التوفيق بين عملٍ وآخر والسعي لذلك، هو شغل المرأة الشاغل في رمضان، وهو ما يتطلب منها إدارة فعَّالة للمواعيد وتنظيماً محكماً للوقت، خصوصاً إذا كانت عاملة، ويرجع السبب في ذلك لتنوُّع الأنشطة الحياتيَّة التي تتخلل يومها، إضافة إلى أنَّ العبء المنزلي كله يقع على عاتقها، الأمر الذي يجعلها مجبرة على لعب أدوار عديدة، ما يعرِّضها لمجهود عصبي وذهني كبير، فتصاب بحيرة كبيرة لعدم قدرتها مثلا التوفيق بين عملها والعبادة والواجبات المنزليَّة في هذا الشهر الكريم المليء بالعبادات والعزومات.
فكيف يمكن تحقيق التوازن المطلوب؟
«سيدتي» ومن خلال التحقيق التالي استطلعت آراء وتجارب عدد من السيدات العاملات، التي لا تخلو من الطرافة.
وقت وجهد
بداية أوضحت مرام مبارك (29 عاماً)، صحافيَّة، قائلة: من أصعب الأمور في رمضان هو محاولة التوفيق بين واجبات المنزل والعمل والعبادات، فجميعها يحتاج إلى وقت وجهد، ولا مجال للراحة، خاصة أنَّ الإفطار يتبعه السحور. وأضافت: من المواقف الطريفة التي حدثت معي في أحد أيام شهر رمضان الفضيل؛ أنَّني قمت بوضع منبه الجوال بعد عودتي من العمل ليوقظني بعد ساعة من أجل إعداد طعام الإفطار، ولم أنتبه بأنَّ اليوم المحدَّد في التنبيه كان لليوم التالي، ولم استيقظ إلا وقت صلاة التراويح، وزوجي وأبنائي يغطون في سبات عميق لاعتمادهم التام عليَّ.
عبء كبير
أما لبنى باحيدرة (40 عاماً)، فنانة تشكيليَّة ومصممة ديكور، فترى أنَّ العمل في رمضان يمثل عبئاً كبيراً على المرأة نظراً لكثرة واجباتها المنزليَّة حتى ولو كان هناك من يساعدها فلديها العبادات وقراءة القرآن وتجهيز الصدقات والموائد الرمضانيَّة لا سيما أنَّ رمضان شهر البركة والتجمعات الجميلة مع الأهل والأصدقاء، فكل ذلك يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين. وأضافت: من المواقف التي لا أنساها هو حضور أقربائي في إحدى الزيارات العائليَّة لتناول طعام الإفطار وكوني امرأة عاملة تعرَّضت لضغت كبير نظراً لضيق الوقت لدرجة أنِّي قمت بوضع كريمة الحلويات على طبق «الكوردن بلو» المالح الذي كنت أحضره، ولم أكتشف ذلك حتى بدأ الضيوف في تناول الطعام الأمر الذي دفع الحاضرين للضحك.
سرُّ النجاح
بينما ترى رنين جودة (28 عاماً)، إدارة الأصول والاستثمارات، أنَّ سرَّ النجاح في التنسيق بين العبادة والواجبات المنزليَّة والعمل يكمن في تقسيم الوقت وعمل جدول محدَّد وتقول: بالنسبة لي فمعظم أيام الشهر الفضيل أذهب لتناول طعام الإفطار في منزل أهلي أو أهل زوجي، وهذا الأمر يساعدني كثيراً غير أنَّ التحدي الأكبر يمكن في إدارة الوقت، فالتغلب عليه يمثل أكبر عقبة فـ70% من وقتي أقضيه في العمل وأحاول خلال هذا الوقت أن أخطط لباقي يومي وأنجز ما يمكن إنجازه غير أنَّ التقصير غالباً ما يكون في العبادات كالتراويح أو التهجُّد وسرعان ما يبدأ عندي الشعور بالذنب.
الرأي الأسري
المستشارة النفسيَّة والأسريَّة، الدكتورة سحر رجب أوضحت: كل شيء ممكن أن يتم بالنقاش مع الزوج والأبناء فحتى تقوم الزوجة بواجباتها على أكمل وجه لا بد من المساعدة والمعاونة من قِبل أفراد العائلة، وذلك يتم بالترغيب بالأجر من الأُم وليس بالترهيب، فيد الله مع الجماعة. وعلى الأُم أن توضح لهم من فترة وتمهد بأنَّ كل شيء سيكون على ما يرام إذا هم وضعوا أيديهم مع يدها، فاليد الواحدة لا تصفق أبداً. والرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، كان يقوم على خدمة أهله، وهذا الأمر لن ينقص منهم شيئاً، بل على العكس من ذلك سيستفيدوا من الحسنات المقدَّمة من الله تعالى في هذا الشهر الفضيل، ولا يقتصر هذا العمل على شهر رمضان فقط، بل ليته يستمر ليشعر الكل بالراحة، ولا يكون العبء على أشخاص معينين فقط في المنزل كالإناث مثلاً.