مازالت "سيدتي نت" تتابع أوضاع المصريين المتجمهرين حول القنصلية المصرية بجدة، والذين مازالوا يسكنون الشارع وينامون على الأسفلت من دون مأكل أو مشرب أو دواء لليوم الثامن. على الرغم من أن القنصلية المصرية فتحت أبوابها منذ يوم السبت، إلا أن الأعداد التي تستقبلها تعد ضئيلة جداً، على حد قول عبدالحليم عبده أحد المتضررين الذي يتحدث باسم جماعته. والذي أفاد بان الإسعاف حضرت البارحة لعلاج مسنتين ساءت حالتهما الصحية بسب عدم النوم والأكل (وذلك بشهادة من أحد موظفين الأمن الدبلوماسي للقنصلية التي منعت التصوير).
جمعية حقوق الإنسان
تواصلت "سيدتي نت" بدورها مع المشرف العام لفرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة حسين الشريف لإعلامه بهذا الوضع، وعن إمكانية تدخل جمعية حقوق الإنسان من الناحية الإنسانية. وأفاد بأن هناك أكثر من جهة مسؤولة عن الإهمال الذي أحدث هذه الفوضى. وهي القنصلية المصرية بحكم مسؤوليتها عن مواطنيها، ووزارة الحج بحكم مسؤوليتها عن حملات الحج والعمرة، وجهة الجوازات.
وأضاف أنه لابد من أن يتم التنسيق مع مكتب شؤون الحجاج المصري، الذي من صلاحياته تقديم حملة طبية تقدم الدعم لهذه الفئة، ولكن قبل أن يحكم عليه قال إنه لابد من أن يتحقق من هذه الحالات.
وبعد دقائق اتصل حسين الشريف بـ "سيدتي نت"، وأخبرنا بأنه سيرسل فريق ليرصد الحالات الموجودة، وليقف على أوضاع هؤلاء المتضررين لعمل تقرير مفصل. وبالفعل اتجه فريقه المتمثل في عضو الجمعية الوطنية بمكة المكرمة لحقوق الإنسان معتوق الشريف، والباحث القانوني للجمعية رياض القحطاني بمرافقة "سيدتي" إلى مكان القنصلية المصرية لعمل التقرير.
المتضررون: نحتاج إلى سكن ولو في السجن
استمع فريق جمعية حقوق الإنسان إلى شكاوى وطلبات المتضررين، التي انحصرت في طلب زيادة عدد المراجعين من خمسة وعشرين إلى الضعف، وإن أمكن إلى مائة حالة في اليوم وذلك لكثرة عددهم، وطالبوا أيضاً بإيوائهم في مكان آمن إلى أن تنتهي مدة الإجراءات التي ستطول إلى أكثر من عشرة أيام أخرى (حتى لو كان عن طريق حبسهم في السجن)، وأيضا بالسرعة في الإجراءات لأن نقودهم نفدت، وأيضاً بسبب وجود مسنين يعانون من أمراض مزمنة ازدادت سوءاً.
تقرير جمعية حقوق الإنسان
تحدثت "سيتي نت" مع حسين الشريف حول نتيجة التقرير وأفادنا بأنه تبين من هذه الزيارة أن غالبية الموجودين هم من مخالفي الأنظمة. قدموا إلى المملكة بتأشيرة عمرة، وبقوا فيها إلى أن أتى موسم الحج. ثم اتجهوا إلى القنصلية المصرية لأخذ بطاقات مرور كون جوازات سفرهم مازالت مع شركات العمرة. ولم يتجهوا إلى هذه الشركات لأنهم بذلك سيدفعون غرامات على مخالفتهم ومكوثهم في المملكة بطريقة غير رسمية. وأكد أنهم بذلك أضروا بهذه الشركات التي ستضطر إلى دفع غرامات كونها ملتزمة بجهات مختصة تشترط عليها دفع غرامات في حالة وجود متخلفين. وأكد أن ما يدعيه البعض بأن جوازات سفرهم ختم عليها الخروج وسافرت إلى مصر، كلام ليس له أساس من الصحة، وهو طعن في الجوازات السعودية التي من المستحيل أن تتجاوز عن تخرج جوازات سفر من دون أصحابها بهذه الأعداد الهائلة!
وأضاف أخيراً أن المسؤولية الآن تقع بالكامل على عاتق القنصلية المصرية، سواء من ناحية توفير سكن للمتخلفين، أو تزويدهم بالمأكل والمشرب، وبأنه عليهم التواصل مع الجوازات للإسراع في إنهاء خروج هؤلاء الأشخاص.