لا زالت كلية الزراعة في الوطن العربي تمثّل لغزاً غير مفهوم، حيث أن نخبة من نجوم الدراما والسينما العرب تخرّجوا عبر أقسامها ولم يتخرّجوا من كليات الفنون، حتى سرت هناك طرفة في الوسط الفني أنه إذا أردت أن يكون ابنك فناناً كوميدياً كل ما عليك هو إرساله إلى كلية الزراعة، وهي ستتولّى المهمّة باقتدار.
وفي هذا التقرير نستعرض عدداً من النجوم العرب الذين جمعتهم نفس الكلية، ولكنهم عند تخرّجهم تخصّصوا في رسم الابتسامة على شفاه المشاهدين..
عادل إمام
يطلق عليه محبّوه لقب «الزعيم»، التحق بكلية الزراعة عام 1958، ويقول إمام: «تخرّجت من الكلية ممثلاً زراعياً بدلاً من أن أكون مهندساً زراعياً، معتبراً أن المهنة التي سيحبّها الإنسان ستحبه». ولفت إلى أن الفنان عبدالمنعم مدبولي قدّمه عندما كان طالباً للعمل في إحدى المسرحيات من خلال دور قصير، وكانت تحمل المسرحية اسم «السكرتير الفني»، كما قدّم مسرحية في العام 1962 بعنوان «أنا وهو وهي»، وعرفه الجمهور في دور بطولة في السبعينات من القرن الماضي من خلال فيلم «البحث عن فضيحة».
النجم الكبير اتّجه في السنوات الأخيرة إلى تكريس حضوره في الدراما، وقدّم عدداً من الأعمال التي تصدّرت المشهد، وله مشاركة في مسلسل إذاعي بعنوان «أرجوك لا تفهمني بسرعة» مع الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، وكان ذلك عام 1973.
محمود عبد العزيز
الفنان محمود عبد العزيز رحل عنا في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ولم ترحل أو تتوقّف أخباره ومواقفه، وذلك للأثر البالغ الذي تركه في نفوس الناس الذين لقّبوه بـ«الساحر»، محمود خرّيج كلية الزراعة في جامعة الإسكندرية، وهو حاصل على درجة البكالوريوس والماجستير في تخصّص «تربية النحل»، وكان يمارس النشاط الفني عبر مسرح الكلية. وفي بداية السبعينات ظهر لأول مرّة عبر الشاشة في مسلسل «الدوّامة»، أما في السينما فكان أول فيلم له هو «الحفيد»، ولم ينتظر طويلاً ذلك الشاب الذي فرّ إلى الشهرة هارباً من لدغات النحل حتى نال دور بطولة في عام 1975 من خلال فيلم «حتى آخر العمر»، وأشهر أعماله كان مسلسل «رأفت الهجان»، وتمّ عرضه في 3 أجزاء.
صلاح السعدني
درس في كلية الزراعة، وزامل الفنان عادل إمام، وشكّل معه ثنائياً أيام الدراسة، لم ينجح كثيراً في السينما، ومع ذلك قدّم حوالي 49 فيلماً سينمائياً، إلا أنه عبر شاشة الدراما حقّق شهرة ذائعة الصيت بدور «العمدة سليمان» في مسلسل «ليالي الحلمية»، وارتبط دائماً بالأدوار الريفية التي يتقنها، وله أدوار لا تنسى في أعمال «حسن أرابيسك» و«رجل في زمن العولمة»، وله كاريزما لافتة عند الظهور على الشاشة.
السعدني اليوم يعتزل الحياة الفنية والاجتماعية، ويعيش منزوياً عن الإعلام والصخب بصحبة أسرته وأحفاده، وما بين فترة وأخرى تطلق إشاعات حول وفاته، ويضطرّ ابنه الممثل أحمد السعدني لنفيها في كل مرة. وفي آخر ظهور له بدا أنه يعاني كثيراً من المرض، هذه العزلة التي يعيشها أكّد فيها للمقرّبين منه أنه حزين على رحيل عدد من رفقاء مشواره الفني أحدهم الفنان نور الشريف، السعدني بعد المجد الذي ناله لا يفكّر في العودة إلى الدراما في الوقت القريب على أقل تقدير.
ناصر القصبي
هو أشهر نجوم الكوميديا في الخليج، وعرفه الجمهور العربي عبر مسلسل «طاش ما طاش»، درس في كلية الزراعة، وعبر المسرح الجامعي في جامعة الملك سعود في الرياض بدأ حياته الفنية. وفي مطلع الثمانينات، شارك في المسلسل البدوي «عيون ترقب الزمن» بصحبة نخبة من نجوم الدراما السورية، وفي العام 1985 وطّد علاقته بالجمهور السعودي من خلال المسلسل الشهير «عودة عصويد» مع النجوم محمد العلي ـ رحمه الله ـ ومحمد الطويان وراشد الشمراني، وشكّل القصبي مع رفيق دربه الفنان عبدالله السدحان ثنائياً امتدّ لسنوات، إلا أن الانفصال كان مصيره قبل حوالي 5 أعوام.
