الصحة الجلديّة تبدأ بالوقاية من أشعة الشمس والتلوث، وتمرُّ باستعمال ما يلزم من مستحضرات عناية، وتنتهي باللجوء إلى التقنيّات التجميليّة المختلفة، مثل: حقن البوتوكس، والتعبئة بواسطة الدهون، أو حمض الهيالورنيك، والجراحات التجميليّة المختلفة لدى طبيب الجلد.
حملة التوعية الوطنيّة لهذا العام، تحمل شعار "جلدتي مراية صحتي"، أطلقها رئيس الجمعيّة اللبنانيّة للأمراض الجلديّة الدكتور داني توما، خلال المؤتمر السنوي الثاني عشر للجمعيّة، برعاية وزير الصحة ممثّلًا بالدكتور بهيج عربيد، ومشاركة نقيب الاطباء الدكتور ريمون الصايغ، وأطباء من لبنان والدول العربيّة والاوروبيّة وأميركا ومهتمين. وتخلّل المؤتمر محاضرات وندوات علميّة، حول كلّ ما هو جديد في مجال الأمراض الجلديّة وعلاجاتها، وورش عمل في الجراحة الجلديّة والليزر.
الأمراض الجلديّة وصلتها بالامراض الداخليّة
سلّط الدكتور توما الضوء على أهميّة طبيب الجلد في تشخيص أمراض داخليّة، قد يكون بعضها صامتًا، وأهميّة الصحة الجلديّة، بالنسبة الى الصحة العامة والنفسيّة للإنسان. قائلًا: "الأمراض الجلديّة عالم من الآفات، ومن أسبابها التحسّس والالتهابات، والأمراض السارية والأورام، وتأثيراتها على المصابين من البسيطة إلى المميتة، وهي في كلّ الحالات أكثر من شكليّة، فوقعها النفسيّ على نوعيّة حياتهم في غاية الأهميّة".
مهمّة أطباء الجلد
يبدأ عمل أطباء الجلد من التشخيص السريريّ الدقيق، والتخصّص بـ"الباتولوجيا الجلديّة، إلى تطوير العلاجات للأمراض كافة، من المستحضرات الجلديّة والأدوية التقليديّة والبيولوجيّة، إلى العلاجات الشعاعيّة والليزر، والجراحات الجلديّة لاستئصال الأورام، والحقن لإزالة التجاعيد، وهي علاجات تعيد الجمال الى الوجه والجسم، والثقة بالنفس، يقدّمها الأطباء بدقة وخبرة ونزاهة، للحصول على أفضل النتائج وأسلمها.
إحذروا حقن التجميل خارج عيادات أطباء الجلد!
وحذّر الدكتور توما من التجاوزات في علاجات التجميل، حيث تتمّ مشاهدة العديد من حالات التشوّه الناجمة عن ممارسة التجميل، من قِبل أشخاص من غير الأطباء لكسب المال.
وشدد على عدم التهاون بالأمراض الجلديّة/ ومحاولة مداواتها بعقاقير لم يصفها طبيب.
" العلاجات الجلديّة قد تبدو سهلة، لكنّها تستوجب سنوات كثيرة من الدراسة والخبرة، والتعليم المستمر، والنزاهة، ولا يمكن لأيّ كان، أن يختصر سنوات الدراسة والتدرج، والخبرة في الممارسة، مهما كانت عزيمته أو ميزانيّة إعلاناته ونشاطه، على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تُستعمل في بعض الأحيان لتوقع الناس في مصيدة الاتّجار بصحّتهم".
وأشار د. توما إلى ضرورة ضبط صرف الأدوية بوصفة طبيّة، وحصرها بأطباء الجلد، وضبط توزيع موادّ التجميل، من حقن وأجهزة، وحصرها باطباء الإختصاص فقط، وإطلاق حملة توعية مستمرة، وإلا فالآتي أصعب".
الجلد يحمي الجسم من البكتيريا
"يُعتبر الجلد أكبر عضو في الانسان، وهو خط الدفاع الاول في مواجهة البكتيريا والجراثيم، ومنعها من التسلّل الى الداخل، والتسبّب بالاذيّة التي تضرب اعضاء الجسم، ونقابة أطباء الجلد هي بمثابة الجلد الذي يغلّف الجسم الطبّي بكل أعضائه، وخط الدفاع الأول لأيّ ضرر يصيب المهنة"، قال نقيب الأطباء الدكتور صايغ.
ونوّه بجهود الرئيس والاعضاء، و"قد عملوا بدأب على وضع برنامج شامل متكامل لمختلف المواضيع، التي تعنى بسلامة الجلد وطرق الوقاية والعلاج، بمشاركة نخبة من الأطباء اللامعين في هذا الميدان.
رغم كلّ التحديات والصعوبات، استطعنا أن نثبت أنّ الطبيب اللبنانيّ وحده قادر على حمل راية العلم، وتحقيق النجاح تلو الآخر".
إقفال المراكز غير المتوافرة الشروط
"المؤتمرات العلميّة تبقي التواصل بين الطبيب اللبنانيّ والمستجدات العلميّة الحاصلة، والسمعة الحسنة لسوقنا الصحي، وهو الأكثر عراقة وتنوعًا في الخدمات الطبّية"، قال الدكتور عربيد ممثلًا وزير الصحة. وتحدّث عن تنظيم مراكز التجميل الذي بدأ في العام 2014 حيث جرى إقفال عدد من المراكز العاملة لعدم توافر الشروط، وأُلزمت مراكز التجميل تأمين عقد عمل بدوام كامل، لطبيب أمراض جلديّة أو لطبيب اختصاصيّ بالتجميل. وخلال هذه السنة صدر القانون المتعلق بتنظيم تراخيص مراكز التجميل الطبّية، وآلية المراقبة لا تزال مستمرة لحماية صحة المواطنين.
وفي ختام المؤتمر، تمَّ تكريم الدكتور "جوني ملك"، وقد نُظّمت ندوة بحثت في أبرز الامراض الجلديّة، التي قد تبدأ على شكل مشاكل بسيطة، شارك فيها الدكاترة عربيد وصايغ وتوما، وانضمت إليهم رئيسة قسم الامراض الجلديّة في الجامعة اللبنانيّة - الاميركيّة الدكتورة زينة طنوس.
البشرة مرآة الصحة... هكذا نحميها
- الصحة العامة
- سيدتي - ريما لمع بزيع
- 05 مايو 2017