بدأت بعض المدارس بتطبيق مشروع الفصول المتحركة متجاهلة أهم الأسس التي يجب أن تتوفر داخل بيئة المدرسة حتى يمكن تطبيقها بطريقة سليمة لتحقيق الأهداف المنشود منها. ولكثرة الانتقادات الموجهة من المعلمات وأولياء الأمور تجاه الفصول المتحركة أخذنا في البحث عن هذه الظاهرة وآثارها الايجابيَّة والسلبيَّة.
خطوة فاشلة
مديرة مدرسة متوسطة بجدة ترى أنَّ تطبيق مشروع الفصول المتحركة في المدرسة ما هو إلا نوع من إثبات حصول المدرسة على السبق في تطبيق هذا المشروع بغض النظر عن ايجابياته وسلبياته، وهنالك الكثير من المدارس التي حاولت تطبيقه إلا أنَّها وجدت صعوبة في تطبيقه فتراجعت عنه.
وقالت المعلمة (س.ح.) إنَّ فكرة الفصول المتحركة لدينا فكرة فاشلة، فالوقت لا يسمح بتطبيقها وتحرك الطالبات من فصل إلى آخر محسوب من وقت الحصة الأساسي ما يجعل وقتها أقل من المفروض في الوقت الذي دخلت فيه المقررات المطورة التي تحتاج لوقت أطول مما هو عليه الحصة الآن.
التسرب الفصلي
وترى المراقبة (ف. ع) أنَّ خروج الطالبات من فصل لآخر يسهل عليهن الهروب من الحصص وعدم حضورهن أو التأخر عنها، فيسبب مشكلة للمعلمة وللطالبة، لنبدأ نحن المراقبات في رحلة البحث عنهن وبالتالي يؤثر سلباً في تحصيل الطالبات الدراسي وفي نفسيَّة المعلمة بعدم حضور الحصص من قبل بعض الطالبات.
سهل على المعلمة صعب على الطالبة
وتوجهنا بالسؤال لبعض الطالبات بالمرحلة المتوسطة فقالت الطالبة فيءّ الشيخي: إنَّ أكثر ما أعاني منه في تطبيق مشروع الفصول المتحركة هو وزن الحقيبة المدرسيَّة وأنا أتنقل من فصل لآخر، بينما المعلمة هي التي يسهل عليها التنقل لأنَّها لا تحمل في يدها غير كتاب واحد فقط.
أما الطالبة حنان زاهر فقالت: هناك بعض المدارس تطبقت هذا النظام بشكل صحيح بحيث إنَّها خصصت للطالبات دواليب لوضع كتبهن وأغراضهن الشخصيَّة بمبلغ رمزي بينما ذلك لا يوجد في مدارس أخرى ما يرهقنا كثيراً بحمل حقائبنا للتنقل من معلمة إلى أخرى.
تساعدنا على الهروب
ترى الطالبه لمى فؤاد هذه الفكرة جميلة لأنَّها تسهل لنا الهروب من الحصص غير المرغوب فيها أو التأخير عن الحصة قدر المستطاع والاعتذار للمعلمة بأي عذر.
أسس ومعايير
وترى الأستاذة حصة الجابر أنَّ مشروع الفصول المتحركة لم يطبق عشوائياً، بل وضعت له أسس ومعايير تضمن نجاحه، لكن المشكلة تكمن في مبادرة بعض المدارس لتطبيق هذا المشروع من دون توفر مقومات نجاحه، لذلك يجب على مديرات المدارس السعي قبل تطبيقه بدراسته جيداً ومعرفة مدى ملاءمته للمرحلة وللبيئة المدرسيَّة وتوفر كافة مقومات نجاحه للوصول للهدف المنشود منه.
تهيئة البيئة المدرسية
في حين قالت جواهر الزهراني، أم لطالبة في المرحلة المتوسطه، إنَّها ضد تطبيق هذه الفكرة إذا لم يتم تخصيص أماكن تضع فيها الطالبة كتبها وتأخذ ما تحتاجه للفصل، لأنني أرى ابنتي تعاني من ذلك، خاصة أنَّ حمل الأشياء الثقيلة له تأثير سلبي على الطالبة، خاصة في هذا العمر لأنَّها تمر بمرحلة نمو ما يتوجب علينا تخفيف العبء عليها بدلا من زيادته.
مشاريع بلاميزانيَّة
وعبر الأستاذ حسين آل دبا، أب لثلاث فتيات في المرحلتين المتوسطة والثانويَّة، أنَّه على الرغم من أنَّ أسعار إيجار الدواليب للطالبات في المدارس رمزيَّة باعتبارها جهود مديرات المدارس، إلا أنَّها قد تكون مرهقة لبعض الآباء وتشكل عبئاً إضافياً على الأب، إضافة إلى متطلبات المدارس. وناشد وزارة التربية والتعليم أن توفر الامكانات اللازمة لانجاح هذه الخطوة حفاظاً على صحة ووقت أبنائنا وبناتنا.
أشارت مارى إن ويلمارث، اختصاصيَّة العلاج الطبيعي، وعضو الجمعيَّة، إلى أنَّ أبرز الإصابات التي قد تحدث نتيجة حمل المراهق حقيبة ظهر ثقيلة، هي تقوس الظهر والانحناء للأمام والالتواء أو الميل إلى أحد الجانبين، وأنَّ هذه التغيرات في وضع الجسم يمكن أن تتسبب في حدوث خلل في العمود الفقري كما تتسبب حقيبة الظهر حين تكون ثقيلة للغاية أيضاً في جعل العضلات تعمل بشكل أكثر قسوة ما يؤدى لإصابتها بالتوتر والإجهاد وجعل العنق والكتفين والظهر أكثر عرضة للإصابة.