شارك رئيس التحرير محمد فهد الحارثي في جلسة حوارية رئيسة في مؤتمر "وان إيفرا" للإعلام الرقمي، تحدث فيها عن المصاعب التي تواجه شركات الإعلام عبر العالم وخاصة في السعودية، وقال: "أكبر مشكلة تواجه الصناعة الإعلامية في السعودية هي المؤسسات الإعلامية التي اعتادت على مستوى دخل عالٍ جداً، وعلى الرغم من أن هذا الأمر يحقق لها كثيراً من الميزات إلا أن له سلبية كبيرة وهو قتل الإبداع والتقليل من الاهتمام بالإعلام الجديد والتعامل مع متغيراته بجدية"، مشيراً إلى أن نشوة الربح والثروة أدخلت المؤسسات الإعلامية في غيبوبة منعتها من رؤية المستقبل، وتابع: "لم تتعامل الشركات الإعلامية مع متغيرات الصناعة الإعلامية بجدية بل كونها مجرد حديث ترفيهي، وأمر شكلي".
وأضاف: "وبينما كان العالم يتوجه نحو الإعلام الرقمي، بقيت المؤسسات السعودية غير مدركة لأهميته، فمعظم المؤسسات الإعلامية لم تطرح أي شيء فعلي، ما عدا بعض المواقع الهزيلة التي تحاكي محتوى الصحيفة، المحتوى المطابق الذي لم يضف أية ميزة ايجابية أو أي سبب لشراء الصحيفة أو حتى لاستكمال القراءة".
وأوضح الحارثي أن المشكلة بدأت تظهر بشكل أكثر مع الظروف الاقتصادية ومع تراجع المبيعات والميزانيات الإعلانية، وظهر احتمال خطر الإغلاق والتوقف عن النشر خلال فترة بسيطة، قد تحدث في عام 2017 أو 2018.
هذا وعزا الحارثي السبب في تفاقم الأزمة إلى غياب روح الابتكار في المؤسسات التي اعتادت على الوفرة، وأردف قائلاً: "المسألة الآن، أن الشركات تواجه صعوبة في الدفع، وهي تتحمل مسؤولية التعثر وعجزها عن المبادرة وعدم الوصول إلى فكر جديد. المؤسسات الصحفية كانت بطيئة في التغير البطيء والهامشي، الجرأة في الإبداع كانت معدومة، ولم تستثمر في الكفاءات التي يمكنها أن تعوض عن النقص، وهذا ينعكس الآن على واقع الصحافة". مشيراً إلى أنه من ناحية أخرى، تبقى القوانين عاجزة عن حماية الإعلام في السعودية مع غياب قانون يحفظ حقوق الناشر، لافتاً إلى أن الصحف اليومية تواجه مشكلة مع غياب قانون حقوق النشر، وهذه الثقافة لم تتطور، فالجهات الرسمية تتعامل مع سرقة المحتوى بشكل طبيعي، وكأنه من الطبيعي أن تقوم المواقع المنتشرة على الإنترنت بسرقة محتوى الصحف.
أما عن الحلول فقد اعترض الحارثي على مسألة الدعم الحكومي التي طرحها البعض، وتابع: "على الرغم من ذلك تبقى الحلول الواقعية هي الأجدى والمتمثلة بأن نطور أنفسنا ونوجد مصادر دخل، وأن نكون أكثر إبداعاً، ونعرف كيف نصل للجمهور بشكل صحيح ونبحث عن الفرص الاستثمارية المناسبة".
أما الحل الثاني فقد رأى البعض أن يكون في الدمج وذلك لتقليل حجم الخسائر.
وتحدث الحارثي في نهاية مشاركته عن تجربة "سيدتي" في الإعلام الجديد والتوقعات المستقبلية قائلاً: "قررنا في "سيدتي" أن نوجد مصادر دخل جديدة، وأطلقنا مواقع إلكترونية ومشاريع جديدة، واستثمرنا في الأسرة والمرأة
ونحرص على الاستثمار في الصناعة الإعلامية التكاملية".
وأكد الحارثي على أن المحتوى يبقى هو الرقم واحد، و"سيدتي" مستمرة في تطوير محتواها عبر الموقع والمجلة خاصة مع اهتمامنا المميز بالسوشيال ميديا.
وقد عقد مؤتمر "وان افرا" في دبي اليوم وافتتحه الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة الإماراتي، حيث شهد عدداً من الجلسات لمناقشة المتغيرات الجديدة والتحديات التي تواجه صناعة الإعلام.