تعتقد بعض الأمهات، أن عدم وجود فروق زمنية بين الولادات، يجنبها الولادات القيصرية ويوفر عليها الجهد بتربية عدة أبناء في زمن واحد، ما يتيح لها الوقت لترمم جسدها، وتنعم بحياتها، وتتفرغ لنفسها.. فهل هذا الاعتقاد صحيح؟
قبل تجربة الحمل الأولى
العمر
ينبغي على كل مقبلة على الزواج، أن تضع الحمل في الحسبان، قبل أن تخوض هذه التجربة، لتتجنب العواقب السالبة.
- حول هذا الجانب، وآثاره المترتبة على الولادات المتتالية، تشرح اختصاصية النساء والتوليد والعقم، بالمركز التخصصي، الدكتورة منال عبد الواحد الخرباش، قائلة: لابد من وجود الفروقات الزمنية بين كل حمل وآخر، تفادياً للأمراض والتشوهات، التي تظهر على الجنين، والتي يلعب العمر فيها دوراً مهماً، ويعد أفضل عمر لتجربة الحمل، هو بعد سن العشرين، حيث يكون الجسم قد تجاوز مرحلة النمو والبناء، وقبل سن الخامسة والثلاثين، فقبل العشرين، وبعد الخامسة والثلاثين، تزيد نسبة الإصابة بأمراض الدم وتشوهات الكروموسوم، وتزداد فرصة إصابة الجنين بأمراض "الداون سيندروم".
"متلازمة داون" و"بتاوا" والتشوهات
- عن كيفية الكشف عن هذه الأمراض تقول د. الخرباش: لاشك أن الفحوصات المبكرة بسحب عينات من الدم، من أهم طرق اكتشاف هذه المشكلات. حيث يجب أن يجري الفحص في فترة الـ 12- 16 أسبوع الأولى من الحمل، لمعرفة الإصابة بالمرض أم لا. كما أن على المرأة معرفة فصيلة دمها، إن كانت سالبة أو موجبة، فإن كانت سالبة، لابد من الحقن بعقار "انتي دي"، أما إن كانت فصيلة دم طفلها هي الموجبة، فليس عليها تعاطي هذا العقار.
وفي حالة اختلفت فصيلة دم الأم "سالبة" عن الطفل "موجبة" لابد أن تحقن الأم بهذا العقار خلال 72 ساعة من الولادة، وإلا فسيفرز جسمها أجساماً مضادة لفصيلة دم الطفل، نتيجة الفترة خلال الحمل، الأمر الذي ستنجم عنه كارثة. إذ أن المضادات التي تكونت في جسمها بعد الولادة الأولى، ستبدأ في العمل، وتقضي على كريات الدم الحمراء الموجودة في دم الطفل، في الحمل الجديد، فيصاب الطفل بأنيميا، ويحتاج لعملية نقل دم وهو في بطن أمه. وهذا الوضع يحتاج عملية طبية معقدة، تحتاج إمكانات ورعاية مستمرة، وربما لا ينجح الأمر. أما بعد الولادة فيصاب المولود بأنيميا حادة، حيث يتورم، ثم يصاب بفشل في القلب، ما يؤدي إلى الوفاة.
ولا تخفي خطورة هذا الوضع الذي ستتعرض له الأم وطفلها، وهو أمر شاق عليها تجنبه، كما على الحامل معرفة فيروسات الحمل، التي من الممكن أن تصاب بها، وأخذ اللقاحات اللازمة "كداء القطط، الحصبة الألمانية، وفيروس الكبد الوبائي"، إضافة لإجراء فحص شامل للدم والبول.