يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع اقتراب حلول عيد الأضحى صورا كاريكاتورية للخروف مرفوقة بتعليقات ساخرة ،إذ اختار البعض تزيين جبهة الخروف و أذنيه بالحناء و البعض الآخر لم يتردد في التعليق على لهيب الأسعار مرفقة بصور الخروف المتعدد الأشكال وهي صور موجهة بالخصوص إلى الفئة المغلوبة من المجتمع التي تكتوي بنيران هذه الأسعار.
بدلا من أ ن يصبح العيد مناسبة لإدخال الفرحة فإنه أصبح موعدا عسيرا بالنسبة للكثيرين :"لأن عيد الأضحى- كما تؤكد السيدة فريدة بنزاكور (أرملة) يتزامن مع هذا العام في المغرب بحلول الموسم الدراسي الجديد و هو ما ينذر بمصاريف مالية تفوق طاقة المغلوبين ذوي الدخل المحدود، خاصة و أن أثمنة الخروف و إن تباينت فإنها تبقى فوق طاقة فئة اجتماعية ستجد نفسها في حيرة و أنا واحدة ممن تستبعد أن تعيش لحظة فرح.
كما ترى فريدة حاتم موظفة و أم ل3 أطفال ان ما يتم الترويج له من تعليقات و صور ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي نابع من الحياة اليومية وتنفيس الناس من أعباءها ببعض المرح والدعابة
لا للسخرية
غير أن الباحث و الأستاذ الجامعي عبد الله بوروة (دكتوراه في الدراسات الإسلامية ) يرى أن المشكلة تكمن في اختيارات الناس و عدم تفهمهم لأحكام الشريعة الإسلامية و مقاصدها الحقيقية المتعلقة بالخروف و نحر الأضحية ؟لأن الغاية هي إعادة التوازن للعلاقات الأسرية. يقول الدكتور بوروة لعيد الأضحى: " لا يحق لأي كان المس ساخرا أو متهكما بالأضحية ، لأنها سنة مؤكدة في حق من يملك ثمنها ،و جدير برواد المواقع أن يستحضروا طقوس العيد و طقوس الخروف كرمز للتضحية و الفداء .
أما الباحث الاجتماعي و أستاذ التواصل محمد بوفتاس , فإنه يقول بأن تزامن عيد الأضحى و حلول الموسم الدراسي سيكون مكلفا ,حيث يتسابق الناس من أجل اقتناء الخروف وقد يقترض من معارفه لإحضار خروف بالمواصفات المطلوبة ، أما بالنسبة للرسوم الكاريكاتيرية فإنه جرت العادة في المجتمع المغربي منذ القدم أن يضع الأجداد
فوتوشوب الخروف
الحناء على فروة الخروف بما تحمله الحناء من دلالات ورموز للفرح والبشرى ،و هو احتفاء من الأسرة المغربية بالخروف بمجرد ما يدخل البيت، حيث يختار له الفضاء المناسب و ترتب مكانه بعناية و تسهر على تنظيفه وتتفقد أحواله حفاظا على سلامته مع الحرص أن يكون إطعام الأضحية و تقديم الماء إليه بانتظام .أما المبالغة في تزيين الخروف وإدخال رسوم بالفوتوشوب يشوه بالطبع رمزية الأضحية كعنوان للتآزر والتكافل الاجتماعي، فهو أمر غير طبيعي. .
في المغرب.. سخرية من مصاريف عيد الأضحى والمدارس
- أخبار
- سيدتي - محمد بلال
- 27 أغسطس 2017