يخطو الممثل السوري جوان خضر خطواته في عالم الفن بثبات، متسلّحاً بالدراسة الأكاديميّة المقترنة بالموهبة ، يرى نفسه محظوظاً بمهنته ، وللدراما الشاميّة مكانها على سلّم حظّه .. لا يسعى للشهرة .. وهذه شروطه للارتباط .. حول هذه المواضيع ومواضيع أخرى، كان لـ " سيدتي نت " الحوار الآتي معه :
تصوّر حالياً مسلسل " شوق " حدّثنا عن شخصيتك بالعمل ؟
أجسّد شخصية " مجد "، وهو شاب ينحدر من عائلةٍ سوريّة، يدرس خارجَ البلد، ويعود إليها خلال الأزمة ، ليواجه ظروفاً تشكّل له صدمة، ومع الوقت تطرأ عليه تغيّرات كما باقي المواطنين السوريين، والعمل يرصد البعدَ النفسيَّ للأزمة، وما تركته داخل المواطن من آثار جعلته مكسوراً ، حتى شكله بات يدل على ذلك، فالعمل يعكس البعد النفسيَّ عند السوريّ بشكل عام، ولدى "مجد" بشكل خاص.
كيف تصف التعامل مع المخرجة رشا شربتجي ؟
رشا تعرف كيف تقرأ الدراما وتختار النصّ ، فعندما تعمل معها، تدرك أنّ هناك مادةَ دراما دسِمة، وداخل موقع التصوير تعمل على التفاصيل بدقة متناهية ، النص مهمٌ ولكن هي تضيف الكثيرَ للممثل ، وتعتبره الأداةَ الأهمَّ ضمن الكادر، وذلك ما يميّزها عن غيرها من المخرجين ، وهذا يعود برأيي للمدارس التي يعتمدها المخرج، ورشا ربما تتبع المدرسةَ التي تَعتبر الممثّلَ هو الأهمّ ، ومن ثمّ تأتي الإضافةُ من الجماليّات و الكماليّات،
ويمكنني القول: إنّ رشا تفجّر طاقاتٍ بداخلك، ربما أحياناً لا نعرفها عن أنفسنا، فهذا جميل رغم صعوبته .
وما هي مشاركاتك الأخرى لهذا الموسم ؟
شاركت بمسلسل " حكم الهوى" عبر ثلاثيّة" خسارة" ، وكنت ضيفاً بحلقة ضمن عمل سيت كوم " أزمة عائلية "، مع المخرج هشام شربتجي، و عندما التزمت بـ"شوق" لم يعد لديّ مجال للالتزام بأيّ عمل آخر، فآلية العمل به بحاجة لوقت وطاقة كبيرة .
هل تعتبر نفسك محظوظاً كممثل شاب أكثر من غيرك ، أم إنك بذلتَ جهداً أكثرَ من غيرك ؟
هناك الكثير من الممثلين بذلوا جهداً كبيراً، ويبدو أنّ الممثل السوري امتيازه باجتهاده ، فهو مخلص لمهنته كثيراً ، أنا أعتبر نفسي محظوظاً، فمنذ تاريخ تخرّجي من المعهد عام ،2010 وأنا أؤدّي أدواراً طالما حلمت بها، طبيعتها وشكلها وتركيبتها والبعد النفسي الذي تحمله ، هي شخصيات مركّبة وتعبّر عن الإنسان الحقيقيّ وهي تُغري الممثّل بعيداً من الشخصيات أحاديّة الجانب، كالشخصية الجميلة أو البخيلة، فأنا محظوظ بأني لم ألعب شخصياتٍ أحاديةَ الجانب.
ومن صاحب الفضل عليك؟
بعد الله ، أهلي وأصدقائي وإيمانُهم بي ، هذا يخلق لي حافزاً أكبر لإكمال رحلتي ، فأهلي تركوا المجال لي لاختيار ما أريد ، وأنا دخلت المعهدَ العالي للفنون المسرحية من الباب الأكاديمي، وليس فقط للموهبة.
وفن التمثيل عِلمٌ ويكاد يكون برأيي من أصعب العلوم وأصعب المِهن .
وإلى أي مدى تسعى للشهرة ؟
لا أربط النجاح بالشهرة، والشهرة برأيي تحصيلُ حاصل، فقد يكون هناك نجار شهير أو صاحب أيّ مهنة أخرى شهير أيضاً، وبالتالي الشهرة تحصيل حاصل لإيمانك بعملك وبذل جهدك به ، والممثل يمتاز بأنه يَظهر على الشاشة فقط .
ألا ترى بأنّ هذا تواضع كبير ؟
إذا كان هذا التواضع فلا بأس ، فعندما أتباهى بنفسي كممثل أو كاتب، فهذا برأيي شكل من العنصرية، واليوم أكثر ما يجب أن نفعله، هو أن نقف ضدّ العنصرية ونحاربها بأشكالها كافة .
لنعُد الى بداياتِك .. مع الدراما الشاميّة كانت انطلاقتك وحظّك بالظهور .. ماذا عنها ؟
بداياتي كانت بالمسلسل التاريخي " صدَق وعدَه" التاريخي للمخرج محمد عزيزية، حينها كنت طالباً في المعهد، إنما حظّي كان بالأدوار الشاميّة، حيث إنّ هذا النمط الدرامي يلقى تسويقاً كبيراً على الفضائيات، ربما لأنه يحمل تراثاً وفلكلوراً محدّداً يَحكي عن الشام، فالدراما الشاميّة صناعةٌ محليّة بلهجتنا، لم تدخل بها أيّ ثقافة خارجية ، هي بيئةٌ مغلقةٌ تحكي عن الشام بشكل كبير، ومن وجهة نظري أنه من الجميل أن يَظهر الفنان في أعمال تروي جانباً من الفلكلور والتراث، مع اعتراضي على بعض أعمال البيئة الشاميّة التي تحمل استسهالاً في النص، وبحاجة للعمل عليها بشكل أكبر .
هل أنت مرتبط ؟
لست مرتبطاً، ولست ضدّ الارتباط .
هل تفكّر بالارتباط من الوسط الفني ؟
ليس لديّ شكل محدّد للارتباط، سواء بفتاة من الوسط الفني أو خارجِه، وهو برأيي ارتباط بحواء ، ومشروع مشاعر متبادَلة عندما تزرع بين شخصين، تتخطى كلّ شروط أو مواصفات .