القصبي الذي يعدّ من أثرى فناني الدراما الخليجية وأغلاهم أجراً يملك شركة إنتاج فنية. وتمّ تكريمه مؤخراً من قبل الجمعية الأميركية للإعلام الخارجي، وهو متزوّج من الروائية بدرية البشر، ولديه 3 أبناء، هم: راكان، ومهند، وهالة.
عبدالله السدحان
درس في كلية الزراعة، وبعد تخرّجه عمل لفترة بسيطة في البنك الزراعي قبل أن يستقيل ويتّجه لاحتراف الفن الذي يجري منه مجرى الدم. قدّمه للمرّة الأولى الفنان الراحل محمد العلي، ودعم موهبته المخرج السعودي سعد الفريح، وأعطاه دوراً تمثيلياً في عام 1977، صقل مسرح جامعة الملك سعود موهبته، حيث كان يقدّم على المسرح أعمالاً ذات قيمة عالية، مثل: مسرحيات شكسبير، وبودلير، وروائع الأدب العالمي. وبعد المسرح الجامعي اتّجه إلى جمعية الثقافة والفنون، ثم اتجه إلى التلفزيون السعودي، حيث تم تصنيفه كممثل أول، وعلى صعيد الدراما كان مسلسل «عيون ترقب الزمن» هو أول ظهور رسمي له على الشاشة، وبداية من العام 2012 قدّم أول عمل له بعد الانفصال عن رفيقه ناصر القصبي، وحمل اسم «طالع نازل»، وذلك بعد 18 عاماً من تقديم مسلسل «طاش ما طاش»، ويعتبر السدحان الاسم الأول الذي يراهن عليه التلفزيون في إنتاجه الرمضاني في الأعوام الأخيرة، ومن المحطات المهمة في مسيرته تصنيفه ضمن 43 شخصية مؤثّرة في الوطن العربي من قبل مجلة «نيوز ويك».
طارق الحربي
هو من نجوم الجيل الجديد، حيث استطاع أن يشقّ طريقه سريعاً صوب النجومية، ويقول طارق الذي تخرّج من كلية الزراعة في جامعة الملك سعود لـ«سيدتي»: بدأت علاقتي مع الفن بالصدفة، حيث ذهبت للمسرح الجامعي، وأبلغت بأنني أرغب في التمثيل، واستمررت خلال دراستي الجامعية التي بدأت عام 1999، وقدّمت 18 مسرحية، 7 منها مع الأستاذ نايف خلف، والذي أسّسنا تأسيساً جيداً، بعدها خارج أسوار الجامعة مثّلت في برنامج «سلامتك».
وبيّن الحربي أن أول عمل ظهر فيه كان اسمه «المشهد الأخير» من إنتاج وبطولة مشعل المطيري، بعده بعامين ظهر في «طاش ما طاش» كومبارساً، وفي السنة الثالثة حصل على دور بطولة. كما قدم الحربي برنامج «حروف وألوف» في رمضان الفائت بديلاً عن مقدمه محمد الشهري والحربي يقدّم برنامجاً آخر اسمه «العارضة»، وترك مؤخراً عمله في القطاع الخاص للتفرّغ للفن..
سمير غانم
حصل على بكالوريوس زراعة من جامعة الإسكندرية، بدأ نشاطه الفني عام 1963 من خلال فرقة «ثلاثي أضواء المسرح» التي ذاع صيتها في الخمسينات والستينات مع الممثلين جورج سيدهم والضيف أحمد، إلا أن رحيل الأخير مطلع السبعينات دفع الفرقة التي كانت تقدّم لوحات فنية إلى التوقّف. ثم اتّجه مع جورج سيدهم إلى السينما والمسرح. كان والده يتمنى أن يتخرّج ضابط شرطة، ولكنه لم يوفّق في ذلك، واتجه إلى كلية الزراعة. وعرف سمير غانم بأنه أستاذ في كوميديا الموقف التي تكون بدون تكلّف، وقدّم في مسيرته الطويلة أكثر من 80 فيلماً سينمائياً، وحوالي 25 مسرحية، من أشهرها: «المتزوجون»، «أهلاً يا دكتور»، وهو متزوج من الممثلة دلال عبدالعزيز، ولديه ابنتان، هما: دنيا، وإيمي، وكلتاهما ممثلتان.