مائدة إفطار تجمع مليون معتمر في مكة

شهدت شوارع مدينة مكة والمسجد الحرام في المملكة العربية السعودية مؤخرًا حركة مستمرة لا تنقطع استعدادًا لاستقبال المعتمرين والزوار، الذين من المتوقع أن يصل عددهم إلى قرابة المليون خلال شهر رمضان.
أجواء شبيهة بالتحضيرات للعيد لفت المملكة، والمناسبة استقبال خير الشهور شهر رمضان الكريم، حيث أقيمت داخل الحرم المكي العديد من الورشات تصل الليل بالنهار وتسابق الزمن؛ لاختبار عمل أنظمة الإنارة والتكييف، والتهوية والتحكم والسلالم الكهربائية وغيرها من المرافق.
وتنوعت الاستعدادات، من تجهيز عبوات بعدد كبير من مياه زمزم لتوزيعها على المصلين والمعتمرين في رمضان، وزيادة عدد السجادات ليصل إلـى 25 ألف سجادة جديدة لفرشها داخل الحرم، بالإضافة إلى تنظيف وتلميع وتجهيز ومحاولة لإظهار كل ما هو موجود بأبهى صورة وحلّة.
وكانت إمارة مكة المكرمة أعلنت قبل أيام من حلول الشهر الكريم أنه تم تجهيز 1.2 مليون عبوة زمزم، بالإضافة إلى توفير 11 ألف عامل نظافة، و10 آلاف موظف لخدمة المصلين والمعتمرين والزوار.
وقالت وزارة الحج والعمرة السعودية: «إنه تم إصدار 6 ملايين تأشيرة عمرة منذ شهر محرم وحتى شعبان». وتتوقع الوزارة قدوم 950 ألف معتمر خلال رمضان هذا العام.
وبحسب إحصاءات رسمية، يتواجد 1000 متطوع ومتطوعة من الهلال الأحمر السعودي بساحات المسجد الحرام، و27 فرقة إسعافية مساندة، وتم تجهيز 25 مركزًا دائمًا ومؤقتًا للهلال الأحمر لأي حالة طارئة، و7493 سريرًا في مستشفيات مكة وجدة والطائف؛ لاستقبال حالات المعتمرين والمصلين الصحية.
وتسهم المؤسسات الخيرية والعائلات المكية في تجهيز موائد الإفطار التي تمتد داخل أروقة الحرم المكي وخارجها، بل وتمتد إلى الشوارع المتفرعة.
ومن المعروف أن موائد الرحمن تنتشر في مكة المكرمة بكثرة، وتتحول إلى مزيج ثقافي يجمع الصائمين من مختلف الجنسيات والأعراق، وتمتد موائد الرحمن عادة في ساحات المسجد الحرام والجوامع، ويقوم عدد من المتطوعين بإعداد سفرة الإفطار في مشهد يتكرر يوميًا، كما يدأب بعض أهالي مكة على المشاركة، فيقومون بتوزيع أنواع مختلفة من التمور والخبز والمأكولات.