على الرغم أنّ غرف العمليات مخصصةٌ لإجراء جراحاتٍ بعضها يعدّ خطيراً ووحده الطاقم الطبي الذي من المفترض أن يكون بطل القصة بفضل الإنجازات الطبية ، إلا أن العديد من المرضى يأبى إلا أن يلفت الأنظار إليه وهو في حالته المرضية . هذا ما حصل عندما قرر عازف هندي أن يعزف أثناء خضوعه لعمليةٍ جراحيةٍ في الدماغ .
فقي مشهدٍ غريبٍ داخل غرف العمليات ، قام رجلٌ هندي، وهو عازف موسيقي، بالخضوع لعملية الجراحية في الدماغ ولكن الغريب في الأمر أنه أجرى العملية وهو يعزف على الغيتار.
وطلب الأطباء من العازف الهندي، ويُدعى أفيشك براساد، أن يعزف على الغيتار في كل مرة “يفصلون” فيها واحدة من الدوائر الكهربية في الدماغ، لعلاجه من مرض يُعرف باسم “خلل التوتر العضلي” (دستونيا). ويؤدي هذا المرض إلى حدوث تشنجات مؤلمة، وتقلصات أو التواءات متكررة، أو تكرار حركات لا إرادية بشكل غير طبيعي، أو اتخاذ الجسم أو عضو منه أوضاعا شاذة.
استمعي للموسيقى لتحسين مزاجك
وقد انتشر فيديو للرجل الهندي وهو داخل غرفة العمليات يعزف على الغيتار بينما يقوم الأطباء بعملهم.
وكان مرض خلل العضلات يعوق براساد من تحريك الأصبع الأوسط، وأصبع البنصر، والأصبع الأصغر في يده اليسرى حينما كان يعزف الغيتار، وأضاف: “كنت أعتقد أن صعوبة الحركة (للأصابع) بسبب الإفراط في ممارسة العزف. أخذت قسطا من الراحة وحاولت مرة أخرى، وأدركت أن الصعوبة (في تحريك الأصابع) لم تتوقف. أبلغني بعض الأطباء أن هناك إجهاد للعضلات، وتناولت مسكنات للآلام، وفيتامينات عديدة، ومضادات حيوية، وعلاج طبيعي وغيرها.”
وأشار إلى أن التشنجات في أصابعه كانت تحدث فقط حينما يعزف الغيتار.
الموسيقى تحدُّ من خوف الأطفال من الحقن
لكن طبيب أعصاب نجح في تشخيص حالته بشكل صحيح قبل تسعة أشهر، وهي إصابته بخلل التوتر العضلي، وقال: “نصحني الأطباء بضرورة إجراء جراحة للمخ، لكنني كنت خائفا. لكن الطبيب الذي يعالجني، شاران سرينيفاسان، طمأنني ومنحني الثقة لإجرائها.”
وقال العازف الهندي إنه يتذكر بوضوح كل تفاصيل العملية، وأوضح أن الأطباء ثبتوا إطارا بأربعة مسامير في رأسه لفتح جمجمته قبل إجراء أشعة بالرنين المغناطيسي، وقال: “ساعدت الأشعة في تحديد العمق (المطلوب) لإدخال الأقطاب الكهربية من أجل إصلاح الدوائر الكهربية داخل الدماغ.، وأضاف بأنه شعر “وكأن هناك مولدا (كهربيا) في رأسه خلال العملية”، لكنه لم “يشعر بألم”.
الموسيقى تساعد المرضى قبل العملية الجراحية
وأوضح الدكتور سرينيفاسان أن “المريض لم يشعر بالألم لأن العملية أجريت تحت تأثير التخدير الموضعي، وأضاف بأنه فتح ثقبا بحجم 14 ملليمترا وأدخل قطبا كهربيا محددا في الجمجمة، وكانت “المناطق المستهدفة على عمق 8 إلى 9 سنتيمترات داخل الدماغ، المريض كان يقظا تماما خلال العملية بالكامل، وكانت النتيجة واضحة على طاولة الجراحة لأن أصابعه بدأت تتحرك بشكل طبيعي على الغيتار.”
وانقسمت آراء رواد مواقع التواصل الإجتماعي بشكلٍ كبير مع الفيديو ، ومنهم من تساءل هل هذا المشهد هو قبل العملية أو خلالها. ومنهم أيضاً من اعتبر أن هذا المشهد لا يمكن قبوله لأنه يظهر نوعاً من "الجنون" لأن الخضوع لعملية جراحية ليس نزهةً إنما مسألة حياةٍ أو موت.