متزوِّج نعم.. لكن مع وقف التنفيذ، فهو يعيش حياة العزوبيَّة الخالية من المسؤوليات الزوجيَّة، والالتزامات المتعدِّدة مع الزوجة والأبناء، فالزوج هنا لا يشعر بالتغيُّر الذي طرأ على حياته بعد الزواج؛ باختصار هو عزوبي التفكير وليس زواجي وأسري التفكير، نجده ملتزمًا بطريقة شبه قهريَّة بالزواج، ويميل دائمًا للانسحاب من الحياة الزوجيَّة والانقطاع عن الأسرة بحجة وغير حجة.
«سيدتي نت» تواصل مع الاختصاصي النفسي والمستشار الأسري، محمد عازب، ليخبرنا من هو المتزوج «الأعزب»، وما هي أبرز سلوكياته، وكيف يكون العلاج؟
بداية أوضح عازب بأنَّ الزوج العزوبي هو ذاك الزوج الذي يتمسَّك بسلوكيات وأفكار ما قبل الزواج ويحملها معه لبيت الزوجيَّة، ويرفض تعديلها أو النقاش فيها، فنجده متعلقًا بسلوكياته وعلاقاته الشخصيَّة والاجتماعيَّة كالأصدقاء، والسفر وما إلى ذلك، خصوصًا في المراحل الأولى من الزواج.
سلوكياته
الزوج العزوبي يلاحظ عليه دائمًا بأنَّه دائم العصبيَّة داخل المنزل وانفعالي، يعيش حياة اللامسؤوليَّة.
ـ الزواج بالنسبة له عُرف اجتماعي وتأدية واجب، وقد يكون إرضاء للوالدين، فهو غير مقتنع بفكرة الزواج.
ـ متقلب المزاج والمشاعر وغير منضبط، محيطه الخارجي المرتبط به من قبل الزواج، سواء من أصدقاء أو العلاقات الأنثويَّة، هو ما يؤثر تأثيرًا مباشرًا في تعامله مع زوجته وأبنائه؛ فنجد أنَّ سلوكياته تتأرجح بين السعادة والإحباط، والعصبيَّة، والنبرة الحادَّة وسوء الخلق.
ـ وجوده في المنزل كجسد فقط مكره على البقاء فيه، صامتًا ولا يشعر بالراحة، يقضي معظم وقته على هاتفه النقال وعلى مواقعع التواصل الاجتماعي.
أثر ذلك على الزوجة:
تختلف الزوجات في التعامل مع عزوبيَّة الزوج، فهنالك الزوجة الهادئة الانسحابيَّة التي تبتعد عن المواجهة المباشرة للزوج، وتؤثر على نفسها بالصمت. وهناك الزوجة المواجهة التي تحاسب الزوج وتصتدم معه؛ وفي كلتا الحالتين فإنَّ الآثار النفسيَّة والمشاعر المنعكسة على الزوجين هي مشاعر القلق، والاكتئاب، والانطوائيَّة والوساوس والظنون.
العلاج
وأوضح عازب أنَّ هناك كثيرًا من الأزواج غير مهيأ لخوض الحياة الزوجيَّة ويصطدم بعد الزواج بواقع غير الذي اعتاد عليه؛ لذلك تنصح الزوجات بضرورة المصارحة مع الزوج والحوار معه وإبداء مشاعر الحبِّ والثناء عليه، واحتوائه مع إظهار الرغبة في تحسين العلاقة الزوجيَّة.
وفي حال عدم الاستجابة يمكن طلب تدخل أحد الأقربين في محاولة للإصلاح واحتواء هذا الزوج، وتنبيهه وتقديم النصح له؛ وفي مرحلة متقدِّمة يمكن للزوجة أن تبدي له غضبها وانفعالها بأن تغيِّر من أسلوبها اللين معه نوعًا ما أو من خلال التقصير في بعض وليس كل الواجبات المهمَّة، وذلك حتى تُثير اهتمامه وتساؤلاته.
السعادة الزوجيَّة
السعادة الزوجيَّة تتطلب مجهودًا وفهمًا من الطرفين، كما تتطلب مشاركة نفسيَّة وخلق أوجه جديدة للسعادة. لذلك نصح عازب الأزواج بضرورة الصبر، خصوصًا في بداية المرحلة الزوجيَّة، بالإضافة لمحاولة فهم أنماط الشخصيَّة للزوج والزوجة، بحيث يكون التعامل بينهما على أساسها. وأخيرًا يجب على الزوجة أن تقدِّم الحبَّ والاهتمام والتقدير لزوجها بما يتوافق مع شخصيته وليس بما تحتاجه هي والعكس صحيح بالنسبة لها.