في تمام الخامسة مساء ولمدة ساعة كاملة بتوقيت القاهرة فوجئنا بازدحام بأحد شوارع حي الدقي الراقي وبالعشرات الذين يصطفون أمام أحد مطاعم للكبدة والشاورما وبسؤال المارة اكتشفنا أن المطعم يقدم ساندوتشات وشطائر الكبدة والسجق والشاورما للراغبين مجانًا خلال تلك الفترة الزمنية.
المبادرة التي قام بها ملاك وأصحاب المطعم لاقت إعجاب المصريين، وعرض عدد كبير من رجال الأعمال المشاركة فيها، فيما تبرعت المطربة شيرين عبدالوهاب بربع مليون جنيه «13 ألف دولار» للمطعم كما تبرع الإعلامي عمرو أديب أيضًا، وعرض رجل أعمال مصري التبرع بقيمة الوجبات المجانية لعدة أيام، فيما عرض رجل أعمال آخر التبرع بقيمة الوجبات لفترة قد تصل لمدة عام.
120 شابا وفتاة
هذه اللفتة كانت حديث العاصمة، فيما قال محمود حسين صاحب المبادرة وأحد ملاك المطعم: قمت بإنشاء مراكز لتعليم اللغة الإنجليزية وكنت أخصص خلالها بعض الدورات المجانية، وفكرت في القيام بمشروع موازٍ له، واتفقت مع 120 شابًا وفتاة على افتتاح مطعم مجهز لبيع سندوتشات الكبدة والشاورما والسجق، وبالفعل رحب الجميع بالفكرة».
بالفعل تم افتتاح المطعم في أرقى مناطق الجيزة وساهم محمود بنسبة 50 %من رأسمال المشروع.
أغلب الشباب المساهمين في المشروع يعملون بأنفسهم في تجهيز الوجبات والساندوتشات ويضيف محمود قائلاً: «استعنا بطباخين ماهرين لاستقطاب الزبائن، وعندما استقر الأمر ووقف المشروع على قدميه طرحت المبادرة عليهم وهي تخصيص ساعة مجانية لتقديم ساندوتشات للفقراء والمحتاجين حتى ننعم برضا الله وبركته ووافقوا جميعًا بلا تردد وبدأنا التنفيذ منذ شهر ونصف، وسنستمر حتى آخر العمر».
مهن متواضعة
أغلب الذين يفدون إلى المطعم لتناول الوجبات المجانية من العاملين بمهن متواضعة في المنطقة، والمارين في الشوارع مثل ماسحي الأحذية ومسؤولي الجراجات والباعة الجائلين والأطفال الذين يبيعون المناديل والحد الأقصى المسموح به في الوجبة الواحدة يعادل 20 جنيهًا مصريًا وهي تكفي لشراء 6 ساندوتشات كبدة وسجق أو ساندوتشين شاورما ومعهم ساندوتش كبدة أو سجق، يتابع مدير المطعم: «سعر ساندوتش الشاورما يبلغ 8 جنيهات وسعر ساندوتش الكبدة 3 جنيهات والسجق 3 جنيهات».
قرر أصحاب المبادرة تمديد الساعة المجانية لتصبح ساعتين يوميًا منها ساعة داخل المطعم وساعة أخرى خارجه وخلال الساعة الخارجية سيقوم عمال وموظفو المطعم بالمرور بعربات محملة بالسندوتشات في الشوارع المجاورة لتوزيعها على المحتاجين والراغبين.
وعن عدد الفقراء والمحتاجين المسموح لهم بتناول الوجبات المجانية قال محمود لا يوجد حد أقصى نحن جاهزون لاستقبال أي عدد مهما كان كبيرًا.
