يحرص الحجازيون منذ القدم على تبخير وتطييب الأواني المنزلية بالمستكة وخاصة «الكاسات» أثناء شهر رمضان المبارك، وذلك في تقليد رمضاني توارثه أبناء الحجاز منذ سنين طويلة، وتمسك به الأبناء بعد الآباء وتعهدوه جيلاً بعد جيل.
وتتم عملية تبخير الأواني المنزلية بالمستكة عبر إشعال الجمر بالنار، ووضع حبات من المستكة عليها، ومن ثم تبخير أكواب الماء أو فناجين القهوة أو الترامس أو الصحون، لمدة تقارب الـ10 دقائق، ليتم لاحقاً وضع الأواني بالمقلوب، حتى تحتفظ بنكهة ورائحة البخور، ولتعطي عند استخدامها رائحة وطعماً مميزاً للماء.
ويعتقد تاريخياً أن التقليد بدأ في المدينة المنورة، ومنه انتشر إلى مدن الحجاز الأخرى.
وقال وائل كردي، أحد أعيان المدينة المنورة، وفقاً لـ«العربية»، إنه رغم أن الحاجة التي ظهرت معها هذه العادة انتفت، إلا أن أهالي المدينة لا يزالون يحتفظون بها كجزء من تراثهم وتقاليدهم في شهر رمضان.
وتابع، أن الماء كان يحفظ قديماً في «زير» مصنوع من الفخار، وفي ظل عدم توافر الكهرباء، كان الأهالي يبخرونه بالمستكة، بهدف أن يظل بارداً ويعبق برائحة زكية.
وأوضح كردي، أن بخور المستكة له فوائد متعددة، حيث إنه يطهر الأواني من الروائح الكريهة ومن مسببات الأمراض، ويطرد الحشرات لاسيما البعوض، ويساهم أيضاً في محاربة البكتيريا والفطريات، لذلك كان الأهالي يحرصون على تبخير «الأزيار» بالمستكة، خصوصاً أنها كانت توضع خارج المنزل وتحت الأشجار للحصول على الظل، مبيناً، أن البعض لم يكن يكتفي بتبخير الأواني، بل يقوم برش «الكاسات» بماء الورد، للحصول على طعم أفضل خاصة إذا كان الماء ماء زمزم.
ونوه، إلى أنه رغم اختفاء التقليد في بعض المدن بسبب تغير أساليب المعيشة، إلا أنه لا يمكن أن يأتي رمضان إلا وتجد كثيراً من السكان يحرصون على إحضار الماء المبخر بالمستكة، الذي يضفي رائحة جميلة، ناهيك عن فوائده الصحية، فضلاً على أن كبار السن يحرصون على تواجده في المائدة الرمضانية، ويعمدون على نقل هذه العادة لأبنائهم وأحفادهم من أجل المحافظة على هذا التقليد الرمضاني.
لماذا يحرص الحجازيون على تبخير «الكاسات» في رمضان؟
- شباب وبنات
- سيدتي - نهيل عبدالله
- 20 يونيو 2017