عند السفر إلى تونس، تبدو بلدة مهدية وجهة سياحية مناسبة لبداية الربيع، خصوصًا إذا كانت مدَّة الإجازة تقتصر على بضعة أيَّام. وتشمل اماكن السياحة الأبرز في مهدية:
"البوَّابة السوداء"
"البوَّابة السوداء" بمثابة مدخل البلدة القديمة، وتُسمّى أيضًا "باب زويلا". كان أُعيد بناؤها سنة 1554 باستخدام حجر من القلعة الفاطمية، بعد تدمير الإسبان للبلدة. من سطح البوَّابة، يمكن للسائح إلقاء نظرة شاملة على معالم المدينة. علمًا أنَّ هذه البوَّابة تقود إلى شارع عبيد الله المهدي، حيث سوق صغيرة مسقوفة على الجانب الآخر من الشارع، ومسجد كان عبارة في السابق عن متحف للحرير.
المسجد العظيم
بناه مؤسِّس "المهدية"، عبيد الله المهدي سنة 921، ولكنّه عانى من أضرار جسيمة، عندما دمَّر الإسبان التحصينات، ولم ينج من الهجوم سوى جانبه الشمالي. ووجد أن المبنى الذي حلّ محلّ المسجد الأصلي كان قريبًا من الانهيار خلال أوائل القرن العشرين. ولذا، تمّ تنفيذ خطَّة إعادة بناء دقيقة بعد ذلك، ما رفع الجامع الكبير مرّة أخرى على موقعه القديم وفق الخطط المعماريّة الأصليّة. يمكن دخول المسجد، اليوم، عبر مدخل ضخم، والأخير كان يُستخدم من قبل الخليفة. يعلو المدخل قوس على هيئة حدوة حصان كبيرة، ويؤدي الفناء الداخلي الذي يبلغ طوله 42 مترًا إلى قاعة الصلاة.
البرج الكبير
يبعد البرج مسافة قصيرة عن واجهة المسجد الكبير. وكان الحصن الكبير شُيِّد سنة 1595، عند النقطة الأعلى في شبه الجزيرة. وكان في المكان أيضًا موقع قصر يعود إلى القرن العاشر الميلادي، بناه عبيد الله المهدي عندما أسَّس البلدة، ولم يبق من هذا المبنى سوى بضعة أجزاء من المدخل الأصلي. وتُختتم الجولة بالمرور في شوارع المدينة القديمة المكتظَّة بالمنازل التقليديّة ذات اللون الأبيض، وشراء الهدايا التذكاريَّة.
تجربة الغوص
في اليوم الثاني، يحلو خوض تجربة الغوص في منطقة حطام الغوص للتنقيب تحت الماء. ففي سنة 1907، اكتشف الغوَّاصون الباحثون عن الإسفنج قبالة "كاب أفريك" حطام سفينة الإبحار الرومانيَّة التي غرقت سنة 86 قبل الميلاد. وقد أظهرت حمولتها، التي تضمنت إهداءات مكرَّسة من بيرايوس وأعدادًا كبيرة من الأعمدة الرخام. علمًا أنَّ هذه السفينة جاءت من بيرايوس (التي هي الآن جزء من أثينا الحديثة باليونان). أمَّا العناصر المستردة من الحفريات تحت الماء، فتقبع في متحف "باردو" بتونس.
تابعوا أيضًا:
السفر إلى اسبانيا: اماكن سياحية عربية في روندا
السفر إلى فرنسا: ديجون وجهة هواة التاريخ
السفر إلى بوليفيا: لا باز وجهة سياحية تستحق الزيارة