ضجَّت مواقع التَّواصل الاجتماعي طوال الأسبوع بقضيَّة الطِّفل السُّوري تيم الموصلي، الذي فقدته أسرته أثناء وجودها في إحدى الاستراحات شرقي العاصمة الرياض يوم الجمعة الماضي، والتي انطلقت معها مناشدات الأهل بالبحث عنه عبر نشر صور للطِّفل وأرقام للتَّواصل، ورافقها انتشار واسع للتكهُّنات حول مصير الطِّفل البالغ من العمر "5 سنوات"، والتي كانت ترجِّح تعرُّضه للاختطاف من الاستراحة، فيما تمَّ تداول أخبار أخرى عن تعرُّضه للاغتصاب والقتل من قبل حارس الاستراحة، ولم تطل تلك الشَّائعات بعد العثور على جثَّة تيم داخل مسبح الاستراحة.
"سيِّدتي نت" التقى خال الطِّفل تيم، وخرج بالتَّفاصيل الآتية:
في حالة تأثُّر بالغ، يقول أحمد "خال الطِّفل تيم": اعتادت الأسرة بشكل أسبوعي تقريباً الخروج في عطلة نهاية الأسبوع إلى إحدى الاستراحات الموجودة في حي القادسية بمدينة الرياض، وقبل أسبوعين تحديداً، كانت في هذه الاستراحة، التي شهدت الحادثة.
ماء المسبح
ويقول أحمد عن يوم الحادث: تمَّ حجز الاستراحة للنِّساء، منهن: زوجتي، وأخواتي وأبنائهم، وأخريات، وفي يوم الجمعة اصطحبتهم في سيارتي إلى الاستراحة، ووصلت إلى هناك في تمام الثَّانية ظهراً، ولفت انتباهي عدم نظافة ماء المسبح، وأخبرت الحارس بذلك، والذي أوضح لي أنَّه قام بتشغيل الفلتر، الذي سيعمل على تنظيف الماء.
وبعد ذلك، غادرت الاستراحة بعد أن التقطت عدداً من الصُّور مع تيم وأطفالي: فيصل " 10سنوات"، وبندر "9 سنوات"، إضافة إلى أمير "4 سنوات"، وهو ابن اختي الثَّانية، وهم بدورهم قاموا بتبديل ملابسهم، وتوجَّهوا للسِّباحة في المسبح بصحبة ابنتي البالغة من العمر "13 عاماً" وصديقتها، وبقي الأبناء في المسبح حتى السَّاعة الرَّابعة والنِّصف عصراً، إذ تولَّت زوجتي ووالدة تيم دعوتهم إلى مغادرة المسبح، وتبديل ملابس السِّباحة، وهو ما تمَّ فعلاً.
فقدان تيم
ويضيف أحمد: في تمام الخامسة، تلقيت اتصالاً من الاستراحة يفيد بعدم وجود تيم في الاستراحة، وعلى الفور، توجَّهت الى الاستراحة، حيث أخبرنا أمير برؤيته لتيم وقد خرج من باب الاستراحة، وعلى الفور، بدأنا في البحث عن تيم في منطقة الاستراحة، ولم نجد له أثراً، فتم إبلاغ أفراد الشُّرطة والدِّفاع المدني بالحادثة، وحضروا بالفعل، بالإضافة إلى مجموعة من الشَّباب الذين تطوَّعوا للبحث عن تيم، وتولَّى أفراد من الدِّفاع المدني النُّزول لخزان الماء في الاستراحة، وتمَّ تجفيف مستنقع ماء في منطقة الاستراحة دون العثور على تيم، واستمرَّت تحقيقات الشُّرطة حتى الثَّانية فجراً، تمَّ خلالها استجواب مالك الاستراحة والحارس، الذي اعترف من خلال أقواله بتعطُّل فلاتر المسبح.
وتمَّ إخبار والد تيم بالحادثة، وهو منفصل عن شقيقتي بعد زواج أثمر عن تيم وابنة تكبره بعام واحد، وهو متزوِّج من أخرى، كما أنَّ والدة تيم تزوَّجت، ويعيش كل منهما حياة مستقرة وبدون مشاكل، وحضر للاستراحة أخوتي وأعمام تيم ومجموعة من الأصدقاء، وبقينا في الاستراحة حتى ظهر اليوم التَّالي، وفي تمام الواحدة تقريباً، وأثناء قيام الحارس بتنظيف الاستراحة والمسبح، شعر بوجود تيم في المسبح، ونتيجة لخوفه من أيِّ اتِّهام، قام بإبلاغ مالك الاستراحة، وهنا بدأت شكوكنا تدور حول الحارس؛ لأنَّه لم يخبرنا مباشرة، وفضَّل إبلاغ مالك الاستراحة.
استخراج جثة الطفل
وبعد ذلك، تم استخراج جثة تيم من المسبح في وجود الشُّرطة والأدلة الجنائيَّة، ويبدو أنَّ تيم سقط وبشكل مفاجئ في المسبح وفي المنطقة العميقة منه، وبلع كميَّة من المياه، التي أدت إلى غرقه على الرَّغم من أنَّه يجيد السِّباحة، إضافة إلى تعكر مياه المسبح، ووجود تلف في باب المسبح رغم وجود سياج حديدي، كذلك تعطُّل كاميرات المراقبة عن العمل، والتي لو لم تكن معطَّلة، لكان بالإمكان أن نختصر الكثير من الوقت والجهد.
ويختتم أحمد تصريحه لـ"سيِّدتي" قائلاً: تعيش والدة تيم حالة نفسيَّة سيِّئة، وما زاد من أحزانها الاتِّهامات التي وجهت لها بإهمالها لتيم، وكذلك الاتِّهامات التي وجهت من جهة أخرى لوالد تيم، وأنَّه هو من قام باختطافه، متناسين قضاء الله وقدره، مع العلم أنَّ والد تيم قدَّم التَّعازي والمواساة لوالدة تيم، وهو مؤمن بما كتبه الله.