فعَّلت مدارس عديدة بمحافظة جدَّة برنامج الشراكة المجتمعيَّة من خلال تنفيذ برامج متنوِّعة لغرس بعض القيم وتعزيزها لدى الأطفال، حيث قامت مدرسة العقول المفكرة العالميَّة بتنسيق نشاط كجزء من برنامج الدِّراسات الاجتماعيَّة، الذي تقوم به المدرسة مع الأطفال، لتحقيق رؤية المدرسة ولتعزيز القيم عند الأطفال مثل قيمة العطاء، والتعاون والإيثار، وقد نظمت معلمات الروضة هذا النشاط الخيري، الذي أُطلق عليه «سوق الخير»، بتنسيق من الأطفال أنفسهم؛ إذ أحضروا بعض ألعابهم وكتبهم، التي استغنوا عنها، وصنَّفوها ورتَّبوها ووضعوا الأسعار عليها بإشراف المعلمات. وقد تعلم هؤلاء الأطفال العديد من المهارات مثل التصنيف والترتيب، والعمل الجماعي والعد وخدمة المجتمع، والعد والعمل الجماعي، والعديد من المهارات الأخرى. ولتفعيل الشراكة بين المدرسة والأسرة، تم إشراك الأُمهات بالحضور والتطوُّع للمساعدة وتشجيع أفراد الأسرة بالحضور للشراء من أطفالهم. وفي نهاية اليوم تم إرسال ريع السوق لجمعيَّة أطفال الطائف الأيتام تحت إشراف الأُمهات المتطوِّعات، اللاتي عبَّرن عن سعادتهم بهذه المناسبة. وأبدت مديرة المدرسة، الأستاذة هنادي بن زقر، سعادتها وهي ترى الأطفال يتعلمون هذه المهارات المجتمعيَّة، التي تساعدهم على غرس القيم والخدمة المجتمعيَّة وتعلمهم الإيثار والتعاون، شاكرة «سيدتي» على حضورها هذه الفعاليَّة.
المدينة الكرتونية لتعزيز الاحترام لدى الأطفال
أما مدارس خبراء المستقبل والمتخصصة في رياض الأطفال، فقد قامت بتحقيق مبدأ الشراكة بين الأسرة والمدرسة والتي تعتمد على الاحترام المتبادل، والخبرة التكاملية التعاونيَّة، التي تسعى فيها إلى الاهتمام بالطفل وزرع مفاهيم إيجابيَّة في شخصيته، بدعم من وزارة التعليم وتحت مظلة مشاريع المدارس والروضات الخضراء، حيث برز مشروع المدينة الكرتونيَّة، التي كان الهدف منها ابتكار الأسلوب المناسب للاستفادة من المخلفات البيئيَّة واستغلالها، وإعادة تدويرها في تصنيع مناظر جماليَّة تخدم المجتمع وتحقق الهدف، وقد تم استغلال بعض المواد في التصنيع، وهي مخلفات الأخشاب والقصاصات الورقيَّة والجرائد القديمة والأقراص المرنة (CD) وعلب وجوالين الماء الفارغة والكراتين الفارغة وغيرها من المخلفات، حيث تم الاستفادة منها في تصنيع بعض معالم مدينة جدَّة، وتم تنفيذ بعض المعالم مثل مسجد الرحمة ودوار الكرة الأرضيَّة ودوار الفوانيس، وأوضحت المشرفة العامَّة للمدرسة الأستاذة رنا بخيت أنَّه وبفضل من الله ثمَّ الكادر المؤهل لمثل هذه المشاريع وتنفيذها بشكل لائق، وتم تقسيم الأعمال بين الموظفات والتواصل مع أهالي الأطفال لتشكيل فريق عمل مكوَّن من المدرسة والطفل والأسرة، وبحمد الله تم الانتهاء من الأعمال على أكمل وجه بمساحة تزيد عن 3 أمتار في مترين وبالوقت المحدد، وبالصورة التي ترضينا وتشرفنا أمام الله، وكنا في غاية الفخر والسعادة بالإنجاز الذي قمنا به، ولن نتوانى عن الاشتراك في المرَّات القادمة في كل مشروع يهدف لخدمة الدين والوطن، ويساهم في رفعة التعليم في بلادنا.
أطفال الروضة يتدربون على الإسعافات الأولية
كما قامت الروضة الثامنة عشرة بإقامة دورة الاسعافات الأوليَّة لتعليم الطفل كيف يتعامل مع الحروق والجروح البسيطة، وكيف يطلب الإسعافات من الكبار في حال حدوث شيء لا سمح الله، حيث قدمت الدورة معلمة الروضة ومدرِّبة الإسعافات الأوليَّة نسرين جان، التي ذكرت مدى إعجابها بما أبداه الطلاب الصغار في الروضة من اهتمام وتفاعل مع الدورة، التي عزَّزت فيهم قيم التعاون ومساعدة الآخرين.