد من خلال استغلال السوالف لسرد النصائح ومناقشة أمور المجتمع في قالب طريف قصير من خلال قصص حقيقية من أشخاص واقعيين يسردونها لي وأنا أسردها للجمهور على أن تكون قصيرة وطريفة ومفيدة للجميع.